خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
توجه وزير الخارجية السعودي؛ “فيصل بن فرحان”، إلى “طهران”، للقاء المسؤولين الإيرانيين، في زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول سعودي رفيع المسّتوى بعد اتفاق المصالحة “الإيراني-السعودي”؛ برعاية صينية.
وقد أعلنت بعض المصادر العربية، أن وزير الخارجية السعودي يحمل رسالة من الملك “سلمان بن عبدالعزيز”، إلى الرئيس الإيراني؛ “إبراهيم رئيسي”، بشأن تطوير العلاقات بين البلدين. كذلك بخلاف الرئيس الإيراني من المقرر أن يلتقي؛ “ابن فرحان”، عدد من المسؤولين الإيرانيين لتبادل وجهات النظر بشأن تطوير العلاقات الثنائية؛ بحسب تقرير “سيد حسين حسيني”؛ المنشور بصحيفة (القدس) الإيرانية.
رسائل بخصوص بدء تبادل الزيارات بين مواطني البلدين..
وحول أهمية هذه الزيارة علق؛ “رضا ميرابيان”، خبير شؤون غرب آسيا، بقوله: “زيارة؛ ابن فرحان، إلى طهران بهدف إعادة فتح السفارة السعودية في طهران؛ بعد سبع سنوات من الإغلاق، إنما يعني فتح المجال مجددًا أمام تبادل الزيارات بين مواطني البلدين، وكذلك رفع معدلات التجارة بين البلدين. وهذه أول زيارة لمسؤول سياسي سعودي رفيع المستوى للجمهورية الإيرانية منذ عقد تقريبًا”.
مضيفًا: “ورغم أن هذه الزيارة تأتي ضمن أطر الزيارات السياسية والدبلوماسية، لكن يمكن أن تُفضي إلى إنجازات كثيرة؛ وبخاصة في المجالات النفطية، والاقتصادية، والتجارية. ولقد قدم السعوديون مؤخرًا على الجمهورية الإيرانية بعض المقترحات المتعلقة بقطاع تشّييد الفنادق في بعض المدن الدينية والسياحية الإيرانية، مطالبين بالمشاركة في هذه الصناعة. وقد أعلنت السعودية استعدادها تفعيل اتفاقياتها مع الجمهورية الإيرانية، وفي المقابل تُريد إيران كذلك تطوير تعاملاتها وعلاقاتها مع هذا البلد”.
“أميركا” تُعارض العلاقات “الإيرانية-السعودية”..
وتطرق “ميرابيان”؛ للحديث عن زيارة وزير الخارجية الأميركي؛ “آنتوني بلينكن”، الأخيرة إلى “السعودية”، وأضاف: “تُعارض الولايات المتحدة بقوة إقامة علاقات بين طهران والرياض، وتطلب إلى السعوديين تطوير العلاقات مع الكيان الصهيوني. لكن زيارة ابن فرحان؛ إلى طهران، تُثبّت أن الرياض لا تعبأ بتصريحات وزير الخارجية الأميركي، وتوضح بشكلٍ رسّمي موقف السعودية إزاء إيران… كذلك أثبت لقاء الإمارات بين مندوب إيران ومندوبي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، رغبة أبوظبي في التقارب مع الجمهورية الإيرانية. ومؤخرًا أعلن هذا البلد الانسّحاب من التحالف البحري الأميركي، وإبداء الرغبة في المشاركة بالتحالف البحري الإيراني مع دول المنطقة”.
متابعًا: “بدورها تسّعى البحرين إلى استئناف علاقاتها مع إيران”.
وتعليقًا على بنود بيان “مجلس التعاون الخليجي”؛ فيما بخص البرنامج النووي الإيراني، قال: “هذا البيان ينطوي على جوانب أكثر رمزية بالنسّبة للدول المشاركة في هذا الاجتماع، ولطالما أعلنت الجمهورية الإيرانية عدم قبول تدخل أي من دول المنطقة في هذا الموضوع”.
لائحة فصل جديد من العلاقات بين “طهران” و”الرياض”..
في معرض إجابته عن سؤال بشأن أهم أبعاد زيارة وزير الخارجية السعودي إلى “طهران”، يقول الدكتور “علي رضا تقوی نیا”؛ الخبير في شؤون غرب آسيا: “تأتي هذه الزيارة في إطار متابعة الاتفاقيات الثنائية بهدف رفع مسّتوى العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية وحلحلة الأزمات الإقليمية؛ وبخاصة في اليمن وسوريا… لقد اتبع السعوديون على مدى السنوات الأخيرة سياسة العداء والصراع مع الجمهورية الإيرانية، والآن انتبهوا إلى هذا الخطأ ويسّعون إلى تصحيح الأوضاع… لقد انتبه السعوديون إلى مسألة أن أميركا لا تستطيع تلبية المطالب الأمنية في منطقة الخليج، ولذلك يسّعون في الوقت الراهن للانفصال على هذا البلد وبناء علاقات بديلة مع دول المنطقة”.
وأضاف: “أول موضوع على لائحة وزير الخارجية السعودي في طهران، هو تهيئة مجالات الأمن الإقليمي، عن طريق التعاون المتبادل بين إيران والسعودية، وأن الحل الوحيد للمشكلات الإقليمية هو الاتفاق الثنائي”.
سّعى الجانبين لتحفيز التعاون..
واختتم “تقوی نیا” حديثه؛ بالقول: “سّعت السعودية؛ خلال السنوات الأخيرة، وبخاصة بعد الحرب الأوكرانية، إلى تنويع قائمة الشركاء الاستراتيجيين بالمنطقة، والانتباه إلى قضية أن النظام العالمي المستقبلي سيكون متعدد الأقطاب، ولذلك تسّعى السعودية للانفصال عن الولايات المتحدة. والجمهورية الإيرانية بدورها تُراعي الكثير من المحفزات المؤثرة في المزيد من التقارب والتوافق مع دول المنطقة”.