وكالات – كتابات :
كشف تقرير عبري؛ اليوم الأحد، أسباب عرقلة التطبيع بين “السعودية” و”إسرائيل”؛ رغم الجهد الدبلوماسي الذي بذلته “الولايات المتحدة الأميركية”.
وأفاد التقرير عبري، بأنه رغم الجهد الدبلوماسي الذي بذلته إدارة “بايدن”؛ لتطبّيع العلاقات بين “السعودية” و”إسرائيل”؛ إلا أنه لن يتم التوقيع على مثل هذا الاتفاق قريبًا بسبب 03 عراقيل.
ثلاثة عراقيل..
وذكر موقع (واينت) إن مسؤولين إسرائيليين كبار يعُربون عن اعتقادهم أن الطريق لتوقيع اتفاق من هذا النوع لا يزال طويلاً، وأن أمام الاتفاق 03 مطبات أرضية تُعيّق التوصل إليه، وهي: الانتخابات الأميركية؛ المرتقبة في تشرين ثان/نوفمبر 2024، الفلسطينيون، والملف النووي السعودي.
ووفقًا لهؤلاء المسؤولين الكبار، فإنه ليس من الواضح على الإطلاق ما إذا كانت إدارة “بايدن” مهتمة وقادرة على قيادة مثل هذه الخطوة الدراماتيكية، كاتفاقية تطبيع بين “تل أبيب” و”الرياض” في عام انتخابي، لأنها تتطلب أغلبية كبيرة في “الكونغرس”، مشيرة في هذا السّياق إلى وصول مستشار الرئيس الأميركي “بايدن”؛ “بريت ماكغورك”، إلى “السعودية”؛ أمس السبت، لمناقشة التطبيع مع “إسرائيل”.
موافقة إسرائيل على التخصيب النووي السعودي..
وبحسّب التقرير الذي نشرته صحيفة؛ (نيويورك تايمز)، والذي وقعه أيضًا الصحافي في صحيفة (يديعوت أحرونوت)؛ “رونين بيرغمان”، فإن المطروح على الطاولة هو احتمال أن تضطر “إسرائيل” إلى الموافقة على تخصّيب نووي في “السعودية”، كجزء من مشروع نووي للأغراض السّلمية. وهو مطلب يأتي من “الرياض” وقد يلقى معارضة من كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين الذين يُحذرون من أن ذلك سيؤدي إلى سّباق تسّلح نووي في الشرق الأوسط.
وكما جاء بالتقرير؛ فإن المطالب الأولية لولي العهد السعودي؛ “محمد بن سلمان”، مقابل اتفاق التطبيع، هي ضمانات من “واشنطن” لحماية “السعودية” من هجوم عسكري، وشراكة “سعودية-أميركية” لتخصّيب (اليورانيوم) من أجل برنامج نووي مدني، وإزالة قيود على بيع الأسلحة الأميركية للمملكة.
تنازالت سعودية..
ولفت تقرير (واينت) العبري؛ إلى أن السعوديين بدورهم سيضطرون إلى تقديم تنازلات كبيرة والتخلي عن موقفهم القديم الذي يقول إن السلام مع “إسرائيل”: “لا يمكن أن يتحقق إلا بعد قيام دولة فلسطينية”.
ووفقَا لمسؤولين إسرائيليين؛ فإنه ليس من الواضح ما إذا كانت “السعودية” ستوافق على توقيع اتفاقية مماثلة لاتفاقيات التطبيع الأخرى الموقّعة حتى الآن بين “إسرائيل” والدول العربية – أي دون أي عائد على “القضية الفلسطينية”. وسيواصل السعوديون تردّيد الرسائل المعتادة بأنه بدون إقامة “دولة فلسطينية” – لن يكون هناك تطبيع مع “إسرائيل”.
القضية الفلسطينية..
وتابع التقرير أن “السعودية” تتفهم أيضًا أنه مع الحكومة الحالية في “إسرائيل”، فإن فرصة أن تتضمن الصفقة تقدمًا كبيرًا مع الفلسطينيين هي صفر.
ومع ذلك، قالت مصادر مطلعة على التفاصيل لصحيفة (نيويورك تايمز)؛ إن السعوديين والأميركيين يُصّرون على أن مثل هذه الصفقة ستشمل بعض: “الإيماءات الملموسة” للفلسطينيين، لكنها بعيدة كل البُعد عن دولة مستقلة.
ما هي تلك: “الإيماءات الملموسة” ؟ حقًا.. الأمر غير واضح. لكن “مارتن إنديك”، السفير الأميركي السابق لدى “إسرائيل”، قدر أنه إذا لم تكن هناك تنازلات إسرائيلية بشأن “القضية الفلسطينية”، فإن الاتفاقية بين “الرياض” و”تل أبيب” ستكون مؤقتة فقط.
فوائد “أميركية-إسرائيلية”..
ولفت التقرير إلى أن اتفاقًا مماثلاً من الممكن أن يُفيّد “بايدن” في عام الانتخابات، إذ سيُخبر الناخبين أن “أميركا” لا تهرب من منطقة الشرق الأوسط بل تقودها بأمان، دون تعريض جندي أميركي واحد للخطر.
من جهة ثانية؛ سيُعتبر اتفاق سلام مع “السعودية” إنجازًا مهمًا لـ”نتانياهو”، وهو أمر يحتاجه بشدة في الواقع السياسي الحالي وعلى خلفية أداء حكومته، لكن منح القدرة على تخصّيب (اليورانيوم) لـ”السعودية” يتعارض تمامًا مع سياسة “إسرائيل” المعلنة، وبالتالي إذا فكر “نتانياهو” في قبول الصفقة “الأميركية-السعودية”، فقد يجد نفسه بمواجهة آراء قاسية من كبار المسؤولين في مؤسسة الدفاع.
وفي المحصلة؛ فقد قال بعض كبار المسؤولين الأميركيين إن فرصة إبرام صفقة قد تكون أقل من: 50%. وقال وزير الخارجية الأميركي؛ “آنتوني بلينكن”، نفسه: “ليس لدي أوهام” بأن الطريق إلى الصفقة سيكون قصيرًا.