النقص الكبير في الوقود المحلي…
هو المؤكد من جملة الاسباب المؤثرة في تردي مستوى الاداء الخدمي للمنظومة الكهربائية العراقية حيث يتصدر ترتيب قائمة هذه الأسباب هو عدم قدرة القطاع النفطي في العراق على الايفاء بمتطلبات تجهيز انواع الوقود اللازمة لتشغيل المحطات الحرارية والغازية الخاصة بانتاج الطاقة الكهربائية ، وهذا السبب تعاني منه العديد من الدول في تشغيل المنظومات الكهربائية العاملة فيها وغالبًا ما يجري سد النقص الحاصل بعمليات شراء خارجية لكميات من الوقود لضمان المحافظة على توفير التيار الكهربائي في حين تتجه دولاً اخرى الى الاستغلال الامثل للموارد الطبيعية من الطاقات المتجددة في حالة توافر شروطه ، وعلى سبيل المثال في ذلك شحة الوقود الذي تعاني منه محطات الكهرباء في القطر اللبناني حيث يعتمد هذا البلد على استيراد كامل حاجته لأنواع الوقود من الدول المنتجة للنفط وهذا ما ينطبق على العراق أيضا حيث يستورد كميات من الغاز الايراني لضمان توفيره في تشغيل محطات الكهرباء العاملة في المنظومة الوطنية بالإضافة الى ما تصدره إيران من طاقة كهربائية جاهزة على وفق اتفاقيات مجحفة…
الغريب في هذا الامر ما ذكرته وكالة الأنباء العراقية مؤخراً والذي ينص على التالي بين مزدوجين «التزاماً بالروابط الأخوية للعراق مع أشقّائه العرب، بالوقوف معهم ومساندتهم في مختلف الظروف والأزمات، فقد وافق مجلس الوزراء على تلبية احتياجات لبنان من مشتقات النفط؛ لتشغيل معامل إنتاج الكهرباء في لبنان، وتجديد اتفاقية التزويد، بشروطها الحالية، سنةً ثالثةً إضافية، بدءاً من تشرين الأول 2023 المقبل، والتزام شركة سومو بتجهيز كامل العقد القديم، وزيادة العقد القديم للنفط الأسود إلى 1.5 مليون طن سنوياً، وإبرام عقد جديد للنفط الخام بمليوني طن سنوياً». وما يزيده غرابة عندما تحضر الكثير من التساؤلات المشروعة عن حقيقة الحالة وتناقضاتها
فالعراقيون في خضم المعاناة من تداعيات الازمة الكهربائية والتي سوف تكون على أشدها في الصيف القادم وكما هي التوقعات التي تشير الى ذلك…أليس هم الأولى في تسخير ثرواتهم المتاحة للخروج من هذه الأزمة وقبل ان يجري منحها للأخرين والتفريط بها ؟ فهم أصحابها وليس غيرهم مهما كانت المسوغات أم ان عنوان المقال ( الاقربون أولى بالمعروف ) لا ينطبق عليهم ؟ . أما في هذه الغرابة ما يزيد من طلاسم القراءات المحيرة في فنجال الكهرباء ؟