الابن المدلل للوزير .. ضرورة الاستقالة حفظا للكرامة!

الابن المدلل للوزير .. ضرورة الاستقالة حفظا للكرامة!

أفرَزَ اعتقال السلطات العراقية، لمعاون مدير مطار بغداد الدولي، ثامر كبة صباح، على خلفية منع طائرة لبنانية من الهبوط ‏في مطار بغداد الدولي بسبب عدم نقلها لنجل وزير النقل العراقي هادي العامري من بيروت إلى بغداد، بحسب مصادر ‏لبنانية، ردود افعال واسعة على المستويين الشعبي والنخبوي، في مواقع التواصل الاجتماعي مثلما على ارض الواقع، تطالب ‏باستقالة وزير النقل، ومحاسبة المسؤولين عن الحدث، ما يعكس امتعاضاً جمعياً واسعاً من سوء استغلال المنصب والنفوذ ‏من قبل وزير النقل، ليتزامن ذلك مع تظاهرات في الكثير من مدن العراق تطالب بإلغاء امتيازات المسؤولين الكبار‎.‎
وكانت سلطة الطيران المدني العراقية، منعت طائرة تابعة لشركة “الشرق الاوسط” اللبنانية من الهبوط في مطار بغداد، ‏واجبرتها على العودة إلى بيروت.‏
وأشارت تقارير إلى أنّ سبب منع الطائرة من الهبوط يعود الى “عدم انتظار طاقم الطائرة لابن وزير النقل، مهدي هادي ‏العامري”، الذي تأخر عن الموعد المحدد للإقلاع‎.‎
وفي تفاصيل ردود الافعال، لَفَت الاكاديمي العراقي الدكتور نبيل جاسم على حسابه في “فيسبوك” الانتباه الى “الاهتمام ‏الكبير بالحادث عبر التعليقات والتدوينات، ما يدل في اغلب الظن، على انهيار حاجز خوف المواطن من محاسبة المسؤول”.‏
ويشير جاسم، في مداخلته، “ضمناً” الى “التعليقات الكثيرة في مواقع التواصل الاجتماعي، وفي أوساط العراقيين في الداخل ‏والخارج، على حادثة الطائرة”.‏
‏وتحوّلت “قصة الطائرة” من كونها خبراً عادياً، الى جدلاً حامياً، ونقاشا “وطنيا”، يكشف النقاب عن امتعاظ جمعي من ‏امتيازات المسؤولين وتحويلهم مناصبهم الى وسيلة لتحقيق مآربهم الخاصة، على حساب المصلحة الوطنية.‏
وكانت مصادر أعلمت “المسلة”، أنّ افراداً من مكتب القائد العام للقوات المسلحة اصطحبوا معاون مدير المطار، للتحقيق ‏حول منع الطائرة اللبنانية من الهبوط في مطار بغداد، بعدما أعلن مكتب رئيس الوزراء، عن تشكيل لجنة تحقيقية بحادثة ‏الطائرة اللبنانية التي مُنعت من الهبوط في مطار بغداد على خلفية عدم نقلها نجل وزير النقل هادي العامري. ‏
وبحسب بيان المكتب فان “رئيس الوزراء نوري المالكي أمر بتشكيل لجنة تحقيقية لمحاسبة المقصرين بحادثة الطائرة ‏اللبنانية ونقل كافة المسافرين المتبقين على طائرات الخطوط الجوية العراقية مجاناً”.‏
‏ ‏وتوقّع الناشط الرقمي عبدالجبار العزاوي، في حسابه في “فيسبوك” ان “تداعيات عدم السماح للطائرة اللبنانية التي لم تقل ‏نجل وزير النقل هادي العامري من الهبوط في بغداد، ستتجاوز في مسؤوليتها وزير النقل والجهات المعنية، الى القاء اللوم ‏على مسؤولين آخرين في المطار سيكونون (كبش فداء) لخطأ وزير النقل”. ‏
وكان مصدر امني، أفاد الجمعة، بأن قوة أمنية اعتقلت معاون مدير مطار بغداد الدولي، على خلفية حادثة منع هبوط الطائرة ‏اللبنانية في المطار، في وقت أفاد فيه المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء علي الموسوي أن “المالكي وجّه بطرد ومحاسبة ‏من تثبت مسؤوليته عن عدم السماح الطائرة القادمة من بيروت بالهبوط في العاصمة بغداد”. ‏
فيما اعتبر الناشط المدني علي سالم الخيكاني “منع الطائرة من الهبوط، في زمن الديمقراطية أمر معيب”.‏
وفي تفاصيل الحادث ان شركة “الشرق الأوسط” اللبنانية للطيران اوضحت ان “أحد ركاب الطائرة وهو ابن وزير النقل ‏العراقي هادي العامري إلى جانب راكب آخر، كانا قد تأخرا عن موعد اطلاق الطائرة رغم (المناداة) عليهما حسب الانظمة ‏الدولية المرعية لعدة مرات، ولما تأخّر حضورهما عدة دقائق عن موعد اقلاع الطائرة اضطر كابتن الطائرة إلى الاقلاع ‏باتجاه بغداد”‏‎.‎
‏ وهادي العامري هو زعيم منظمة بدر ضمن ائتلاف “دولة القانون”. كان قائداً لفيلق “بدر” في نهاية التسعينيات. ‏وبعد 2003 ، صار عضوا في مجلس النواب بعد الانتخابات النيابية ضمن الائتلاف العراقي الموحد في2005، ثم ترأس ‏لجنة النزاهة النيابية‎.‎
‏ وفي 2006 فاز في الانتخابات التشريعية العامة، وترأس فيما بعد “لجنة الامن والدفاع النيابية” خلال الفصول التشريعية ‏لمجلس النواب في ذلك العام‎.‎‏ وفي 2010 شارك في الانتخابات التشريعية ممثلا عن محافظة ديالى ضمن الائتلاف ‏الوطني العراقي ، ثم اختير فيما بعد ضمن التشكيلة الوزارية كوزير للنقل. ‏
وفي تفاصيل ردود الافعال قال المصور الفوتوغرافي والاعلامي سفيان الخزرجي، ان هناك “مهازل تتلاحق”، في وصفه ‏لحادثة المطار.‏
‏من ناحيته اعتبر الكاتب عمار السواد، ان تجاوز المعايير الدولية، فيما يخص حادثة الطائرة في وقت تترصد فيه وسائل ‏اعلام عالمية كل ما يحدث، تعني فيما تعنيه “عدم احترام للمواطن العراقي”. ‏
‏ لكن سلطة الطيران العراقية التابعة لوزارة النقل ارجعت عدم السماح الى الطائرة بالهبوط الى “أسباب تنظيمية”. ‏
واوضحت إن “الطائرة تأخرت عن موعد وصولها إلى المطار ولم تلتزم بمواعيد سلطة الطيران المدني”، مكذبةً التقارير التي ‏تزعم بان “ارجاع الطائرة جاء بسبب عدم نقلها نجل وزير النقل هادي العامري”، ومؤكدة على ان هذه المزاعم “تهدف إلى ‏تشويه سمعة العراق”.‏
ويصف الكاتب جمال الخرسان، حادثة الطائرة اللبنانية، ‏‎ ‎بانه اكبر بكثير من “فضيحة” واكبر من “فوضى”، داعيا الى ‏استقالة وزير النقل، والاعتذار من قبله شخصيا الى الشعب العراقي”، معتبرا ان “تبرير وزارة النقل ما هو الا فضيحة “.‏
‏فيما قال الكاتب والاعلامي هادي الحسيني في حديث الى “المسلة” ان “الاجدر بوزارة النقل ان تسهّل وتنظّم حركة النقل لا ‏انْ تعيقها”.‏
الى ذلك تساءل الكاتب احمد حسن الحبوبي، فيما اذا العراق “يسير اليوم على نهج وخُطى ابناء مُعمّر القذافي”، مؤكدا على أنه ‏كمواطن عراقي “مُسْتَفزُّ جدا وأشعرُ بالحرج وكأنني أنا من ارتكبتُ هذه الفِعلة الشنعاء”.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة