5 نوفمبر، 2024 6:51 ص
Search
Close this search box.

ذيول من ذاك الزمان !

ذيول من ذاك الزمان !

بمرح وحزن
تحدّثَ التأريخ
عن فجر السلالات
وعن الكهوف
كيف عاشت وتخلّدت
دوابها امد الدهر ,
وهل عاش إنسان الصخور
وهو لايعلم , إن كان يلهث
بالظلام كالكلاب
أم يزفر كالبقر ,
****
ولما انفلت , من قيد
الحياة وانطمر , في عالم النسيان
بلا رجعة ,
وتغيّرت بالتوريث
انواع البشر ,
من تائه بالارض
الى عشير بلا وجهة نظر ,
يأخذه الليل ضائعآ
ويأتي به الفجر,
****
لا يعرف كم نأى عن الكهف
وطال اعلى الشجر ,
عاد وانتمى يسير
في عالم يكتب الاحداث
بالمسامير , ويترنّم
من ساعة الميلاد
بالأغانِ
الى ساعة التغيير
بالصور ,
بما اعتاد وجه القمر
هذا اعوج بذيل ثعبان
وروبيان
وهذا بجذع عرجون
وذاك بذيل عقرب
يقطن بالحفر ,
****
وانتشروا يحدّقون
بالسهول
والبراري والبحار
ويبحثون عن دلالة
عماشهد النظر ,
وانطوت السنين
طوال
فخمدت قرعات الطبول
وتهدّمت بالهمس
عروشآ ,
عديدها الوان
وتضعضت بصيحات الذئاب
فِكر,
ليحكم الهوان ,
وغاب فدى الاطماع
وهج الحضارات
تحت غيهب الرمال
كل هذا شفّ
من السكون
في كنه الحجر ,
****
وبزغت بأغطية الريش
على الرؤوس
انواعآ من التشين
والشيروك والموهاك*
على الأرض
بنبض عالم
رنا اليه جوّاب شواطيء وبحور
في متاهة الجوع
مغلقآ بالسر , تأمّله
يجري بلا اغلال
من نبع سحيق ,
يزأر بالسحر
وبالأشباح والتمائم
والحجر ,
وعلى سروج الخيل
بالقوس والنشّاب
يجاري عالمآ
لم يُدرك كنهه
نحتٌ على باب
غبر ,
أو على صخرة رفعتها ذراع
او دفنتها يدُ
البشر ,
****
وقبل ان يندسّ هذا النوع
من الدواب
وتجلس بالعراء في بلد رحيب
وتحضى بإحترام
ويكتب عن عاداتها أخبارآ
أُخر ,
تأمل الوجود
شيطانآ بغيض
انسلَّ من ذاك السحيق
فابتنى دار لهو للرجال
ودارآ لأسلحة القتال
ليطل منها
مسخآ يرث العصور
بالمال وبالأفك
والرؤى الزور ,
****
وجال يحوم
على عقائد الأراوح
بنسخ من عوج الرجال
بذيول عرجون وافعوان
وروبيان
ليبعثها مرّة تهاجم
من وجَرٍ كالذئاب
او كوحش
اثقلته من قبل
علامات الجراح ,
ومرة بجيل فزعٍ
شفَّ عن جوع
يعانيه طويل
ادرك انه على العكس
من إيقاع العصور
****
تلك هي اللعبة التي انشأها
الشيطان
ليس لها نهاية
إذا شرعت بالغزو
والتدمير ,
فدجّن الأنسال للغزو
وقاد امرتهم
من خلف اوثان ,
وبعد سقوط الجمر
على الشعوب
وانهيار المتاحف
من اثر الحروق ,
انكشفت مصانع التوابيت
وانداحت الاسرار
وتبين الذيول
انهم من ذاك الزمان
امريكان ,
****
هامش
فإبكِ ياسحاب
على الشعوب ,
بحبيس الدمع
هذي بذور القضاء
أما ثمار القدر
فليس إلا دعاءً
على أمل بلا أمد
تردده مضطهدة
من جوف حظها
الأسود
الى مآب الجسد .

* قبائل من الهنود الحمر

8 مايس 2023

أحدث المقالات

أحدث المقالات