26 نوفمبر، 2024 5:26 م
Search
Close this search box.

ضعفاء ام مستضعفين ؟

ضعفاء ام مستضعفين ؟

خلال فترة سكينة وألم… لما يدرو في البلد من دمار وسفك دماء ونحر لاهلنا واصدقائنا بسيوف السلطة والمال تذكرت قصة الزاهد بشر الحافي في بغداد وكيف ان كلمات بسيطة هزت عرش الغرور والمال في النفس البشرية لتعطي للانسان قدره الحقيقي بالنسبة الى الاله . فقصة بشر الحافي كانت ايام الحكم العباسي اي ايام الفجر والفسوق ,كان هذا الرجل كمثله من اصحاب النفوذ يلهوا بالليالي الحمراء لدرجة اصبحت افعاله لاتخفى على الجميع, فشكى الناس الى الامام موسى ابن جعفر(ع) افعاله.فمر الامام بقرب دار بشر فشاهد جارية تخرج من الدار لترمي بعض بقايا الطعام ,فسألها الامام لمن هذه الدار؟ فقالت لسيدي بشر فقال الامام أهو حرٌ ام عبد ؟ فأجابت انه حر…فردعليها صدقتي لو كان عبدا” لله لخاف منه واستحى. فأثرت هذه الكلمات بها واصبحت ترتجف وعند دخولها شاهدها بشر على هذه الحالة فسألها …ما لها ترتجف ؟ فاخبرته بما جري ,فقال صفيه لي ؟  فقالت له نور في وجهه ,اسمر ,طويل ,له اثار السجود على جبينه. فاجاب هذا والله سيدي موسى ابن جعفر(ع).
فخرج وركض حتى ادرك الامام وقال سيدي أصحيح اني لا اخاف الله ,ولا استحي منه ؟ فاجابه نعم يابشر… لو خفته لأطعته ولو استحيت منه لما عصيته . فهزه هذا الكلام وسأل الامام… أأن تبت فهل لي توبة ؟ فأجابه أن ’تبت تاب الله عليك …ومن هذه اللحظة قال بشر مادمت تبت وانا حافي سأظل حافي حتى اخر عمري …وزهد من هذه اللحظة خوفا وخشيتا من الله. واصبح منزله مسجدا لله.
هذه النفس البشرية تهتز من الخالق .وهنا نسأل… لا كلمات ,لا دماء سالت وتسيل,لا ايتام ,لا ارامل,لا دين ولا اله ؟ تهز الحكومة او النواب فهل هؤلاء بشر ام شياطين تمشي على الارض لاتأبه بكل ما ذكر…. ورغم مايحدث بالعراق وما زال يحدث نلاحظهم يصرون على البقاء على كراسيهم ,هذه الكراسي التي يتحمل مسئولية وصولهم اليها الشعب العراقي ,وهنا نلاحظ الشعب المصري صاحب الارادة والقدرة على التغيير يعدل الكفة مرة اخرى بعد ميلانها ,الا يكون لنا وقفة ضد هؤلاء القتلة والمفسدين للحد من الاستنزاف لدماء العراقيين .فلأموال تهدر ومناصب تباع والفساد مستشري حد النخاع.حتى وصل الامر الى انهيار التعليم الذي يعتبر اساس اي بلد للعيش بمستوى متوسط فاستوى فيه المتعلم والعالم مع الجاهل والامي .
لذا يجب علينا جميعا ان نتحمل المسؤولية في القضاء على هذا الفساد وابعاد كل من في الحكومة ومجلس النواب دون اسثناء والعمل على ايجاد الافضل وانتخابه للعمل على انهاء نهرالدم والقضاء على الفساد والمفسدين .واختيار اناس مستقلين وبدون النظر الى التحزب والتعصب والطائفة فما زال هناك من هو اصلح بين هذا الشعب الطيب الذي طالما عانى من المتلونين والعابثين على مر السنين السابقة.
نحن لانطمح ان نحصل على بشر ثاني منقذ للبشرية, لكن نرجوا ان نكون اصحاب ارادة لتغيير واقعنا الدامي والحفاظ على ماتبقى من شباب واطفال عسى ان يكونوا قادرين على تحقيق تغيير كامل ,لطرد ومحاسبة المفسدين.
والسؤال هنا هل ننتخب نفس النواب والاحزاب مرة اخرى ام اكتفينا من السنوات السابقة ؟

أحدث المقالات