مرّت الذكرى التاسعة على السقوط المدوي لمدينة الموصل الحدباء ، وكأنها من ذكريات الاعياد والمناسبات ، وسط ضجيج النواب والقادة السياسيين وصراعاتهم على تمرير الموازنة !!
لم يكن السقوط في جوهره الا سقوطا للمنهج السياسي ولاستراتيجيات بناء القوات الامنية بكل اصنافها وفقداناً لإحساس الاستشعار السياسي والامني ، من كارثة كانت أوضح من أي تحليل وتقدير ، كان الخطر داهماً ومؤشراً وقريباً معلناً عن نفسه !!
لاالحكومة الاتحادية ولا المحلية ولا الاحزاب السياسية كلّفت نفسها ، من باب رفع العتب، لانقول اعادة قراءة وتقييم لما حصل حتى لانثقل عليهم ، اقامة أي فعالية تذكر الناس بالكارثة وتدعوهم الى تقليبها على ظهورها وبواطن كفها والاسرار التي بسببها أغرقت المدينة بالدم والدموع والتخريب والخراب !
ماذا يعني هذا في حدث غيّر الكثير من المعادلات السياسية والاجتماعية واعادة قراءة الحاضر والمستقبل؟
يعتقد البعض من السذج أو أصحاب النوايا الحسنة ،التي غالباً ما تودي الى الجحيم، أو المتقصدين ، يعتقدون ان الازمة ابنة الماضي وان الموصل تجاوزت نتائجها وذيولها ، وانها ذاهبة الى مستقبل زاهر !!
تجربة كانت فاتورتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والحضارية باهظةالتكاليف بكل المقاييس ، واقصى قراءاتها كانت لجنة تقصي الحقائق البرلمانية التي قالت حقيقة وكشفت عن حقائق كارثية ، الا انه تمت لملمة النتائج والاستنتاجات والحقائق في جنح الليل وتحت وخلف ستار الصفقات السياسية التي فاحت منها رائحة التواطؤات الأكثر خسّة من الحدث نفسه !!
أي حدث اقسى من هذا السقوط وماتبعه يمكن ان يهز هذه الطبقة السياسية المتنفذة والرثة لاعادة القراءة والتقييم وتعلم الدروس الدموية ؟
قيل الكثير من التحليلات وكشفت الكثير من الحقائق عن سقوط الموصل ،وتبدلت حكومات من المالكي الى السوداني مرورا بالعبادي وعبد المهدي ، وكلّها مازالت خائفة من الاجاابة على السؤال:
من كان السبب بشكل مباشر دون توريات وتلاعب بالحقائق ؟
” قصة موت معلن ” للروائي الكولومبي غابريال ماركيز ، الجميع كان يعرف بأن جريمة قتل انسان ستحصل الا الضحية نفسها الذي كان يمارس حياته بشكل طبيعي حتى وقوع الجريمة !!