16 نوفمبر، 2024 7:07 ص
Search
Close this search box.

“إلفيس بريسلي”.. مازال الهوس به مشتعلا رغم رحيله

“إلفيس بريسلي”.. مازال الهوس به مشتعلا رغم رحيله

خاص: إعداد- سماح عادل

“ألفيس آرون بريسلي” مغني وكاتب أغاني وممثل أمريكي شهير. من  أهم الرموز الثقافية في القرن العشرين، عرف باسم «ملك الروك آند رول» أو «الملك». خلال مسيرتهِ الفنية ظهر في 31 فيلم وسجل 784 أغنية وأحيى أكثر من 1,684 حفل غنائي.

حياته..

ولد “إلفيس أرون بريسلي” في 8 يناير 1935 بشرق توبيلو بولاية ميسيسيبي، لعائلة متواضعة الحال والده هو “فيرنون بريسلي”، ووالدته “جلاديس”، وكان له أخ توأم يدعى “جيسي” توفي أثناء ولادته، حصل “ألفيس” على شهادته الثانوية عام 1953، وأنبهر منذ الصغر بالموسيقى وهام بها حباً ورشح لعدد من المسابقات وكانت الموسيقى هي السبب في حصوله على أول جيتار له كجائزة في إحدى المسابقات عام 1946، ولم يكن هذا هو الجيتار الأخير في حياة “الفيس بريسلي” الحافلة التي أذاب فيها موسيقى الكونتري مع الروك اند رول فانفعل معها وبها وارتج المسرح تحت قدميه بعد أن زلزله برقصه وأغانيه.

وانتقل إلى ممفيس، تينيسي مع عائلته عندما كان في سن 13 عاما. بدأت مسيرته الموسيقية هناك في 1954، عندما سجل أغنية مع المنتج سام فيليبس في صن ريكوردز. كان بريسلي أحد رواد موسيقى الروكابيلي، وهي موسيقى سريعة مزجت موسيقى الكانتري مع موسيقى الريثم أند بلوز، ورافقه عازف الجيتار سكوتي مور وعازف الباس بيل بلاك. حصل بريسلي على عقد مع آر سي أيه فيكتور في صفقة رتبها كولونيل توم باركر الذي أدار مسيرة المغني لأكثر من عقدين.

بدأ مشواره الفني بتكوين فرقة موسيقية صغيرة تقدم فنها داخل الحانات، ثم جاء الاتفاق مع أحد المنتجين الذي استمع إلى غنائه وأعجب به وبدأ بريسلي رحلته الجادة في عالم الموسيقى بتسجيل أولى أغانيه بعنوان ذاتس أول رايت وتبعها بأغنية بلو مون أوف كنتاكي وقد حققت الأغنيتان الكثير من النجاح، وبدأ أسلوب ألفيس الغنائي المميز في الظهور والتألق، وتوالت أعماله وعروضه المسرحية.

الأغاني..

أولى أغاني “ألفيس بريسلي” على هذه العلامة هي “Heartbreak Hotel”، وصدرت في يناير 1956 وحققت نجاحا كبيرا. اعتبر بريسلي شخصية رائدة في عالم الروك أند رول بعد سلسلة من النجاحات على حفلات التلفزيون وأغانيه التي تصدرت مختلف القوائم. كانت طريقة غنائه الحيوية وأدائه المليء بالإيحاءات الجنسية، إلى جانب تجاوزه لحدود الأعراق في زمن بزوغ حركة الحقوق المدنية، كلها عوامل جعلته شخصية شعبية جدا ومثيرة للجدل.

قدم بريسلي في نوفمبر 1956 أول أفلامه بعنوان Love Me Tender. في عام 1958، تم تجنيده في الخدمة العسكرية. واستأنف مسيرته الغنائية بعد عامين، وأنتج مجموعة من أنجح أعماله قبل أن يكرس جزء كبيرا من وقته في الستينيات لتصوير الأفلام في هوليوود وإنتاج ألبومات الموسيقى التصويرية لهذه الأفلام، وتعرض معظمها لانتقادات شديدة من النقاد.

بعد انقطاع دام سبع سنوات عن العروض الحية، في عام 1968عاد إلفيس إلى المسرح في عرض تلفزيوني خاص لقناة NBC TV باسم Elvis-68 Comeback Special نال شهرة كبيرة، فمكنه هذا من إقامة حفلات عديدة في لاس فيغاس من العام 1970 : 1972 وأقام سلسلة من الجولات المربحة. في عام 1973، ظهر بريسلي في أول حفل يبث عالميا عبر الأقمار الصناعية لأكثر من 40 دولة عبر آسيا وأوروبا Aloha from Hawaii شاهد الحفل أكثر من بليون شخص حول العالم كانت المشاهدات تتخطى مشاهدة أول هبوط على سطح القمر كانت كلفة الإنتاج عالية لهذا الحفل بالنسبة لذلك الوقت بحدود 2.5 مليون دولار.

نجاح هائل..

“ألفيس بريسلي” هو أحد أشهر الموسيقيين وأكثرهم تأثيرا في القرن العشرين. ونجح تجاريا في العديد من الأصناف الموسيقية، بما في ذلك البوب والبلوز والإنجيل والكانتري، وهو أحد أكثر الفنانين المنفردين مبيعا في تاريخ الموسيقى المسجلة، مع مبيعات قياسية تقدر بحوالي 500 مليون وحدة في جميع أنحاء العالم. وفاز بثلاث جوائز غرامي، كما حصل على جائزة غرامي لإنجاز العمر في سن السادسة والثلاثين، وتم إدخاله في العديد من قاعات مشاهير الموسيقى.

حقق ألفيس بريسلي على مدار تاريخه الفني أعلى نسب مبيعات لألبوماته الغنائية، فبيع له أكثر من 500 مليون تسجيل عالمي، محققاً ومحطماً الأرقام القياسية، فكان له 120 أغنية فردية وصلت إلى قائمة أفضل 40 أغنية أمريكية مبيعاً، وعشرين أغنية وصلت إلى المركز الأول، وخلال الفترة ما بين عامي 1956، 1962 تمكن من أن يصل بـ 24 أغنية متتالية إلى قائمة أفضل 5 أغان واستطاعت كل من هذه الأغاني أن تبيع أكثر من مليون نسخة، لألفيس 8 أغاني صنّفت كأفضل أغانٍ على مر العصور ولم يستطع أحد أن يكسر الأرقام التي حققها، كما قام ألفيس بإحياء العديد من الحفلات الناجحة بلاس فيجاس وكافة أنحاء الولايات المتحدة.

السينما..

عرف اسم “ألفيس بريسلي” كمغني شهير لموسيقى “الروك آند رول” وبالإضافة لموهبته في الغناء، تألق أيضاً كممثل فقدم حوالي 31 فيلما كان أولها فيلم “Love me tender ” عام 1956، ومن أشهرها «تحيا لاس فيجاس»، وهاواي الزرقاء، اتبع ذاك الحلم، طريق سريع، وتوالت أفلامه بعده، ونذكر من أغنياته (الشهيرة لا تكن قاسياً، أحبني بلطف، صخرة السجن، أريدك.. أحتاجك.. أحبك، القطار الغامض، Can’t help falling in love with you) وغيرها الكثير من الأغاني التي سلبت لب الشباب وما زالت تلقى صدى واسعاً بينهم حتى وقتنا هذا.

حب يقتل..

قام “بيتر جورالنيك” الناقد الموسيقي والكاتب الأمريكي بإصدار كتاب «حب يقتل: سقوط ألفيس بريسلي» والذي يتناول السيرة الذاتية لبريسلي في الجزء الثاني من حياته فيتناول المرحلة التي بدأ فيها النجم في الانهيار، كما يتعرض الكاتب في مؤلفه للشهرة وتبعاتها، ويأتي هذا الكتاب كجزء ثان للكتاب الأول الذي حمل عنوان «آخر قطار إلى ممفيس: صعود ألفيس بريسلي» والذي روى فيه كيف اعتلى بريسلي عرش الموسيقى الأمريكية، وذلك باعتباره ملك لموسيقى الروك.

ويشكل الكتابان أكبر كتب السير الذاتية التي تم كتاباتها عن واحد من نجوم الفن خلال القرن العشرين، هذا بالإضافة للكثير من الكتب التي تم كتابتها عن حياة هذا النجم.

كما تم تناول قصة حياة ملك الروك “ألفيس بريسلي” في مسلسل تلفزيوني عام 2005 بعنوان «ألفيس» وفاز هذا المسلسل بجائزة «جولدن جلوب».

الزواج..

تزوج “ألفيس بريسلي” من فتاة جميلة تدعى “بريسيلا آن بيليو” عام 1967 وأنجب منها ابنته الوحيدة “ليزا ماري بريسلي”، ولكن واجه في زواجه الكثير من المشاكل وانتهى بالطلاق فلم يوفق في حياته العاطفية على الرغم من كثرة معجباته، عُرف عن “بريسلي” تواضعه و رِقّة طبعه في تعامله مع من حوله.

امتد النشاط الغنائي والفني للملك بريسلي في الفترة ما بين 1954- 1977، ثم جاءت وفاته في السادس عشر من أغسطس عام 1977 عن عمر يناهز الثانية والأربعين عاماً، بعد أن شهد الجزء الثاني من حياته مرحلة انهيار تدريجي وأدمن المخدرات وعُثر عليه ميتاً نتيجة لتناوله جرعة مخدر زائدة، وكانت آخر حفلاته في إنديانا بوليس في يونيو 1977.

كما قال عنه المطرب البريطاني ألتون جون «اسألوا الجميع من حولكم، لو لم يكن ألفيس موجودا لا أعلم ماذا كان سيحل بموسيقى الروك اليوم.. فهو أول من نجح في التوفيق بين موسيقى الكونتري الخاصة بالبيض والبلوز الخاصة بالسود، فكسر التمييز داخل أمريكا المحافظة العنصرية في هذا الوقت».

وفاته..

أصيب بنوبة قلبية في بيته في غريسلاند وفي 16 أغسطس 1977، وتوفي بسببها. بعد سنوات عديدة من تعاطي الأدوية. تحول منزله جريسلاند بولاية تينيسي الأمريكية إلى متحف يَفد عليه أكثر من نصف مليون زائر سنوياً لمشاهدة مقتنياته، ويتبارى الناس في ذكراها بمحاولة تقليده ويتم تنظيم مسابقات لأفضل شخص يتمكن من تقمص شخصية بريسلي ويبرع في تقليده، بالإضافة لأفضل زي تنكري، وقامت الولايات المتحدة بإصدار طابع بريد عام 1993 يحمل صورته.

الهوس به..

لم يقلّ هوَس الشباب والناس كافة ببريسلي حتى بعد وفاته حيث أطلق اسمه على مئات الأطفال داخل أمريكا عقب وفاته، بالإضافة لمحاولة الاستفادة من اسمه بكافة الأشكال فأطلق على العديد من الفنادق والمطاعم، وقام الكثيرون بالتشبه به بملابسه وشعره، ولم يصدق البعض وفاته، وغيرها الكثير من أشكال الهوَس بشخصية وفن ألفيس.

على الرغم من وفاة بريسلي إلا أنه لا يزال يشكل حالة فريدة بين الأشخاص العادية والمطربين، فيسعى الجميع من أجل تجديد ذكراه بشتى السبل، وفي استغلال للتكنولوجيا الحديثة سيتم دمج صوته وصوت كبار مطربي الكونتري المعاصرين مثل مارتينا مأكبرايد وسارا إيفانز في ألبوم غنائي حديث حيث ستجمع أغانيهم مع مقاطع من أغاني ألبوم «أغاني الميلاد» لبريسلي والذي أصدره عام 1957، ليكون هذا بمثابة إحياء عملي لذكرى الملك.

وأظهرت إحدى الإحصائيات أن بريسلي لا يزال يحقق دخل مادي خيالي على الرغم من وفاته، حيث ما زالت ألبوماته الغنائية تدر ملايين الدولارات سنوياً على ورثته، بالإضافة لما يدره قصره بممفيس بولاية تينيسي الأمريكية، واستغلال اسمه وصوره للترويج للمنتجات، وإقامة فرق غنائية تحمل اسمه وغيرها الكثير من الاستثمارات والأرباح التي تدر كنتيجة لاستغلال نجاح ألفيس وشهرته، وقد وضعته مجلة فوربس الأمريكية الشهيرة في قائمة أصحاب أكبر دخول بين المشاهير الذين ماتوا.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة