18 نوفمبر، 2024 5:36 م
Search
Close this search box.

اعتزال الصدر: ضربة معلم من أجل تغيير السلطة

اعتزال الصدر: ضربة معلم من أجل تغيير السلطة

كثرت الأحزاب في العراق، ووصل الأمر إلى عدد لايمكن للمواطن العراقي أن يحفظهُ عن ظهر قلب، نتيجة الانشقاقات المستمرة في الأحزاب والكتل، وبالطبع هذا لايوجد في أي دولة في العالم لما له من تأثير سلبي على الساحة العراقية، لأنها لا تتحمل عبء هكذا عدد.
بالأمس القريب ونتيجة تصويت أعضاء كتلة الأحرار، على قانون التقاعد للرئاسات الثلاث، أعلن الصدر انسحابه من العمل السياسي، اثر ذلك التصويت، ومخالفة أعضاءه للتوصيات من قبل سماحته، كون السيد مقتدى يعتبر نفسه مدافعا عن الفقراء والمعوزين، وعليهم تقع مسؤولية كبيرة، تجاه جمهورهم الذي ينتظر منهم منجزا يعينهم، وهم بالأمس قد عارضو وبشدة إلغاء البطاقة التموينية، والتي يعتاش عليها فقراء هذا الوطن .
عمل تيار الأحرار بعد نزع السلاح، وترك العمل العسكري، والاتجاه صوب العمل السياسي، وتفاعله مع جمهوره الواسع، الذي حصد به أربعون مقعدا في مجلس النواب، وهذا بالطبع عددا لايمكن أن يستهان به، وهو الذي ساعد المالكي وبدورتين متتاليتين، بالفوز لسدة رئاسة الحكومة، لكنه اليوم انقلب عليهم اثر تَجاهُلِهمْ، في الكثير من التقاطعات، وحدوث شرخ كبير لايمكن أن يرجع الأمر إلى سابق عهده، وهنا خلق ندا قويا لحزب الدعوة بتحالفه مع كتلة المواطن، والتلاقي على الكثير من النقاط والتي تصب في خدمة المواطن، وهذا ما لايروق لحزب الدعوة أن يكون له أنداد من نفس المذهب، كونهم الأكثرية في التمثيل لقبة البرلمان، وهنا فقد المالكي العضد الذي كان يتكئ عليه، في الصعود إلى دكة الرئاسة لفترة ثالثة، وبات هذا من المستحيلات، كون فترة المالكي لم يتحقق بها أي شيء على الساحة، في أي منجز يذكر سوى الوعود والكذب والتدليس .
لقد فرح البعض من انسحاب السيد مقتدى واتجاهه صوب الدراسة الدينية، بتصورهم سيولد فراغا وذهاب الأصوات لكتلة القانون لان البعض من الذين انسحبوا من التيار سابقا انظموا لعصائب أهل الحق، ويعتبرونهم الأقرب، وفاتهم أن المراقبين للساحة العراقية، إن هذه الحكومة الحالية لايمكن أن تفوز برئاسة الوزراء مرة أخرى، بل غلب عليها طابع، انه من المستحيلات أن يفوز بها، كون الفترة التي مرت على الفترتين السابقتين على العملية السياسية، تعبر من أسوأ الفترات، لأنها حصدت أرواح الناس وبأعداد كثيرة .
من عمل بما تمليه عليه المصلحة العامة، وله مشروع حقيقي لبناء العراق هو من سيفوز، ومن راهن على ذهاب الأصوات تجاه الدعوة فهو واهم، لان كتلة الأحرار باقية، وقد عزمت على الدخول بالانتخابات والفوز بمقاعد تليق بقاعدتهم الجماهيرية، وباتجاه معروف، لان الكتلة قد قررت السير بنفس النهج التي اختطه الصدر وأصواتهم إذا افترضنا أنها ستذهب فستكون لكتلة المواطن … سلام

أحدث المقالات