في عام 1848م بدأت الإرساليات المسيحية عملها في جنوب السودان لأن معظم سكان جنوب السودان كانوا بدون دين, و تم زيادة نشاط هذه الإرساليات بعد الإحتلال الإنكليزي للسودان عام 1899م، مع تكليفها بمسؤولية نشر التعليم بين أبناء و بنات الجنوب. إضافة لذلك قام الإحتلال الإنكليزي على إظهار الإختلافات العرقية و الإثنية و الدينية و اللغوية بين شمال و جنوب السودان، و هذا قاد إلى حرب أهلية بينهما من عام 1955م إلى 1972م، إنتهت بإقامة الحكم الذاتي لجنوب السودان. و لكن حرباً أهلية أخرى بدأت من عام 1983م إلى 2005م، إنتهت مع إتفاق السلام الشامل و إستعادة الحكم الذاتي في جنوب السودان. و من ثم أصبح جنوب السودان دولة مستقلة في عام 2011م.
في عام 2003م إندلع تمرد مسلح في إقليم دارفور السوداني ضد القوات الحكومية، و لأن الحرب كانت في ذلك الإقليم حرب عصابات إحتاجت القوات الحكومية إلى قوات مساندة لمكافحة التمرد فأنشأت قوات شعبية من بعض القبائل الموالية للدولة لمكافحة التمرد، إشتهرت هذه القوات بإسم قوات الجنجويد. و في عام 2013م تم إعادة هيكلة قوات الجنجويد بإسم قوات الدعم السريع تحت قيادة جهاز الأمن و المخابرات السوداني، من أجل محاربة الجماعات المتمردة في إقليم دارفور و جنوب كردفان و ولاية النيل الأزرق.
بعد الإنقلاب العسكري الذي نفذه الجيش السوداني في عام 2019م على الرئيس السوداني عمر البشير عقب إحتجاجات شعبية طالبت برحيله، صار لقوات الدعم السريع صلاحيات أكبر و لعبت الدور الأبرز في القمع العنيف للمتظاهرين المطالبين للديمقراطية إلى جانب قوات الأمن الأخرى، و نفذت قوات الدعم السريع مجزرة القيادة العامة في حزيران عام 2019م و التي راح ضحيتها أكثر من 100 شخص من المُعتصمين العُزّل في العاصمة الخرطوم.
و نتيجة للصراع بين قيادة الجيش السوداني و قوات الدعم السريع على السلطة إنفجرت في 15 نيسان 2023م إشتباكات مسلحة عنيفة بين الجيش و قوات الدعم السريع، بدأت داخل العاصمة السودانية الخرطوم و إنتقلت إلى مدن أخرى، تأكل الأخضر و اليابس.
و كل ما يحصل الآن في العراق هو بداية لما يحصل الآن في السودان من تدمير في جميع مناحي الحياة.