19 ديسمبر، 2024 2:01 ص

الاعظمية لن تشعل فتنة ابداً !

الاعظمية لن تشعل فتنة ابداً !

عادة ما أتجنب الكتابة عن قضايا طائفية لمخاوف منطقية من أن تفسّر مفردة أو جملة أو فكرة في غير سياقها ، فأكون كمن يصبّ الزيت على النار لتأجيج الحرائق أو اشعالها .
وحتى مقالي هذا هو فتح بوابة للضوء في العقول المظلمة ، بعد ان تكررت صرخات بعض الاصوات النشاز من زوار الإمام الكاظم وهم يمرّون من مدينة الاعظمية ومن أمام الإمام ابا حنيفة الذي يستهدفونه بالسب والشتيمة واللعن حتى تنجر النعوت الى الطائفة ..!
بالمطلق لايمثل هذا السلوك التطرفي الشائن موقف الطائفة الشيعية الكريمة ، فكثيرة هي المناسبات التي اعلن فيها، ليس ابناء مدينتي الكاظمية والاعظمية عن احتقارهما للخطاب الطائفي ، بل المكونين السني والشيعي والشواهد اكثر من أن تحصى ، وهي شواهد دفاعات شعبية واعية واجهت كل محاولات جر البلاد الى صراع طائفي واسع النطاق ، ونجحت تلك الممانعات الشعبية بامتياز ، ونجح الشعب العراقي بتلاوينه باجتياز الاختبار ، اختبار وحدته القوية .
مع قرب أجواء الانتخابات ربما يكون من يحاول استخدام هذه الورقة الساقطة للكسب الانتخابي الرخيص ، من خلال استثمار الوعي المتدني لمجاميع من الشباب تلاعبت بهم خطابات الطائفية وحرفت افكارهم نحو هاوية لاتحمد عواقبها ..!
لهذه المجاميع سأوضح صورة من التاريخ ، بدون كثير من التفاصيل ، عن الدعم الذي قدمه ابا حنيفة لثورة محمد النفس الزكية وأخيه ابراهيم.
بداية ساهم أبو حنيفة في ثورة زيد بن علي بماله وجاهر بعد ذلك بوجوب نصرة إبراهيم أخي النفس الزكية حتى قال: إن المساهمة في هذه الثورة تكفر عن الذنوب. وقيل للمنصور عن تمرد احد قواده في مواجهة ثورة محمد النفس الزكية ، فسأل المنصور بعض ثقاته: من يدخل من الفقهاء؟ فقالوا: إنه يتردد على أبي حنيفة، وجاءت امرأة إلى أبي حنيفة فقالت: إن ابني يريد هذا الرجل، وأنا أمنعه، فقال: لا تمنعيه. ما يعني ان ابا حنيفة كان محرضاً فكرياً وداعماً مالياً لثورة النفس الزكية واخيه ابراهيم ، وحين تستفتيه الناس بالخروج عن السلطان العباسي او الخروج الى الثورة كان يجيب ” اخرجوا الى الثورة ” بالتعابير الحديثة !
من هذه اللقطات التأريخية يتوجب قراءة التأريخ لقطع خيوط استجلاب التأريخ لاثارة الصراعات التي لن تودي إلا الى سفك الدماء وتفتيت المجتمعات !
للذين يحاولون استخدام الورقة الطائفية البغيضة نقول ، اهالي الاعظمية لن ينجرّوا مطلقاً الى إستفزازات تعّودوا عليها وخبروا اسرارها وتعاملوا معها بحكمة شعبية تدرك جيداً ان الشرارة لن تنطلق لا من الكاظمية ولا من الاعظمية ولا من زوار الامامين الكاظم وابا حنيفة ..
والمطلوب من الحكومة ان تقوم بواجبها في الحفاظ على السلم المجتمعي من خلال اجهزتها الامنية ، وعلى القضاء ان يفعّل دوره في ملاحقة اصوات الفتنة ومن يقف وراءها !!

أحدث المقالات

أحدث المقالات