بعد أن وضعت هيئة الأمم المتحدة خارطة للتنمية البيئية والاجتماعية والاقتصادية على مستوى العالم لتحسين الظروف المعيشية لكل فرد في كل دول العالم وانتشاله من الفقر والأمراض وتوفير التعليم
وأيضاً الحفاظ على موارد الكوكب من الاستنزاف بتطوير وسائل الإنتاج والإدارة ليستطيع الجيل الحالي تحقيق الاستفادة القصوى منها وعدم حرمان الأجيال القادمة من الثروات الطبيعية الموجودة القابلة للنفاذ.
طبقت دول الجوار هذه الرؤية مستفيدة من وارداتها بترفيه شعوبها وبالتحديد في الفترة التي شهدت بها دول المنطقة طفرة في عائدات النفط مستثمرة هذه الزيادة في تطوير بنيتها التحتية وتأسيس صناديق سيادية تحفظ الفائض من الأموال من الهدر.
لكن العراق الذي حرم من خيراته بسبب الدكتاتورية والحروب والفساد والإرهاب بقي متأخراً عن باقي شعوب العالم
ولم تتحقق التنمية في العراق ولم يغادر أغلبية المجتمع العراقي خط الفقر ولم يتخلص من الجهل وتفشت الأمراض أكثر.
الان لدينا حكومة منتخبة تتمتع بقبول شعبي داخلي ودولي مع أموال فائضة ورغبة عالمية في دخول السوق العراقية.
يتحتم على الجميع أن يثير مجموعة من الأسئلة ويطرحها على الحكومة التي تدير تلك الموارد في العراق ما هي الإجراءات التي تتبعها لتحقيق التنمية المستدامة في العراق؟ وهل لديها أفكار مستقبلية لتأمين حصص الأجيال القادمة من الثروات مع تحقيق الرفاهية للجيل الحالي؟
أم ستكون كسابقاتها اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب.
كيف يمكننا من اللحاق بركب العالم والاستثمار الأمثل لثرواتنا الطبيعية المتوفرة من مياه ومعادن ونفط وغاز و إدارة موارد العراق بشكل صحيح، مع حماية البيئة ومعالجة تلوث التربة والمياه والهواء؟
كم تحتاج من وقت وأموال للقضاء على الفقر نهائيا؟
وماهي برامجها لمكافحة التصحر والجفاف الذي يزحف على الأراضي الزراعية يوماً بعد يوم؟
هذه اسئلة الحكومة مطالبة بتوفير إجابات عملية سريعة لها وتضع في حساباتها
أن أي رؤية لا تضع المواطن نصب عينها وفي قمة اهتماماتها في تحسين مستواه المعيشي وزيادة مستوى التعليم والرعاية الصحية هي رؤية فاشلة لن تحقق نتائج ولو صرفت المليارات واستمرت سنوات.
وأيضاً استخدام التكنولوجيا والأساليب العلمية في تحقيق التنمية حيث أن الطموح شيء والواقع شيء آخر لذلك من يريد تحقيق تنمية مستدامة وتطور في الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية الموجودة وتطويعها لأجل رفع المستوى الاقتصادي للمجتمع والدولة معا بنفس الأساليب والأدوات القديمة عليه أن لا يتعب نفسه لأنها ببساطة غير قابلة للنجاح.