16 نوفمبر، 2024 5:55 ص
Search
Close this search box.

تجربة مبدع إيراني .. تقديم ثلاثون عامًا من الإدمان على طاولة النشر !

تجربة مبدع إيراني .. تقديم ثلاثون عامًا من الإدمان على طاولة النشر !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

كان كاتبًا معروفًا مدة سنوات، وسقط فجأة فريسة للإدمان، وأفنى أفضل سنوات عمره تحت سطوة المخدرات، يقول: “بدأت بقرصين في اليوم ووصلت حتى حوالي: 150 قرص يوميًا”؛ بحسّب تقرير “جواد شیخ الإسلامي”، الذي نشرته وكالة أنباء (مهر) الإيرانية.

والآن؛ وبعد مرور 10 سنوات تحرر “خسرو باباخاني” من الإدمان؛ ونجح كالكثيرون في هزيمة المخدرات، وهو يسّعى لمساعدة المدمنين الآخرين في المؤسسات الكبرى والصغرى على السواء، لكن بطريقته ومن خلال قلمه؛ حيث يحكى في كتابه (عزف الكمان على الجسر)؛ ذكرياته المريرة والسعيدة من سنوات الإدمان والتشرد، ويقدم كشف عن الذات نوعًا ما.

وحاليًا يتداول المدمنون والمهتمون بالأدب هذا الكتاب. ومع انطلاق “معرض الكتاب الدولي” توجهت (مهر) الإيرانية إلى؛ “خسرو باباخاني”، للسؤال عما اكتنف هذا التجربة من آلام وأفراح على النحو التالي…

كما أوردت في كتابي؛ كنت في الثانية والثلاثون لما بدأت في تعاطي المخدرات، هذه السنون عمر في حد ذاتها !.. حين بدأت في التعاطي لم أفكر أن المخدرات سوف تقضي على سنوات عمري.

وأنت تعلم أن هذا المرض تقدمي، بمعنى أن تبدأ بحبة ثم تنتهي بحفنة حبوب. يزداد استهلاكك باستمرار؛ وقد عانيت هذه الزيادة وصولًا إلى المرحلة الأخيرة، ولا أعني السنوات السبع أو الثمانية الأخيرة، وإنما المرحلة حيث كنت أتعاطي الأقراص فضلًا عن الأفيون.

قصف كيميائي للبدن بتعاطي 150 قرص يوميًا..

لو يمكننا تشّبيه المواد التقليدية؛ مثل “الأفيون والهروين” بقصف المدن، فإن تعاطي الأقراص هو بمثابة قصف كيميائي !.. لقد أدمنت بشدة أقراص تحسّين الجهاز الهضمي !..

كنت أتعاطى حتى: 150 قرص يوميًا. كنت أحرص على تفريغ شريط الأقراص !.. حتى أكتفي من العدد الذي أحتاج.

وحين كنت أضع الأقراص بفمي كنت أمليء كفيي معًا. كانت أضرار الأقراص مرعبة ولم أنتبه لذلك حينها. اصيبت أسناني بالتيبس وحين كنت أتناول الطعام كنت أسناني تسّقط في فمي دون ألم أو حتى دون أن أفهم ما يجري.

الآن لك أن تتخيل أن أتناول سبعة غارام ونصف أفيون مع 150 قرص.

المتعاطي آخر من يفهم أنه سقط في فخ الإدمان..

لدي ميزة ومازالت أتمتع بها؛ وهي أنني رجل رحيم ومرح، حتى حين كنت مخمورًا وحالي سيئة، لم أكن عدوانيًا لا مع أهلي ولا مع أصدقائي.

كنت بطبيعتي المرحة مفعمًا بالحيوية والبهجة مع الأصدقاء والرفاق. لعبت كرة القدم، وشاركت في اللقاءات، وسّعيت للحفاظ على مظهري، غافلًا عن أن المدمن هو آخر شخص يُدرك أنه قد أصبح مدمنًا.

الجميع فهم بعد ذلك؛ ولكن لم يقبلوا عليّ، حتى أنا نفسي لم أقبل على نفسي. ذهبت إلى مختلف الأطباء وبخاصة النفسيّين، اختبرت طرق كثيرة للتوقف عن التعاطي، لكن لم تنجح. تجرعت السُم مرتين في المصحة، ولم ما أزل حيًا !.. واستمر الوضع حتى اختبرت الإهانات المتتالية، وفقدت تدريجيًا الثقة بنفسي.

لم أكتب قصة قرابة عشر سنوات، وطردت من العمل بعد توقف أنشطتي الأدبية.

شخص للتحرر من الإدمان..

نجوت من عملية الانتحار؛ لكن أحوالي ازدادت سوءًا، وقررت في نهاية 2010م الخضوع للعلاج، اتخذت قرارًا بترك الإدمان، وساعدني الله على الخروج من هذه المحنة.

وأعيش حاليًا العام العاشر بعد الشفاء من الإدمان. خلال هذه الفترة ساعدت الكثيرين على الشفاء. وحين التقيت السيد “قزلي”؛ وأخبرته القصة، وهو اقترح على دار نشر (جام‌ جم) أن أكتب مذكراتي.

وعلم “مهدي” كالكثير من الأصدقاء المقربين. وأخبرت “رضا أميرخاني”؛ والأصدقاء المقربين بقصتي.

ولم أكن أرغب بالفعل في الكتابة، حتى أخبرني السيد “قزلي” قصة ملازمته ضريح “الإمام الحسين”؛ (رضي الله عنه)، في “كربلاء”؛ حيث كانت الناس تأتي للزيارة وتلقي بالقصاصات والرسائل داخل الضريح، يكتبون لـ”الإمام الحسين” عن آلامهم.

وكان المثير للعجب أن أغلب هذه الرسائل تتعلق بطلب الشفاء من الإدمان !.. حينها أدركت أن علي أن أكتب مذكراتي، ربما تساعد شخصًا آخر !

لا تكتب !.. سوف تنهار سمعتك..

نصحني بعض الأصدقاء المقربين بعدم الكتابة حتى لا أفقد سمعتي، وقالوا: “لديك ابن وفتاة؛ وهما يُريدان الحياة. وكانوا إذا اشتبكوا مع أحدهم يٌعايرهم بوالدهم المدمن واللص والمشرد”.

لكن جلست وكتبت مذكراتي عن الإدمان. لم تكن لدى أسرتي مشكلة. بل كانت زوجتي تحفزني، وقد لعبت دورًا حيويًا في صدور هذا الكتاب، فقد كانت تساعدني في الواقع بكل الطرق.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة