يتفق الجميع ومن مختلف الاديان ان الموروث التاريخي وخصوصا الديني نالته يد التحريف والدس وهذا يتطلب جهدا كبيرا للبحث والتدقيق والفرز ولربما تختلف الاراء مع المستجدات من المخطوطات التي قد يعثر عليها او هنالك من يخفيها لاسيما من قبل الدول الاستعمارية التي احتلت البلدان الاسلامية وكان اول ما يستهدفوه هو المتاحف ومراكز التراث .
ولكن هنالك مشكلة اخرى يقع فيها بعض الباحثين وحتى من يعتقد بنفسه انه قادر على فهم التاريخ ، وبعض الباحثين هم صنفان صنف امكانيته لا تسمح له بقراءة التاريخ قراءة صحيحة وصنف خبيث مخصص لتشويه التاريخ من خلال التاويل الخبيث عند قراءة التاريخ .
واما من لم يكن تخصصه التاريخ فانه قد يلتفت الى جانب معين للرواية التاريخية ويترك عدة جوانب اخرى وهنا يكون الخطيب هو من يقع في هذه الاشكالية لا اقول كلهم بل اغلبهم وللاسف الشديد .
دعوني استشهد لكم برواية من التاريخ العباسي يتناقلها بعض دعاتنا وهي عندما عبث جيش المعتصم في بغداد ـ باهاليها واملاكها ـ وقف البغداديون امام المعتصم ليهددوه بمنع جيشه من القيام بهذه الاعمال الارهابية والا منعوه هم ، فقال لهم المعتصم وهل لكم جيش يستطيع ان يواجه جيشي ؟ قالوا نعم انه دعاء السحر سندعوا الله عز وجل عليك ، هنا خاف المعتصم من هذا الدعاء وقال حقا هذا ما لا قبل لي عليه ، وبسبب ذلك امر الرحيل الى سامراء . حقيقة اقف عند هذه الرواية فالمعتصم شارب خمر ويغازل الجواري ويعبث باموال المسلمين وقتل اتباع اهل البيت عليهم السلام مع اساليبه التعسفية ضد الائمة عليهم السلام وهنا يظهر بانه يخشى الله ، هذا ما لا يستوعبه العقل .
واما مسالة تفسير القران فهذا الاخر لم يسلم من التفسيرات العجيبة وحتى الاسرائيلية لدى عامة المسلمين سنة وشيعة وكل فريق يحاول تاويل التفسير لجماعته .
المسالة الاهم التي ظهرت مع ظهور ماكينات الطباعة هنالك كتب عند طباعتها للمرة الثانية يتم حذف بعض الحقائق فيها بسبب من اعطى المال للمؤلف لغرض حذفها .
تفسير اية وانذر عشيرتك في تفسير ابن كثير الطبعة القديمة يقول قال رسول الله من يؤازرني على هذا الامر على ان يكون خليفتي ووصي ووارثي ، في الطبعات الجديدة غيروا التفسير الى من يؤازرني على هذا الامر على ان يكون كذا وكذا وكذا … هنا السؤال هل قال رسول الله وكذا وكذا ؟.
واية وبالوالدين احسانا ياتي مفسر ليقول المقصود بالوالدين النبي محمد (ص) والامام علي (ع) ، على ماذا استدل لهذا التفسير ؟
هذا التفاوت والتلاعب شوش عقول المسلمين البسطاء هذا من جانب ومن جانب اخر اصبح ثغرة يمر منها الخبثاء للعبث بالتاريخ الاسلامي ، وهنالك حقائق كثيرة بدات تظهر للعلن تجعل القارئ في حيرة من امره في تصديق او عدم تصديق ما يطرحه الباحثون وهناك من يرفض التاريخ جملة وتفصيلا بسبب هذه القراءات البعيدة عن الحقيقة .
واخر الامر هنالك حوادق تاريخية يختلف تدوينها من مؤرخ الى اخر ، والذي يقتنع بقراءة معينة لهذه الحوادث يريد ان يفرضها على الاخرين ويرفض قراءتهم التي تختلف عن قراءته ولا اعلم لماذا يمنح لنفسه الحق ويحجبه عن الاخر ؟
وبالاجمال هنالك اختلافات لبعض الاراء لا تستوجب التنافر والتناحر فلكل شخص ان يقتنع بما يقرأ ومهما اختلفت الاراء فانها لا تؤثر على حياتنا حال الحاضر فليحتفظ كل فرد بقناعته.