خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
لطالما كانت أسعار المسّتلزمات المنزلية الأجنبية غالية الثمن بسبب جودة المنتج، لكن حاليًا وتحت تأثير الغلاء الفاحش تُفضل الأسر المسّتلزمات محلية الصنع ظنًا أنها أرخص؛ لكن مؤخرًا ارتفعت أسعار المسّتلزمات المنزلية المحلية بشكلٍ مثير للتعجب، بل إن أسعار بعض هذه المسّتلزمات قد تضاعفت حتى كادت تقترب من الأسعار الأجنبية؛ بحسب تقرير أعدته صحيفة (آفتاب يزد) الإيرانية.
وغالبًا يتم تبرير الغلاء بارتفاع سعر الدولار، وعدم امتلاك المنتجين للسّيولة الكافية، وكذلك تراجع القدرة الشرائية للمواطن، وكلها عوامل تسّببت في زيادة أسعار بعض الأدوات المنزلية وتحصيل هذه الزيادة من جيوب المواطنين.
لكن هذه ليست أسباب لارتفاع الأسعار بهذا القدر؛ بحيث يعجز المواطن عن شراءها في حين أن المنتج المحلي لا يحظى بالجودة المناسبة. والجزء الأسوأ في القصة أن منتجي المسّتلزمات المنزلية طلبوا رفع أسعار منتجاتهم؛ لكن “وزارة الصناعة والتعدين والتجارة” تُعلل بعدم إصدار “هيئة تنظيم السوق” ترخيص رفع أسعار المسّتلزمات المنزلية حتى الآن.
ووصف “أميد قاليباف”؛ المتحدث باسم “وزارة الصناعة والتعدين والتجارة”، أي زيادة في الأسعار قبل إعلان موقف “هيئة تنظيم السوق”: بـ”غير القانونية”، مؤكدًا أن زيادة أسعار المسّتلزمات المنزلية سوف يُثير الانتقادات.
لماذا تضاعف سعر غسالة الملابس المحلية بمقدار ثلاثة أضعاف العالمية ؟
تساءل “جلال رشيدى كوچى”؛ النائب البرلماني عن “مرودشت”، عن أسباب تضاعف سعر غسالة الملابس المحلية بمقدار ثلاثة أضعاف العالمية، وقال: “الإحصائيات المغلوطة التي تُصدرها أيادي خفية تجد مصالحها في الاحتكار والغلاء، ويعرضون المواطن للظلم”.
وقال: “الاحتكار في أي صناعة يقضي على النظام في السوق لصالح المنتجين، وهذا ما يحدث حاليًا في سوق المسّتلزمات المنزلية. ورغم أن الإنتاج المحلي يحظى بالدعم؛ إلا إن بعض المنتجين (بدلًا من التفاؤل والاستفادة من الرضا الشعبي)، يرفع الأسعار بشكلٍ مبالغ فيه. يجب على منتجي المسّتلزمات المنزلية، والسيارات، مراعاة الانصاف، والنزاهة، والانتماء للدولة، والشعب، والثورة، والنظام، وعدم التفكير في تحقيق الحد الأقصى من المكاسب. وفي رأيي فإن التعامل مع أمثال هؤلاء لا يجب أن يكون بطريقة داعمة”.
غلاء المواد الأساسية سبب الضغط على المنتجين..
من جهة أخرى؛ نوه “أکبر پازوکي”، رئيس اتحاد المسّتلزمات المنزلية إلى موضوع ارتفاع أسعار الفولاذ والمنتجات البتروكيماوية وغيرها من المواد الأولية؛ رغم إنتاجها محليًا، وقال: “تسبب هذا الموضوع في عدم قدرة المنتج المحلي على منافسة النماذج الأجنبية”.
وقال مستشهدًا بتأكيد المرشد الإيراني؛ “علي خامنئي”، بشأن عدم بيع المواد الخام: “تذهب المواد الخام الإيرانية إلى دولة تركيا المجاورة وتباع بأسعار زهيدة حتى لم يُعد بمقدور المنتج الإيراني المنافسة مع المنتجات التركية”.
وأضاف مؤكدًا شراء المنتجين الإيرانيين للمواد الأولية بالأسعار العالمية: “من غير المعلوم أسباب عرض منتجات المواد الأولية في السوق السوداء رغم وجود بورصة السلع، ومن جهة أخرى لماذا يحصل المنتجين على الحد الأدنى من حصص بورصة السلع؛ بحيث يضطرون إلى توفير جزء من هذه المواد عبر السوق السوداء”.
واختتم حديثه بالتأكيد على ارتفاع تكلفة إنتاج المسّتلزمات المنزلية خلال السنوات الأخيرة وتغير ذائقة المستهلك؛ وقال: “القوانين الجديد ومنشورات المنظومات الجديدة إنما تزيد من صعوبة عمل المنتجين والموزعين، لكن في حال تكاتف الجميع يمكننا بالتأكيد التحول إلى أكبر مصدّر للمسّتلزمات المنزلية في القارة الآسيوية. وحاليًا دخلت الشركات المنتجة للمسّتلزمات المنزلية مثل (پاکشوما) مجال إنتاج مستلزمات مثل المكنسة الكهربائية في إطار تنويع سلة السلع، بغرض الحصول على حصة أكبر من السوق المحلي”.
ردود فعل النشطاء..
على كل حال؛ فقد أثار ارتفاع أسعار المسّتلزمات المنزلية انتقادات نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي، وكتب أحدهم: “ما من داعي للترخيص فقد أثبتت التجربة أن استصدار التراخيص يأتي متأخرًا بعد ارتفاع الأسعار”.
وغرّد آخر: “يتحدث جميع المسؤولين المعنين وغير المعنين بصناعة المسّتلزمات المنزلية عن عدم صدور ترخيص زيادة الأسعار، لستم بحاجة إلى ترخيص رسمي، وإلا فإن جميع المنتجين يقولون لكم: يجب أن نرفع الأسعار”.