في المؤتمر العلمي الدولي التاسع عشر لكلية الطب في جامعة بغداد كشف وزير التعليم العالي ان المؤتمر يشكل فرصة لتوفير مناخ أكاديمي ملائم للمراجعة المطلوبة
وحث الوزير على المزيد من الاهتمام بجودة مدخلات العملية التعليمية وربط تخصصاتها ومخرجاتها مع حاجة المجتمع الى الخدمات التخصصية والمشاركة في حل مشكلاته المتغيرة التي تفرض على المؤسسات التعليمية مراعاة المرونة والتجدد ومسايرة المستحدثات في مجال المعرفة.
كلام سليم وجاء في وقته , فأعداد الطلبة في الكليات الطبية كبيرة بلغت 37 الف طالب
ويتخرج منها اكثر من 2800 طبيب سنويا, ورغم هذا العدد الا ان المشافي تعاني من الاكتظاظ , وزيارة الى احدى المستشفيات تبين الحالة المزرية للمرض والوقت المهدور في المراجعة الى جانب معضلات اخرى ,. وتمس ا لجاجة الى التخصصات المختلفة الدقيقة ,مما يضطر بعض المرضى الى العلاج في الخارج وانفاق ملايين الدولارات , كما يراجع اغلب المرضى في العيادات الخاصة , لان ذوي الاختصاص في المستشفيات الحكومية يعانون من زخم المرضى .
ومن المؤمل ان تفتتح مشافي جديدة ويسد النقص منها الذي يفوق ما هو قائم ,وكل هذه المستشفيات تتطلب اعداد الكوادر الطبية المتخصصة ,واغناء المرضى من العلاج في خارج المراكز الصحية الحكومية.
وحسب البرنامج الحكومي تشكل الصحة اولوية فيه , وهذه الاولوية تقتضي زيادة اعداد الطلبة في الدراسات العليا للاستغناء عن الاطباء الاجانب الذين يفدون الى المشافي الاهلية وتكبيد المواطنين مبالغ طائلة, فضلا عن ان العلاج يفترض ان يكون حق مؤمن مجانا . كما ان هذا التوسع المزمع استحداثه يمكن ان يعوض عن عشرات الاف من الاطباء الذين استقروا في الخارج سعيا للأمان جراء الاضطراب السياسي في البلد .
ان التوسع في التخصصات الطبية افقيا وعموديا في غاية الضرورة على ان تراعى
جودة مدخلات العملية التعليمية وعملية التعليم ذاتها ومخرجاتها للتركيز على الاشتغال الصحيح في مجال الجودة النوعية للبرامج التعليمية
ان الكليات الطبية تحظى بسمعة طيبة ليس على الصعيد المحلي فحسب , وانما على الصعيد الدولي , فالعناية بالقبول والشروط العلمية يحافظ على هذه السمعة ويعطي مخرجات جيدة تعيد للعراق مكانته الممتازة في هذا المجال , ونمكن ابناء شعبنا من الحصول على العلاج المجاني .
ولا بد من الاسراع في بناء المستشفيات الحكومية العامة والتخصصية في جميع مدن البلاد لتكون صروح يمارس فيها اطبائنا اختصاصاتهم وينقذون اهلهم من براثن المرض وجشع البعض وتوفير العملات الصعبة للاقتصاد الوطني .