23 نوفمبر، 2024 4:44 ص
Search
Close this search box.

عادت عقارب الساعة الى الوراء…وخسر من راهن على هزيمة سورية

عادت عقارب الساعة الى الوراء…وخسر من راهن على هزيمة سورية

يقف السوريون اليوم على مشارف نهاية سنوات من الحروب والمؤامرات، كانت أمريكية بأيدٍ عربية، المتربصة بسورية والمدبر والممول لمعاركها والمستفيد الأول من نتائجها، لو تابعنا المسار الذي رسمته واشنطن وحلفائها في سورية، نجد بأنها خسروا رهانهم لذلك نرى إن سياستهم تجاه سورية في حالة يرثى لها وتعاني من ضربات مستمرة إنطلاقاً من وقائع الميدان، وبذلك أفشلت سورية مقولة الغرب وحلفاؤه بأن سورية ستسقط خلال أسبوعين أو ثلاثة، وبدل أن تسقط سقط التكفيريين وداعميهم على أرض سورية.

 

وأصبحنا نسمع أصواتاً من داخل البيت الأميركي تعبر بكل صراحة ووضوح عن مدى وحقيقة ذلك الفشل الذريع الذي ترتكبه أمريكا من خلال هذه الإستراتيجية في حق الشعب السوري، صحيح إن أميركا قادرة على التخطيط المسبق وقادرة على إستشراف معطيات المستقبل ومتمكنة من تطويع المتغيرات وإحتواء المفاجآت إلا إنها فقدت الكثير من الخيوط وقدمت خسائر فادحة لم تكن في حساباتها، لذلك فهي تتخبط و تحاول بكل السبل تطويع الإنفجارات والفوضى التي كانت سبباً فيها لتحقيق مصالحها.

بالمقابل، دخلت منطقة الشرق الأوسط الآن ومن البوابة السورية مرحلة إستراتيجية هامة، بعد أن نجحت سورية في تضييق الدائرة فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب وأنشطته، وقد شهدت المنطقة سلسلة من التطورات ومن اهمها، تبلور الحل السياسي بالتوازي مع توسيع رقعة المصالحات الوطنية، وإطلاق مسيرة الإعمار وإستكمال الجيش العربي السوري لمهامه وفق خريطة اشتباك يحقق فيها تقدماً ميدانياً ملحوظاً ومتصاعدا، بالإضافة الى الإنفتاح الدبلوماسي على دمشق الذي أخذ شكلاً علنياً حيث تتهيأ السفارات العربية والغربية لإستئناف نشاطاتها، يترافق مع تزايد الضغوط الدولية على الأنظمة والجهات المتورطة بدعم الإرهابيين وتمويلهم وتسهيل مرورهم، كما شهدت إعادة تمتين وبناء العلاقات السورية العربية واتجاهها نحو التنسيق والتعاون، وبالتالي فإن هذه العلاقات وضعت على السكة الصحيحة كونها تخدم الشعوب العربية وتساهم في إستقرار المنطقة وتقوية الموقف العربي في وجه التحديات المختلفة.

 

على خط مواز، إن قرار إستعادة دمشق لمكانتها العربية يعيد بريق الريادة مرة أخرى في المنطقة كونها قادرة على إستعادة الزمام ولململة شتات النظام الإقليمى العربي من جديد وتثبيت أركانه وركائزه، وبالتالي إن خطوات عودة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين سورية والدول العربية، سيرتّب أوضاعاً إقليمية جديدة، ستعيد دور دمشق الإقليمي بقوة، الذي ينعكس إيجاباً على المنطقة العربية ويمثل عاملاً مساعداً لتخفيف الهزات التي تعرضت لها المنطقة، بما تمثله سورية من ثقل في محيطها العربي والإسلامي وبوابة الوجود العربي والقومي في المنطقة، فضلاً عن مواقفها المميزة تجاه القضايا القومية في معركتها ضد مؤامرة الشرق الأوسط الكبير.

بالتالي إن كل المعطيات على الساحة السورية اليوم، توصلنا لنتيجة لا تقبل الشك، إن الإدارة الأميركية ومن لف لفيفها اقتنعوا بشكل كامل بأن لا مخرج لهم من مستنقع الفشل الذي انغمسوا به في المنطقة، إلا بالعودة إلى سورية فهي صاحبة النفوذ الواسع والعلاقات المؤثرة في المنطقة، والداعمة لحركات المقاومة، و صانعة معادلات القوة في لبنان وفلسطين و…، خصوصاً أن الرهانات الأميركية –الغربية على وكلائهم الإقليميين فشلت في إسقاط سورية.

ما يتجه إليه العالم من مآسي وعدم استقرار في المنطقة، بالإضافة إلى الأزمات الكبرى على المستوى العالمي هي نتاج الحرب السورية، فعلى خلفية هذه الحرب ظهرت داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية وتحولت إلى مشكلة دولية، واندلعت الحرب في ….و….لذلك العالم كله اليوم في قبضة سورية، ولكي نتخلص من كل هذا لا بد من إيقاف الحرب في سورية، انطلاقا من إن استقرار سورية هو من استقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم بأكمله وتبقى سورية مفتاح الحل ومقدمة الاستقرار في المنطقة.

ببساطة، سورية التي انفتحت أمامها أخيراً الأبواب العربية والإقليمية تجد نفسها تتعافى بعد أن تحولت إلى عاصمة العالم تطرق أبوابها قوى الشرق والغرب وفي إطار ذلك كانت سورية ولا زالت مفتاح السلم والحرب في العالم، هي من ترسم المعادلات، وهي من تقرر التحالفات، وهي من تقود المعارك على الأرض لترسم خارطة المنطقة.

مجملاً.. إن سورية باتت اليوم مفتاح المنطقة وقلبها والطريق الوحيد لوضع الإقليم على المسار الآمن، بعد أن أدركت الدول أن سورية ليست معزولة وأنها دولة مركزية في المنطقة، وما يجرى فيها له إرتداداته على الإقليم بأكمله، فاليوم الجميع بات مقتنعاً بحاجتهم لتسوية الأزمة في سورية، فالذين كانوا يراهنون على الحل العسكري باتوا الآن يبحثون عن مخرج سياسي للأزمة فيها.

وختاماً نقول: إن سورية عادت لمكانتها ووضعها الطبيعى… ولكن هذه المرة عادت لتقود العالم لمواجهة الإرهاب والمحافظة على الأوطان … لأنها الرقم الصعب والعصي على أن ينال منه الآخرون، فسورية كانت وستبقى الجدار المتين في وجه المشروع الغربي والحضن الكبير للمقاومة وستنتصر لأبنائها لأن فيها رائحة الشهداء وعبقهم يتنفسه أهلها كل صباح، ولن تهزم أو تنكسر لأن فيها رجال أبطال يرفضون الاستسلام والخنوع.

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات