18 ديسمبر، 2024 8:43 م

محافظ الأنبار..هل يسمع نداءات نخب الأنبار ورموزها الكبار؟؟!!

محافظ الأنبار..هل يسمع نداءات نخب الأنبار ورموزها الكبار؟؟!!

لمحافظ الأنبار الدكتور علي فرحان الدليمي ، تقدير وإحترام كبيرين من أهاليها ووجهائها وكبار رموز تلك المحافظة ، وهم يعدونه إحد أهم الركائز التي لم تمتد الى مهاوي الفساد أو تقع في حبائله ، برغم كل مايشاع عن حجم الفساد المهول الذي يزكم الأنوف ، وتجني منها شخصيات مقربة منه ومن مكتبه ، ومن بعض مدراء دوائر المحافظة ملايين الدولارات، كما ينقل الكثيرون من أهل الأنبار عن حجم الفساد الذي إستشرى الى درجة مرعبة ، كما يتم تصويره في الإعلام، ولم يتم التأكد منه حتى الآن ، بسبب طبيعة الصراعات التي تأكل من جرف الأنبار، وكل يوجه الإتهام للآخر ، في إطار الصراع على كراسي السلطة في تلك المحافظة!!

لكن أساتذة جامعات ونخب ثقافية وإعلامية وأدبية ، من الأنبار ، لاتخفي إستياءها من إهمال محافظ الأنبار لها ، وعدم قدرتهم على اللقاء به أو إيصال طلباتهم أو شكاواهم الى السيد المحافظ ، كون مكتبه يختلق الأعذار في كل مرة ، ويؤكد لهم أنه ليس موجودا وهو خارج الأنبار، مرة في جولات بأوربا ، وفي أخرى يقال لهم أنه موجود بكردستان، برغم أنه يرونه يتجول في المحافظة ويلتقي ببعض رموزها بين فترة وأخرى!!

لكن ماهو متداول في محافظة الأنبار عن السيد المحافظ ، أنه ما أن يلتقي برؤساء دوائر المحافظة وينهي إجتماعه معهم ، حتى يستقل سياراته متجها الى بغداد ومنها الى مطارها، للسفر خارجا ، وكأن أرض أهل الأنبار ليست مؤهلة لبقاء المحافظ على أرضها ، أو أنه يريد أن يتخلص من لقاءات شيوخها ورموزها ، الذين يثقلون عليه بطلباتهم، ولهذا يجد في الإقامة خارج العراق ، طوال أعوام توليه قيادة المحافظة، فرصة للترويح من نفسه ، وما قضاها خارجها لايقاس كثيرا بحجم الأيام التي تواجد فيها على أرض محافظته، كما يشاع!!

بينما يقوم مكتبه بحجب ما يصل اليه من مناشدات وطلبات من مختلف النخب والكفاءات والرموز الثقافية ، التي لاتجد لها مكانا بين إهتمامات محافظ الأنبار، أما مكتبه فيعطيهم (الإذن الطرشة) كما يقال، أو أنه كما يتهم بأنه يريد (المقسوم) مقابل كل طلب لتقديمه ، وإذا ما إستلم أي طلب حتى من نخب المحافظة ورموزها الكبيرة، فيكون مصيره الى سلات المهملات أو رفوف حفظ الأوراق والأوليات، ولن تسمع لها خبرا عن مصيرها في يوم ما ، أو ما شابه من التهم الموجهة اليه ، ولا ندري مامدى صحتها ، بأنه (يتقاسم إكراميات المحافظ) مع المواطنين!!

وقد كانت لي شخصيا عبر رمز ثقافي وصحفي مهم من أهل الانبار عن طلب لمواطن من أهالي الرمادي وهو موظف صغير في الدولة في المحافظة نفسها، وأنا من بغداد ولم التق به منذ عشر سنوات ، لكنه وجه لي مناشدة عبر الموبايل ، وحولتها الى مقال نشر أكثر من مرة ، وددت أن يطلع عليها محافظ الانبار شخصيا، والرجل كان يستحق أن يقابله محافظ الأنبار ليساعده في تخطي محنة مرض عضال كان يعاني منه، ولم أجد جوابا من عام تقريبا، برغم أن مكتبه تسلمه، من رمز ثقافي كبير، وسلمه له أيضا، لكن مكتبه وضعه ،كما يبدو ، في رفوف النسيان، وكتبت مقالات عدة ، منشورة بمواقع وصحف كثيرة ، موجهة الى السيد المحافظ لأعرف مصيرها ، حتى الآن!!

أتدرون ماذا كان جواب مكتبه للمواطن المريض ، حين راجعهم للبحث عن مصير طلبه ، الذي تم تقديمه من قبل رمز صحفي كبير من الأنبار..كان جواب مكتب المحافظ للمريض أن أذهب يارجل ، وضع بطانية على ظهرك والتف بها، وهيىء جماعة يصورونك عبر الفيسبوك أو الفضائيات وناشد المحافظ ، وابعث المشهد الينا ، علهم يكون بمقدورهم إيصال صوتك ومناشدتك للسيد المحافظ لتتم مقابلتك.. أو تقديم مساعدة لك..!!

أمر غريب لايمكن أن يحدث حتى في دول أفريقية فقيرة وصغيرة الحجوم، أن يطلب من مريض أن يرتدي بطانية ويتوسل بالمحافظ عبر الفضائيات أو الفيسبوك لتتم مساعدته أو مقابلته ، على طريقة (لله يامحسنين) ، لكن الرجل رفض أن تصل به الأحوال الى تلك الدرجة من الإزدراء والمهانة .. فكرامته لاتسمح أن تنزل به الأقدار الى هذا المستوى اللعين من التعامل غير الأخلاقي، في أقل تقدير!!

ومن فضائل القدر أني لم أقطن في محافظة الأنبار منذ عقود ، بل أقطن في بغداد منذ السبعينات، وأكاد أزور الرمادي كل عشر سنوات مرة واحدة أو مرتين في أكثر تقدير، ولا أجد حاجة لي في تلك المحافظة، بل حتى نفوسي وسجل عائلتي نقلتها من الأنبار الى بغداد، حتى لا أسمع أخبارها التي لاتسر الخاطر في أغلب الأحوال!!

وما يعرفه الكثيرون عني أني أحد نخب الأنبار وعلاماتها البارزة منذ السبعينات، بعد إن تخرجنا من كلية الآداب قسم الإعلام في اختصاص الصحافة، وعملت في مؤسسات دولة مهمة ومتعددة ، وكنت في صدارة من يتم تكريمه كل عام، طوال عقود، إلا محافظتي التي لم تذكرني يوما، برغم كتابة العشرات من المقالات والبحوث التي تزخر بها وسائل الإعلام ، وأنا أشيد بفضائل أهلها ورموزها ودورها الحضاري عبر التاريخ وكرم أهلها وشيوخها ووجهائها ، والرموز الكثيرة من نخبها التي تزخر بهم الأنبار وبغداد وكل مدن الدنيا، ومن كفاءاتهم التي هي مبعث فخر وإعتزاز على الدوم.. ونشرتها في موقع خليجية وعربية أخرى ومواقع وصحف عراقية أيضا..!!

وأحمد الله أن لي مجموهات مؤلفات عن الإعلام والصحافة والحرب النفسية ، وعن فن تسريب الأخبار وأساليب صياغاتها وأهدافها وتوجهاتها وكتاب عن كبار أعلام الصحافة المخضرمين ومن رموزها ، وما سطروه في سفر صاحبة الجلالة من مسيرة عز وفخر ، في كتاب عنوانه ” أعلام وأقلام.. سيرة حياة أبرز نخب الصحافة العراقية”.. وأغلب تلك المؤلفات صدرت في عمان بالأردن ، وهي ما أبقى أعده فخرا لمسيرتي وما قدمته من عطاء، رفع إسم الأنبار والعراق عموما الى علياء السماء..أما مقالاتي فتصل الى عشرات الآلاف منشورة في مختلف المواقع الصحفية المرموقة عراقيا وعربيا، ويكفي كتابة إسمي في (الغوغل) ليطلع على كنوزها الثمينة بعشرات الآلاف!!

أعود للموضوع المهم الذي أرغمني للكتابة عنه ، وهو محافظ الأنبار الدكتور علي فرحان الدليمي، فما يقال عنه من نخب الأنبار ومن رموز ثقافتها ومفكريها، عنه وعن مكتبه وحاشيته ، وبخاصة من أساتذة جامعة الانبار ومن نخبها ، أمر لا يليق بمحافظ الأنبار ، وهم في كثير منهم رموز مؤثرة ولهم صفحات مشرقة بيضوا وجه المحافظة، ومن غير اللائق أن تجد طلبات مقابلاتهم إهمالا وتجافيا بتلك الطريقة التي يتعامل بها مكتب المحافظ مع تلك الرموز!!

وما دعاني أيضا الى كتابة هذا المقال ليس رغبتي بلقاء محافظ الأنبار ، برغم أني أعتز عندما ألتقي بشخصية إعتبارية لها ثقلها ودورها، لكني بعيد عن الرجل ، فأنا في بغداد وهو يتنقل بين مدن الدنيا، كما هو المعروف عنه لدى أهل الانبار، ولا أدري إن كانت تلك ( تهمة) أم حقيقة يتداولها أهل الانبار، لكني فقط أذكره بأن مراهنته على من تحالف معهم من كبار محافظته، تخلوا عنه، كما يبدو ، وهو يكتفي بسمعته الشخصية على أنها ( شهادة حسن السلوك) التي يفخر بها بين أهله وربعه في محافظة الأنبار!!

كما يود الكثيرون من أهالي بغداد ومن أهل الأنبار معرفة مصير أراضيهم التي إشتروها في (حي الوفاء) بالرمادي ، وأين مصير من دفع الملايين وإشتروها وفقا لمعاملات بيع أصولية وبالطرق القانونية وعبر مراجعها الإدارية وتواقيعهم وسنداتهم، هل يؤمنون على أحوالهم، من أن تلك الأراضي قد بيعت وفقا للقانون، أم أن مصيرها مجهولا، برغم أن قيمة شراء قطعة الأرض لا تتجاوز الستة ملايين دينار في كل الأحوال..!!

أجل إن الكثيرين يأملون طمانة من السيد المحافظ على مصير قطع أراضي الوفاء الذين إشتراها الآلاف من مواطني بغداد من أهل الانبار ، وحصلوا على سندات رسمية ولها أضابيرها المحفوظة بسجلات التسجيل العقاري في الأنبار..ثم ما مصير مدير التسجيل العقاري وموظفيه الذين إحتجزوا ، وهم كما يقال ، يطبقون أوامر عليا من مرجعياتهم ، لبيع تلك الأراضي..؟ فهل يدافع السيد المحافظ عنهم، ويخلصهم من تهم الفساد ، إن كانت تتعلق بأراضي منطقة الوفاء، ولماذا تم إختلاق تلك الحملات المغرضة عن مصيرها، وأصبح أهلوها في حالة قلق دائم على مصير قطعهم فيها، ويفترض ، إن كانت هناك سياقات دولة، أن تطمأنونهم ، ولو بتصريح منكم أو من مسؤول رفيع مخول منكم أيضا، حتى تنتهي حالة القلق التي إنتابتهم على معاملات أصولية بشأن أراضيهم ، جرت وفق القانون، ودفع الناس الملايين للحصول عليها، وأكثرهم من فقراء الحال،.. فهل أن أموالهم أو أراضيهم يا سيادة المحافظ ذهبت هباء منثورا .. ؟؟

إنهم يريدون فعلا جوابا شافيا من السيد محافظ الانبار الدكتور علي فرحان الدليمي على وجه السرعة ، أو على الأقل من جهات عليا مخولة في الأنبار، أو من الجهات التحقيقية ، أو من هيئة النزاهة ، التي صعدت من قلق أصحاب تلك الأراضي، التي ضاع على أصحابها مصير مئات معاملاتهم ..وأين مصير أموالهم التي دفعوها .. فهل من يسمع ياترى، حتى يطمئن أصحاب الأراضي ومن إستلموا سندات قانونية مؤشرة لدى التسجيل العقاري بحسب الاصول ، على مصير أراضيهم، من أنها لم تذهب سدى ، أو أن دمهم ضاع بين القبائل !!