خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
تواجه “إيران”؛ في علاقاتها مع “مصر”، الحد الأدنى من المشكلات والاختلافات، ولعل العلاقة مع “مصر” جيدة من حيث العلاقات الثقافية والسياسية القديمة. والاعتراض الأكبر يتعلق بالاعتراف الرسمي بالكيان الإسرائيلي، في حين أن الكثير من الدول الأخرى قد اعترف حتى الآن بهذا الكيان، رغم علاقات هذه الدول مع “إيران”؛ بحسب ما استهل “سيد جلال ساداتیان”، محلل الشؤون الدولية، تحليله المنشور بصحيفة (آرمان ملي) الإيرانية.
لذلك؛ فسوف يصلون إلى تسّوية بالحقيقة، وفي مرحلة ما فعل المصريون ذلك وكانت ردود الفعل الإيرانية حادة لأن علاقاتها السياسية والدبلوماسية مع المصريين؛ في تلك الفترة، كانت مقطوعة.
محاولات على استحياء..
وقد كان من الممكن التوصل إلى حلول في وقت أبكر بكثير وإقامة علاقات بين “إيران” و”مصر”. والوسّاطة العراقية في هذه المسألة مثيرة للتأمل، لأن بمقدور “إيران” إقامة علاقات مع “مصر” بشكلٍ مباشر.
وبالطبع فقد كانت هناك بعض التحركات في السابق، مثل الأجواء التي يُعقد فيها مؤتمر دول عدم الانحياز، أو حين تحدث علاقات خاصة في العالم الإسلامي يمكن أن تكون عوامل مساعدة.
إمكانية وساطة العراق..
الآن لا توجد مشكلة في دخول “العراق” بالقضية؛ كطرف ثالث، للوسّاطة في إحياء العلاقات “الإيرانية-المصرية”، بل يجب الترحيب بذلك لأن علاقات “إيران” مع “العراق” جيدة، وهي لا تواجه مشكلة مع هذا البلد.
وكان “العراق” قد بذل المسّاعي والجهود على صعيد إحياء العلاقات “الإيرانية-السعودية”، واستضاف عدد 05 جولات من المفاوضات بين البلدين. ورغم أن هذه الجهود في حد ذاتها لم تُسّفر عن نتائج، فقد كانت الأجواء التي وفرتها “الصين” أكثر فاعلية وأدت إلى نتائج.
وبالنسبة لإحياء العلاقات مع “مصر”، فإن “العراق” يُسّابق للوساطة ولا توجد عوائق خاصة، إلا كما يُقال من أن “العراق” ليس على المستوى؛ بحيث يُريد الوسّاطة في علاقات “إيران” مع الدول الكبرى.
و”العراق”؛ دولة إسلامية تُريد الوسّاطة. ولا يوجد عائق في هذه القضية من هذه الجهة، لكن الأهم حاليًا هو هل اقتنع الطرفان الإيراني والمصري بأهمية إقامة علاقات جيدة مع بعضهما أم لا ؟.. فإذا تتوفر هذه القناعة فقد نشهد سريعًا استئناف للعلاقات الإيرانية بعد الثورة مع “مصر”.
مدى إنجاح مسّاعي التقارب..
لذلك لو تتوفر إرادة سياسية لإقامة علاقات مع “مصر”؛ فإن العوائق الإيرانية أقل، ولم نتورط في الصراعات التي تهدف إلى الفصل بين البلدين، وكانت مسألة “الكيان الصهيوني” بالتحديد سبب عدم وجود علاقات بين الطرفين منذ انتصار “الثورة الإيرانية”.
والعلاقات مع “مصر” كالعلاقات مع الكثير من الدول الأخرى تنطوي على إيجابيات وسلبيات يمكن النظر إليها من زوايا مختلفة. وبالنظر إلى تأثير الدول الكبرى مثل “إيران والسعودية ومصر” في منطقة الشرق الأوسط، فإنه يمكننا من جهة إحياء العلاقات مع “القاهرة”؛ لاسيما بعد إحياء العلاقات مع “الرياض”، بحيث يمكننا النشاط في المنطقة بشكلٍ أفضل وأكثر تأثيرًا.
ومن الناحية الجيوسياسية وفق المعنى المنتشر في العالم حاليًا؛ وهو ارتباط المكانة السياسية لدولة ما بعناصر مختلفة، فالعوامل الراهنة المطروحة كأسباب للقوة أو الأسباب الجيوسياسية والجيواستراتيجية؛ إنما ترتبط بهذا البلد ومكانته.
على كل حال تمتلك “مصر” مكانة بارزة جدًا في العالم الإسلامي بسبب “الأزهر الشريف”. وهي تحظى بمكانة خاصة في شمال إفريقيا من حيث الموقع الجغرافي، ومن حيث الكثافة السكانية والقضايا الثقافية المختلفة، فإن “مصر” تحظى بسوابق تاريخية ذات أبعاد مختلفة.
وعليه؛ تستطيع “مصر”؛ إلى جانب “السعودية وإيران”، بناي حلقة قوية لحماية المصالح الإقليمية.