16 نوفمبر، 2024 7:04 ص
Search
Close this search box.

“البشير بن سلامة”.. اشتهر برباعية رصدت تاريخ تونس قبل الاستقلال

“البشير بن سلامة”.. اشتهر برباعية رصدت تاريخ تونس قبل الاستقلال

خاص: إعداد- سماح عادل

“البشير بن سلامة” كاتب وسياسي تونسي تولى وزارة الشؤون الثقافية بين 1981 و1986.

التعريف به..

ولد في 14 أكتوبر 1931، درس في المدرسة الصادقية ثم بمعهد الدراسات العليا ثم بدار المعلمين العليا بتونس حيث نال إجازة في اللغة والآداب العربية. درّس بعد تخرجه في المعهد العلوي ودار المعلمين العليا بتونس حتى عام 1963 ليتفرغ بعدها لنشاطه السياسي والثقافي في الحزب الاشتراكي الدستوري والعمل في الدولة.

كان “البشير بن سلامة” منذ 1947 عضوا في الحزب الحر الدستوري الجديد، وفي مؤتمر الحزب في 1964 كلف بلجنة الشباب وبإدارة مجلة الشباب. عين بين 1972 و1973 كاتب عامًا للجنة تنسيق الحزب في سوسة ثم ألحق بإدارته المركزية بين 1973 و 1980 تاريخ تعيينه عضواً في الديوان السياسي. تعرف على”محمد مزالي” منذ كان تلميذا في الصادقية وتوطدت علاقة صداقة دامت طويلا، فشاركه في تحرير مجلة “الفكر” في 1955 ثم عمل معه في مؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية، ومع تولٌي “مزالي” الوزارة الأولى عُيّن كمكلف بمهمة بديوانه ثم أسندت له حقيبة الشؤون الثقافية في 1981 خلفا ل”فؤاد المبزع”. شهدت فترة توليه الوزارة إنشاء بيت الحكمة والمسرح الوطني التونسي والمعهد العالي للتنشيط الثقافي.

استمر على رأس الوزارة إلى 12 مايو 1986، وأقيل في نفس الفترة وزراء آخرون مقربون من “مزالي” ك”المازري شقير” و”فتحية مزالي” و”الهادي بوريشة”، واعفي “مزالي”  نفسه من مهامه في يونيو 1986. ابتعد “بن سلامة” منذ ذلك الوقت عن الحياة السياسة متفرغا للكتابة. انتخب عضوا في مجلس الأمة سنوات 1969، 1974 و1979. ثم أصبح يشغل حاليا مقعداً في المجلس العلمي لبيت الحكمة عن اختصاص الآداب. يعد من أهم الشخصيات على مستوى الثقافة في تونس، كان وراء تأسيس العديد من المؤسسات الثقافية التونسية، ومعرض تونس الدولي للكتاب والمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة” وأيام قرطاج المسرحية والمسرح الوطني والمعهد العالي للموسيقى والمعهد العالي للمسرح والمعهد العالي للتنشيط الثقافي. كان له الفضل بانطلاق مهرجان الأغنية التونسية والفرقة الوطنية للموسيقى ومجلة الشعر ومجلة فنون وصندوق التنمية الثقافية ويعد أحد مؤسسي اتحاد الكتاب.

كتب المقالة الصحفية، والقصة القصيرة، والرواية، وله دراسات وأبحاث متنوعة في اللغة والتاريخ، كما ترجم العديد من الكتب المهمة من الفرنسية إلى العربية.

كتبه..

ألَّف عدة كتب منها:

  • «تاريخ أفريقيا الشمالية» لشارل أندري جوليان (ترجمة بالاشتراك) الدار التونسية للنشر 1969 عدة طبعات.
  • «المعمرون الفرنسيون وحركة الشباب التونسي» (ترجمة بالاشتراك)، الشركة التونسية للنشر، 1970. صدرت الطبعة الثانية سنة 1985.
  • «الشخصية التونسية» ج.س. كويكن (ترجمة)، دار سحنون، تونس، 1988.
  • «نحو هوية بشرية ملائمة للواقع» للمنصف القيطوني (ترجمة)، دار الآداب، بيروت، 1990.
  • «سليمان القانوني» لأندري كلو (ترجمة)، دار الجيل، بيروت، 1991.
  • «اللغة العربية ومشاكل الكتابة»، الدار التونسية للنشر، 1971. صدرت الطبعة الثانية سنة 1985.
  • «الشخصية التونسية: مقوماتها وخصائصها»، مؤسسات عبد العزيز بن عبد الله، 1974.
  • «النظرية التاريخية في الكفاح التحريري التونسي»، مؤسسات بن عبد الله، 1977.
  • «قضايا الدار العربية للكتاب»، تونس، 1977. صدرت الطبعة الثانية سنة 1985.
  • «نظرية التطعيم الإيقاعي»، الدار التونسية، للنشر، تونس، 1985.
  • «في رحاب الأدب والفكر»، الهيئة المصرية للكتاب القاهرة، 1986.
  • «السياسة الثقافية في تونس»، منشورات مجلة البحرين، 1985. صدرت أيضًا بالفرنسية ونشرتها وزارة الثقافة التونسية سنة 1986.
  • التيارات الأدبية في تونس المعاصرة، دار المعارف سوسة، تونس 1996.
  • «عائشة»، صدرت منها ثلاث طبعات: 1982 و1983 و1986 على التوالي.
  • «لوحات قصصية»، صدرت الطبعة الأولى عن الدار العربية للكتاب في تونس سنة 1984، الطبعة الثانية عن مؤسسات بن عبد الله سنة 1994.
  • «عادل: رواية»، مؤسسات بن عبد الله تونس، 1991.
  • «علي: رواية»، الهيئة العامة المصرية للكتاب القاهرة، سنة 1995.
  • «الناصر: رواية»، دار المعارف سوسة، تونس، 1998.
  • «عابرة هي الأيام»، 2013.

عائشة..

رواية “عائشة” ل “البشير بن سلامة” صدرت في سمة 1983، وأصبحت واحدة من أهم الروايات العربية التي صدرت في  القرن العشرين. رواية “عائشة” واحدة من رباعية شهيرة أطلق عليها “العابرون” تدور أحداثها في القرن الذي يسبق استقلال تونس، وتتناول في ذلك تاريخ عائلتين تونسيتين اختار الكاتب من بين أفرادهما أربع شخصيات، وضع على كل رواية من الرباعية اسم إحداها، وجاء ترتيب صدورها كالتالي “عائشة” 1982 “عادل” 1991، “علي” 1996، “الناصر” 1998، و”العابرون” بأبطالها وشخوصها العديدة نوع من التاريخ الروائي للمجتمع التونسي في تلك الفترة المهمة من تاريخ البلاد. وتحكى الرواية عن “عائشة” التي ولدت لأب كان قد انتقل حديثًا من الفقر والضعف إلى الغنى والسُّلطة بعد ارتباطه بالحكّام التونسيين،  لكن تلك الحياة الناعمة الهادئة لم تلبث أن انقلبت رأسًا على عقب حينما هاجم الاحتلال الفرنسي تونس فغيّر في نفسيات البشر وعلاقاتهم، وفى رواية “عائشة” نقرأ عن الأنثى صانعة الأحداث وراوية الحكايات التي عادة ما تتخفى وراء الرجال، هنا نرى وجه الأب وهو يكبر فتعلوه الشيخوخة بضعفها من ناحية وجبروتها من ناحية أخرى، وفى الخلفية هناك “عائشة” وإخوتها الذين يكبرون بين أيدينا مع الوقت ومع الحكى.

وفاته..

توفى “البشير بن سلامة” يوم 26 فبراير 2023، عن عمر الـ92 عاما.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة