بيت الكلام يقول ” الهدوء الذي يسبق ماذا ؟” ، خصوصاً مع ترقبالليث الصدري من عرينه ومراقبته الدقيقة لمخادعات حلفاء الأمس ،بانتظار لحظة الشروع ، او تهيئة لحظة الشروع لصراع محتمل ومؤجلفي الوقت نفسه !
يبدو هذا الهدوء مريحا لإدارة بايدن التي تضع حملها على خطوطالتماس مع التنين الصيني ، لكنها الاستراحة القلقة ، لرجل يتعثر فيمنصة الخطابة ، فيما تلتهم السلطة في بغداد قوى تحسبها الادارةالاميركية على الجانب الايراني !
حذرت مجلة “فورين آفيرز” الاميركية من ما “يسبق ماذا ” لتلوّحبعاصفة عراقية قبل ان تفي واشنطن بوعودها في الحرية والحقوقوالرخاء فضلاً عن استخدام قدراتها بالكشف على الأموال المهربةوالمخبئة واعادتها الى العراق وهي وعود مبددة واقعياً ومبددة للزمنوالامنيات !
هل تحتاج اميركا الى نصائح المجلة الاميركية بضرورة ” أن تكون علىالجانب الصحيح من التاريخ في العراق في حال واصلت الدفع بقوةضد أسوأ تجاوزات الميليشيات التي تقف خلف الحكومة الحالية“!
هل تحتاج واشنطن الى من يقول لها ” لا يزال بامكانها استخدامصوتها و إمكانياتها المالية والاستخباراتية بهدف إضعاف القوىالمعادية للديمقراطية ومنح الشباب والمصلحين والمحققين في مكافحةالفساد في العراق، الفرصة من أجل الدفاع عن الديمقراطية الهشةالتي هي بالكاد موجودة في العراق ” بحسب تقرير المجلة.
الحقائق والمتطلبات معروفة في العراق،ولا حاجة لمسبار فيوجر للكشفعن الثقوب السوداء وما خلفها ، وصرنا نعرف اننا منطقة تأثر لتطوراتالحرب الروسية الاوكرانية والتفاهمات الاميركية الايرانية على الملفالنووي وتشعباته والصراع الاميركي الصيني على مناطق النفوذالتجاري والاقتصادي ، والاهم من كل ذلك الصراع الجيوسياسي بينموسكو وواشنطن !!
ما يهمنا في العراق هو الاجابة على سؤال افتراضي :
ماذا بعد هذا الهدوء ؟
وهو هدوء مخادع ، فتحت الرماد نيران صديقة وعدوة في آن معاً . الاطاريون مازالوا تحت تأثير تخدير ” النصر المؤزر ” على الصدرالذي ترك لهم الجمل بما حمل ” حتى لحظة ان يقرر نوع وشكلومستوى الجولة القادمة التي من المحتمل ان يسمح بها بالضرب تحتالحزام ،او ان سياق المواجهة لن يحتاج الى ” سماح ” فاللحظةالحاسمة التي تسمح والتي لاتسمح ستكون داخل الحلبة!!
على مستوى الساحة السنيّة يحتدم صراع الزعامات ومشاريعالتحالفات ، باعادة احياء القديمة منها او انبثاق قوى وتحالفات جديدةكلّها تنظر الى صناديق اقتراع المحافظات لتتكشف في النهاية موازينالقوى الحقيقية خارج البهرجة الاعلامية ! وقد يكون الشيخ خميسالخنجر اكثر المتفائلين بنتاج الصراع على هذه الساحة لتقوية نفوذهالمتصاعد متخلصا من استحواذات محمد الحلبوسي الذي يبدومحاصرا حتى من قوى شيعية ركزته سابقا على سدّة مجلس النواب !
ورغم خصوصية الوضع الكردي الا ان ساحتهم تغلي هي الاخرىبصراعات يتلاعب بها الفاعل الشيعي ، افقدتهم الى حد ما قوةحضورهم الموحد في بغداد.
الاستياء الشعبي ، الجامع لهذه المكونات يغلي هو الآخر بالنضالاتالمطلبية في غالبية المحافظات ، والذي قد تنبثق عنها لحظة تشرينيةمغايرة في الاهداف والمسارات والقوى القائدة فيها !
في مثل هذا المشهد المعقد يبقى السؤال قائماً :
ماذا بعد هذا الهدوء ؟!!