عند اقتراب كل شهر ميلادي، وبالتحديد في اليوم الأخير قبل استلامي للراتب الوظيفي، الذي لا يسمن ولا يغن عن شي، حالي كحال بقية موظفي الدولة العراقية حيث يصرف الراتب قبل الاستلام، لعجز ميزانية الشهر الماضي؛ زوجتي أقرت في نظامنا الداخلي(العائلي) إن الميزانية تناقش في المساء الذي يسبق يوم السعد، والغنى المؤقت، كما يحلو لبعض زملائي تسميته، فتدرج المستحقات المطلوبة(بعد تقديم الحسابات الختامية للشهر السابق) من خطوط الطلبة، ومصرف الجيب للاولاد، وحساب أمبيرات السحب، ومبالغ الإقساط الشهري (كون الموظف لا يستطيع شراء أي شي إلا بالتقسيط)، وإكمال شراء الحصة التموينية، وغيرها من بنود الميزانية العمومية للعائلة، وبعض المستحقات المترتبة من عجز ميزانية الشهر الماضي الذي لا نعرف كيف نتجاوزها والراتب محدود والمتطلبات كثيرة.
بعد أكثر من عشر سنوات عجاف، لازالت الحكومات المتعاقبة على العراق لم تقدم الحسابات الختامية للوزارات، كأن هناك اتفاق مبرم على عدم أكمال الحسابات الختامية للعراق على الرغم من تقديمها من جميع المؤسسات كل حسب وزارته، قد يكون واحد من هذه الأسباب تغطية للفساد، والسرقات.
دخلنا في الشهر الثالث، وسياسيونا يتصارعون في ما بينهم حول المنافع، والمصالح الفئوية، والشعب النائم يتفرج.
الفتلاوي، والشريف خامط العطية! يقسم ببواسيره المليونية ويتهمون كتلة متحدون بتعطيل الميزانية والجميلي رئيس متحدون ومتحدون بس بالاسم يتهمون دولة الفافون، الادهى من هذا كله أن الشريف جدا أسامة النجيفي الديمغراطي الشفاف جدا يتباكى على صلاحياته، كونه لا يستطيع اتخاذ أي قرار إلا بموافقة هيئة رئاسة البرلمان؛ على أساس انه لم يتخذ أي قرار انفرادي قبل ذلك، ويتهم طيفور بعدم الموافقة على درج الميزانية للمناقشة؛ والدستور لا يسمح بتمريرها إلا بموافقة الفرسان الثلاثة كأن مصير الشعب العراقي يتحكم به شخص، أو عصابة معينة، وكأننا في فيلم كابوي.
الكردي الماسوني طيفور؛ يتباكى على الشعب العراقي، مدعيا بان الميزانية تخص الشعب العراقي اجمع، حقا إن لم تستحي افعل ما شئت، ومثل ما تقول الحجية الوالدة(يالغافلين الكم الله)، وأنا أقول، لا يا أمي كل اللي يجي من أيده الله يزيده، وأبو زايد بينا لان ما نعرف نختار، وما نعرف من يخدمنا، ومن يخوننا وننعق وراء كل ناعق وبروح بالدم نفديك يا……..
لماذا لا يكون هناك موعدا ثابتا إلزاميا لتقديم الميزانية العمومية من قبل الحكومة؟ كأن يكون ١٥/١٢ أوحتى١٥/١١ من كل سنة، كي يكون هناك متسعا من الوقت لمناقشتها من قبل البرلمان بتروي، وإلا تكون الميزانية السابقة هي النافذة للسنة التالية، كي لا يكون هناك تسقيط،، وحروب حزبية، ومصالح شخصية، والضحية هو الشعب الخامل، أو أن تدعوا زوجتي هي التي تضع لكم الميزانية لأنها صاحبة قرار شجاع وقطعي واسألوا مجرب!