10 يناير، 2025 10:48 ص

غرب آسيا .. كمختبر للهند والولايات المتحدة !

غرب آسيا .. كمختبر للهند والولايات المتحدة !

خاص : ترجمة  د. محمد بناية :

التقى “جيك سوليفان”؛ مستشار الأمن القومي الأميركي، بتاريخ 07 آيار/مايو الجاري، كلًا من: “محمد بن سلمان”؛ ولي العهد السعودي، و”طحنون بن زايد آل نهيان”؛ مستشار الأمن الوطني الإماراتي، و”آغيت دوفال”؛ مستشار الأمن القومي الهندي. وبينما يبدو في الظاهر أن هذا اللقاء مجرد صيغة أخرى صغيرة في الفضاء الإقليمي والدولي المتغير بسرعة، لكنه يؤكد على تنظيم سياسات “الولايات المتحدة” بالمنطقة من جديد، وجزًء من عملية تغيير سياسات في الإدارة الأميركية بحسب تقرير “KABIR TANEJA + VIVEK MISHRA”؛ المنشور في (obserwer research foundation)؛ وأعاد موقع مؤسسة الدراسات (الإيرانية-الأورآسيوية) نشره.

ومؤخرًا نفذ “ساليفان” الركن الخامس من هذا التعديل، وهي المشاركة، والردع، والدبلوماسية والحد من التوتر، والتقارب، والقيم.

مع هذا؛ يبدو أن هناك اختيار بين هذه الأركان، لأن “الولايات المتحدة” تشتاق بشكلٍ أكبر للشراكة والدمج، والردع يُستخدم فقط في حالة وجود تهديد معين، بينما تتجاهل في الوقت الراهن المخاوف تجاه القيم بسبب القضايا الجيوسياسية الإقليمية.

استراتيجية أميركية جديدة..

وتهدف الاستراتيجية الأميركية الجديد؛ بمنطقة “غرب آسيا”، إلى خلق مجالات جديدة بالمنطقة، وهذا التوجه الجديد نابع عن أسباب متعددة.

فلم تُحقق “واشنطن” النتائج المرجوة بسبب موقف “السعودية” البارد من قضية حقوق الإنسان. ومؤخرًا بدأت دول “غرب آسيا” بشكلٍ غير متوقع في اتخاذ مجموعة من الخطوات الدبلوماسية بهدف تطبيع العلاقات، مثل “السعودية وإيران” بوسّاطة صينية. والدور الصيني المتنامي في المنطقة وانسحاب “الولايات المتحدة” من “أفغانستان”؛ قد يكون سببًا آخر للاستراتيجية الأميركية الجديدة بالمنطقة، والتركيز على تعّزيز محيطها حول “أفغانستان”، ووضع نفسها ضمن مصفوفة مختلفة عن التحالفات والمشاركات المتنامية.

ومن هذا المنطلق هناك إحساس مُلح بالمحافظة على الوجود الأميركي في المنطقة من المنظور الاستراتيجي. وهذا من الناحية الإقليمية قد يتبعه إحياء العلاقات الأميركية مجددًا مع الأطراف الرئيسة؛ كـ”السعودية والإمارات”، إلى جانب العلاقات القوية مع “إسرائيل”.

ونقطة ارتكاز استراتيجية الردع الأميركية بالمنطقة تتركز على “إسرائيل”، لكن هذا سيكون مصحوبًا بتنويع تدريجي لسّائر الأركان، مع ضرورة خلق أجواء لإعمال النفوذ في تلك المنطقة المتسّارعة التغيير.

مكاسب إسرائيلية مؤجلة..

مع هذا فإن حقيقة التعامل الأخير خارج نطاق (I2U2) أو الرباعي: “الهندي-الإسرائيلي-الأميركي-الإماراتي”، يضخم من إمكانية عدم تطبيع العلاقات “السعودية-الإسرائيلية”، رغم أن هذه المسألة أحد أهداف سياسات؛ “بنيامين نتانياهو”، الخارجية.

وماتزال الجغرافيا السياسية الإقليمية في الشرق الأوسط هشة، بالنظر إلى التوتر بخصوص “إيران” وبرنامجها النووي والغموض بشأن استدامة وجدوى الهيكل الأمني التقليدي الذي توفره “الولايات المتحدة الأميركية”.

وقد رأى “Max Boot”؛ العضو البارز في مجلس العلاقات الخارجية، أن الدول كـ”السعودية والإمارات”، سوف تقتنع على نحو متزايد بتراجع القوة الأميركية في المنطقة، وأنها أصبحت: “زخرفية” وغير عملية بشكلٍ كبير. وهذه النظرة شائعة أيضًا في جميع أنحاء الخليج، وتحديدًا عند الحديث إدارة الرئيس؛ “جو بايدن”.

والاشتياق الواضح لـ”الصين” حاليًا، كما رأينا خلال زيارة الرئيس؛ “شي جين بينغ”، الشهيرة إلى المنطقة في كانون أول/ديسمبر 2022م، ليس مطلقًا بالنسبة للملكيات العربية. ومن الحكمة أن نرى هذا من جبهتين رئيسيتين. الأولى حقيقة أن “الصين” اقتصاد كبير، وتجاهل هذا السوق ليس خيارًا حاليًا لأي شخص تقريبًا، بما في ذلك “الولايات المتحدة”. الثانية الاشتياق لـ”الصين” في المنطقة، يُغذي لوبي فوق حزبي ومؤثر بشكلٍ متزايد مناهض لـ”الصين”؛ في “الولايات المتحدة”، بتجاوز الخطوط الحزبية في الموافقة على اتخاذ تدابير أكثر صرامة ضد “بكين”.

ومستقبلًا سيكون لدى (I2U2) وشقيقتها؛ التي تربط “المملكة العربية السعودية”، مجال مفتوح للتقارب عندما تتناغم القرارات الجيوسياسية بما فيه الكفاية.

على سبيل المثال، تمخضت الاضطرابات السياسية الأخيرة في “إسرائيل”، عن توترات في العلاقات الإسرائيلية مع جيرانها العرب؛ حيث أدانت “الرياض” و”أبوظبي”؛ (شريك إسرائيل في “I2U2” والاتفاق الإبراهيمي)، الإجراءات الإسرائيلية في “المسجد الأقصى”، مما أدى إلى تعليق زيارة “نتانياهو”، المقررة لـ”الإمارات”.

وبالمخالفة للماضي؛ حيث كانت “الولايات المتحدة” تتبع سياسة إقليمية تسّترشد بالجغرافيا السياسية العلنية، فإن نهج “واشنطن” المتجدد تجاه الشرق الأوسط يبحث عن الموازنة بين الحساسيات الإقليمية والمخاوف الاقتصادية والتعددية بشكلٍ أكثر فعالية هذه المرة.

وتوفر هذه الشركات الصغيرة في الشرق الأوسط منظور “نيودلهي”، روابط جيوسياسية وجيواقتصادية أوسع مع واحدة من أهم المناطق الجغرافية الشريكة لها.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة