22 نوفمبر، 2024 7:48 م
Search
Close this search box.

وللصداقة غربال

الإنسان إجتماعي بطبعه الذي جبل عليه بإعتباره قيمة عليا في المجتمع وتقع عليه مسؤوليات جسيمة ليكون عضوا”نافعا”من خلال تكوين شبكة من العلاقات الإجتماعية تتماشى وفق العادات والتقاليد السائدة ولكي يتمكن من توفير متطلبات الحياة التي تحتاج الى جهد ومساندة بعض الأشخاص لتحقيق مآربه منها آنية ومنها مستقبلية وفق سياق ممنهج ومدروس بعيدا”عن مفهوم العبثية في انتقاء الأصدقاء تيمنا”بالمقولة الشائعة (الصديق عند الضيق ) لان الصديق الحقيقي كنز لا يعوض والصداقة تلاحم وتوافق بين شخصيتين وعقل واحد في شخصين بعيدا”عن مفهوم الأنانية والبخل والحسد والنفاق والكذب والغش والخداع وكل ما يسيء لسمعة الإنسان لاسيما ونحن نعيش في مجتمع جعلت الكرةالأرضية كقرية صغيرة من خلال الشبكة العنكبوتية التي تغطي العالم والتي يسٌرت من تبادل الصداقة بين الناس وأنتجت مجتمعا” متحضرا” تقنيا”عكس ما كانت عليه الحياة اليومية في الماضي والتي إمتازت بصفاء النيات وطيبة القلوب المحبة للخير لجميع الناس.
وينبغي بين فترة وأخرى تقييم وفلترة مواقف الأصدقاء وغربلتها لأن الزمن كفيل بالتغيير وفق المزاج وتغليب المصلحة الشخصية حيث تكتشف معادن الرجال ولديمومة الصداقة الحقيقية وكشف المزيفين والنفعيين منهم من خلال المواقف التي يمر بها الإنسان ليتبين الصالح من الطالح مصداقا”للمثل القائل (اذا تريد صاحبك دوم حاسبه كل يوم ) فهناك من يسقط من ذيل القائمة وهناك من تتعزز الثقة بهم ليرتقوا الى مستوى الأخوة بل أفضل كما في المثل (ربٌ أخ لك لم تلده أمك ) وهكذا هي سنة الحياة فيها من يفشل وفيها من ينجح .
وختاما”هناك حكمة تونسية مفادها (قلٌل ناسك يرتاح بالك ).

أحدث المقالات