“آرمان ملي” الإيرانية .. اتفاق ليس مؤقت وليس “خطة عمل مشتركة شاملة” !

“آرمان ملي” الإيرانية .. اتفاق ليس مؤقت وليس “خطة عمل مشتركة شاملة” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

تمتلك “عُمان” مكانة خاصة في السياسات الخارجية الإيرانية، ولطالما دار الحديث عن هذه المسألة في قالب الوسّيط المصلح. وللمزيد من الفهم الدقيق والكافي لتلك المسّألة، قمنا بإلقاء نظرة على أداء العُمانيين في العلاقات الإيرانية مع بعض الدول الغربية؛ وبخاصة “الولايات المتحدة الأميركية”؛ بحسب تقرير “حميد شجاعي”، المنشور بصحيفة (آرمان ملي) الإيرانية.

لأن “عُمان” سّاهمت في المراحل المختلفة من خلال دورها كوسّيط في قضايا على شاكلة تبادل السجناء بين “إيران” والأطراف الأخرى، وكذلك المفاوضات وصولًا إلى اتفاق بين “إيران” والغرب، وأخيرًا الوسّاطة بين “طهران” ودول المنطقة. لكن ربما المكانة الأبرز للعُمانيين تتعلق بالوسّاطة في المفاوضات بين “إيران” والغرب لحل أزمة الأنشطة النووية الإيرانية.

فقد كان أحد مقاصد “مسقط”؛ سواءً في عهد “أحمدي نجاد” ثم “حسن روحاني”، هو إجراء مباحثات بين “إيران” و”الولايات المتحدة الأميركية”. فلقد استضافت “عُمان”؛ “سعيد جليلي”، مسؤول ملف المفاوضات الإيرانية بحكومة “نجاد”، وكذلك “محمد جواد ظريف”؛ وزير الخارجية بحكومة “روحاني”، للمفاوضات مع الأطراف الغربية، و”كاترين أشتون”، مسؤول السياسة الخارجية لـ”الاتحاد الأوروبي”.

وحتى بعد انسحاب “الولايات المتحدة الأميركية”؛ غير القانوني، من “الاتفاق النووي”، سّعت الأطراف الأوروبية للوسّاطة وإحياء “الاتفاق النووي”، لكن باءت هذه الجهود بالفشل وعادت المسألة مرة أخرى إلى “مسقط”، وأجرى الطرف الإيراني مفاوضات مع “انريكي مورا”؛ مساعد مسؤول السياسة الخارجية بـ”الاتحاد الأوروبي”؛ “جوزيب بوريل”، في “عُمان”.

مع هذا ورغم انعقاد عدد 08 جولات من المفاوضات في “فيينا”، فشلت محاولات الوصول إلى نتائج نتيجة تغيير الحكومة الإيرانية. لكن لا يمكن تجاهل الدور العُماني ببساطة، فلقد لعب العُمانيون؛ حتى حين لم تتوفر الأرضية المشتركة للمفاوضات “الإيرانية-الأميركية” المباشرة، دورًا في مناقشات تبادل السجناء، سواءً بين “إيران” و”الولايات المتحدة”، أو بين “إيران” والدول الأوروبية.

هل تهدف زيارة “هيثم” لإبرام اتفاق مؤقت ؟

يمكن مناقشة زيارة “هيثم بن طارق آل سعيد”؛ سلطان “عُمان”، إلى “الجمهورية الإيرانية” من جهات مختلفة، فقبل الزيارة دار الحديث عن السيناريوهات المختلفة لتلك الزيارة، أحدها أن السلطان العُماني يحمل رسالة من الطرف الأميركي للمسؤولين في “إيران”، وأن الهدف من مباحثاته في “إيران” تندرج تحت إطار مفاوضات إحياء “الاتفاق النووي”.

في حين رأى آخرون أن زيارة “هيثم”؛ إلى “طهران”، تهدف للوسّاطة في إحياء العلاقات “الإيرانية-المصرية”.

هذا بخلاف التوقعات بخصوص البحث في مسألة تبادل السجناء. لكن يبدو أن الحديث عن إحياء “الاتفاق النووي”؛ ليس بالمسألة التي يمكن تجاوزها بسهولة. لاسيما بعد حديث وسائل الإعلام الغربية عن اتفاق وشيك بين “إيران” و”أميركا” ضمن إطار جهود إحياء “الاتفاق النووي”.

بخلاف التخوفات الإسرائيلية من التقارير بشأن إمكانية التوصل إلى “اتفاق نووي” بين “إيران” و”أميركا” خلال الأسابيع المقبلة. والتخوف الرئيس يدور حول الاتفاق المؤقت، بمعنى أن توقف “إيران” جزء من الأنشطة النووية، مع الاحتفاظ بقدراتها النووية مقابل إلغاء “العقوبات الأميركية”.

وقد بحثت الإدارة الأميركية؛ خلال الأسابيع الأخيرة، إمكانية الوصول إلى اتفاق مؤقت؛ حيث تبادل الطرفان الأميركي والإيراني الرسائل حول الموضوع النووي.

في المقابل لطالما أعلن المسؤولون في “إيران” عدم القبول بأي نوع من الاتفاقيات المؤقتة.

اتفاق جديد بديل عن الاتفاق المؤقت..

علق “عبدالرضا فرجي راد”؛ خبير الشأن الدولي، على الأخبار بشأن الاتفاق المؤقت بين “إيران” و”أميركا”، وقال: “احتمالات الوصول إلى اتفاق مؤقت قائمة، لكن الطرف الإيراني لا يميل لذلك، بينما تميل الإدارة الأميركية إلى إبرام اتفاق مؤقت للحيلولة دون تخصيب إيران لـ (اليورانيوم). وأنا أستبعد طرح مسألة الاتفاق المؤقت، وحتى لو حدث فلن يقبل الطرف الإيراني”.

وربما ينتهي الأمر بالوصول إلى اتفاق بديل لـ”الاتفاق النووي” يُمثل نوعًا إطار لـ”الاتفاق النووي”؛ لكن المضمون مختلف.

وأضاف السفير الإيراني السابق في “النرويج”: “ربما يحصل ذلك وربما لا، وقد يكون الاسم اتفاق مؤقت لكن يمكن تسّميته باتفاق غير نووي. وما نستنتج من تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأميركية قبل أيام، هو إعلانه أن الولايات المتحدة تبحث عن اتفاق طويل الأمد. لذلك فإن احتمالات الاتفاق المؤقت ضئيلة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة