17 نوفمبر، 2024 2:23 م
Search
Close this search box.

ياعراقيون ابشروا فلم يبق الا القليل !!

ياعراقيون ابشروا فلم يبق الا القليل !!

بين فترة واخرى تتداول مواقع التواصل الاجتماعي اخباراُ عن حدوث تغييرات كبيرة في المشهد السياسي العراقي وقرب نهاية الفوضى التي نعيشها كمواطنين منذ نيسان 2003 ووضع حد لاحزاب السلطة الاسلاموية المهيمنة على العملية السياسية وما سببته من ازمات وكوارث ندفع ثمنها يومياً قلقاً ومرضاً وقهراً في وقت يتفرج على اوضاعنا سياسيو الصدفة وهم يتنعمون بما سرقوه ويسرقونه من المال العام .. اخبار الخلاص عادت منذ ايام وبسيناريوهات متنوعة وصلت الى حد تسمية رئيس مجلس الوزراء الموعود ومعاونيه . وينبري محللون وخبراء استراتيجيون كما يصفونهم للترويج لهذه الاخبار مستندين وبحسب ادعائهم على على معلومات تصلهم من واشنطن ونيويورك ولندن وبعضهم الاخر يعزز تحليلاته على تحركات القوات الاميركية في العراق وهبوط طائراتهم في القواعد المنتشرة لهذه القوات وادعاء نفوذ صبر الادارة الاميركية ومعها بريطانيا من استمرار فشل العملية السياسية في بناء نموذج ديمقراطي صحيح وكأن هدف الاميركان والبريطانيون ومعهما دول اوربية عندما احتلوا العراق كان نبيلاً وانهم حقاً حريصون على الديمقراطية والحرية للشعوب فنشروا الاكاذيب وخدعوا شعوبهم عن وجود اسلحة دمار شامل واسلحة كيمياويه وغيرها من القصص المفبركة التي جندوا لنشرها كل وسائل اعلامهم وعملائهم !!
لانريد هنا ان نزرع الشك باستحالة انقاذ العراق وتخليصه من طبقة سياسية تتحمل وحدها بالدرجة الاساس مسؤولية الدمار والخراب الذي حصل في العراق منذ الاحتلال الى اليوم وتشويه الديمقراطية وتزوير الانتخابات وتصفية الوطنيين المخلصين وغيرها من الكوارث السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي نعيشها ، غير ان واجبنا ايضاُ كشف الحقائق امام المواطنين وفضح محاولات تبييض وجه الادارة الاميركية المجرمة التي تبنت نموذج حكم محاصصاتي مقيت من خلال مجلس حكم ولد ميتاً وعقيم ودستور ملغوم يفرق الشعب ويقسمهم الى ما اسموه بمكونات وشجعت هي , اي اميركا , تصفيه الكفاءات سواء بالقتل او التهجير ..نحن ايضاً ننشد التغيير الجذري ونتطلع الى يوم يتخلص العراق من سياسيين كل مهتمهم التدمير والنهب وقتل ابسط احلامنا باستعادة العراق جزء من موقعه الطبيعي في العالم بعيداُ عن التدخلات الاقليمية والدوليه ، غير اننا لانعول على صحوة ضمير الادارة الاميركية فليس هنالك من محتل خرج من البلد الذي يحتله من اجل سواد عيون شعبه ,لذا نعول على ارادة الاحزاب والتيارات والشخصيات الوطنية لتهيأة الظروف المناسبة لتطهير العراق من الطبقة السياسية الفاسدة والمفسده .. ان تجارب الشعوب ومنها شعبنا العربي تمنحنا الدروس والعبر عن معارك السيادة والتحرير وان الشعوب هي من تطرد المحتل واذنابه .. المستعمرون في كل مراحل التاريخ لا يخرجون الا عندما يشعرون ان مصالحهم في خطر فيبحثون عندها عن خطوات لانسحابهم وبما يحفظ مصالحهم وهذا لايتحقق الا من خلال مواقف الشعوب وتصديها للمحتلين هذا ما حصل في اقطار وطننا العربي الكبير عندما كانت محتلة وهذا ماحصل في فيتنام وكمبوديا ولاوس وغيرها ..
واثقون من حدوث التغيير الجذري والانتصار على الفاسدين وهذا يحتاج ان نعود الى قيمنا الوطنيه التي غيبتها عمداً احزاب السلطة والى ان تتجاوز الاحزاب الوطنية عقد الماضي وانانية بعض قيادتها من اجل تبني خطاب وطني يعيد اليها ثقة المواطنين ..وبعيداً عن ما تروج له بعض وسائل التواصل الاجتماعي فتقول ابشروا ابشروا فلم يبق على التغيير الا القليل !!
اخيراُ قد يسأل احد اذن لماذا يتم نشر معلومات عن قيام اميركا بالتغيير في ى2024 وتسليم السلطة الى وطنيين ومحاسبة زعماء احزاب السلطة فاعتقد برأي متواضع وبعيداُ عن التنظير بان الهدف الاساس ايهام المواطن باستحالة التغيير من دون تدخل اميركي مباشر وفي هذا شيء من الصحة ولكن ما ينبغي علينا التنبيه له ان لايحدث التعيير او يتحقق الخلاص بحسب الطريقة الاميركية لان هذا يعني باختصار تغيير عميل باخر وبوجه جديد !!
نعي ان هنالك متغيرات وظروف حدثت في العالم واننا نعيش اوضاعاُ اخرى تختلف عن مراحل حركات التحرير التي عشناها او سمعنا عنها ، غير ان هذا لايعني انهاء دور الشعوب وقواها الوطنية المخلصة .. نعترف باننا لم نفي هذا الموضوع حقه وحسبنا ان نفتح باب النقاش لنعود مرة اخرى في مقال اخر قريب .فيا عراقيون لا تنخدعوا بما يقال فلا يلدغ مؤمن من جحر مرتين .

أحدث المقالات