23 سبتمبر، 2024 8:19 م
Search
Close this search box.

فيلم When Harry Met Sally.. قد تتحول الصداقة العميقة إلى حب ساحر

فيلم When Harry Met Sally.. قد تتحول الصداقة العميقة إلى حب ساحر

خاص: كتبت – سماح عادل

فيلم When Harry Met Sally فيلم رومانسي يعد من كلاسيكيات السينما الأمريكية، ويحكي عن قصة حب نشأت في ظل علاقة صداقة قوية بين شاب وفتاة.

الحكاية..

يبدأ الفيلم بمشهد قبلة ساخنة بين “هاري” وحبيبته، حيث يودعها بعد أن تخرجا من الجامعة حيث يستعد للرحيل إلى نيويورك مع “سالي” في سيارتها، تأتي “سالي” بسيارتها أثناء القبلة الساخنة، وتعرفها حبيبة “هاري” عليه ثم تبدأ رحلتهما سويا “سالي وهاري”، لنفهم أنهما تقابلا لأول مرة، وأنهما اتفقا على أن تقله “سالي” بسيارتها إلى نيويورك حيث يذهب للعمل في شركة خاصة بمهنة المحاماة، وهي تذهب لتعمل في مجال الصحافة.

أول لقاء..

تبدو “سالي” الذي تقوم بدورها الممثلة الشهيرة “ميج ريان” فتاة عشرينية جميلة شقراء ذات شعر جذاب وملامح بريئة وجميلة، و”هاري” يبدو مغترا بنفسه، ويتم تقسيم ساعات السفر عليهما للتبديل في قيادة السيارة، وأثناء ذلك يحكي كل منهما عن نفسه، تحكي “سالي” عن حلمها بأن تكون محررة صحافية ناجحة وأنها لأجل ذلك ممكن أن تضحي بعلاقة حب مريحة وآمنة.

ويغازلها “هاري” وتنزعج “سالي” من ذلك لأنه صديق لصديقتها، ولأنه كان يقبل صديقتها منذ ساعات قليلة، وتطلب منه أن يكونا صديقين وفقط، فيتفلسف “هاري” حول العلاقات جازما بأنه لا توجد صداقة بين رجل وامرأة لأن عامل الانجذاب الجنسي سوف يتدخل لامحالة ويهدم ذلك الصداقة بينهما، وترفض “سالي” وجهة نظره مؤكدة على أنها تحتفظ ببضع صداقات مع رجال. وتنفر “سالي” منه بسبب تنظيراته وبسبب مغازلته لها، رغم أنه مرتبط عاطفيا بصديقتها، ثم تودعه عند مدخل مدينة “نيويورك”

مقابلة ثانية..

بعد خمس سنوات حيث يعلن الفيلم عن ذلك بجملة مكتوبة، يتقابل “هاري” مصادفة مرة أخرى مع “سالي”، حيث تقبل هي هذه المرة حبيبيها “جو” في المطار، وبالمصادفة يكون “جو” هو أيضا صديق ل”هاري” فيسلم عليه دون أن يبدي أية معرفة ب”سالي”، ثم يركبان نفس الطائرة مما يدفع “هاري” إلى التحدث معها وتذكيرها بنفسه، لكنها لا تتحمس كثيرا للحديث معه. وتعرف منه أنه ينتوي الزواج قريبا.

انفصال..

وبعد خمس سنوات أخرى يتقابلان لكن هذه المرة تكون “سالي” قد انفصلت عن “جو” لأنه يرفض أن يكون بينهما زواجا، وينفصل “هاري” عن زوجته بعد أن تعرفت على رجل آخر وأحبته. في المرة الثالثة تبدو “سالي” حزينة ومهمومة وكذلك “هاري”، ويجمعهما حزن الافتراق عن الحبيب، فيقرران أن يصبحا صديقين ويبدآن في التقابل كثيرا، والتحدث على الهاتف ليلا، حيث يشكو “هاري” من آلام الفراق ومحاولته تجاوز تجربة انفصال زوجته عنه وخيانتها له. وتكون “سالي” خير صديقة له، تسمعه وتهتم به وتفهمه، وتبدو هي أقل تأثرا وحزنا على الفراق، فتجربة افتراقها عن “جو” لم تكن مؤثرة عليها بمثل نفس القوة تأثيرها على “هاري”.

وتظل صداقتهما مستمرة يتقابلان ويحكيان بصراحة، في حين أن كل منهما يحاول استئناف حياته ومواعدة أشخاص آخرين، وتبلغ صداقتهما من العمق والحياد إلى درجة أن كل واحد منهما يحاول مساعدة الآخر في إيجاد شريك حياة مناسب. فتجلب “سالي” صديقة لديها لكي تجعلها تتعرف على “هاري”، ويجلب هو صديق كاتب لكي يواعد “سالي”، وفي هذا اللقاء الرباعي يحدث انجذاب ما بين صديق “هاري” وصديقة “سالي”، ليجد “سالي وهاري” أنفسهما وحيدين، لكن تستمر الصداقة كما هي.

ويتزوج صديقاهما ويكون أداء “هاري” مختلفا، حيث يمارس العلاقة الحميمية مع كل فتاة يواعدها، لكنه لا يستطيع الاستمرار في البقاء مع أية فتاة، حيث ينسحب في منتصف الليل بعد العلاقة الحميمة، لأنه لا يستطيع البقاء أطول من ذلك، في حين تمتنع “سالي” عن إقامة علاقة حميمية مع من تتواعد معهم.

اقتراب..

وفي أحد الأيام تهاتف “سالي” “هاري” وهي منهارة من البكاء، فيذهب إلى منزلها ليلا ليجدها تبكي بحرقة، لأنها اكتشفت أن “جو” قد قرر الزواج من مساعدته الشابة، لتعرف أنه كان يرفض الزواج ليس فقط لأن لديه موقفا مبدئيا من الزواج، ولكن لأنه لم يحبها إلى الدرجة التي تجعله يتحمس للزواج منها. ويبكيها ذلك ليس لأنها حزينة على “جو” وإنما متأثرة لأنه لم يحبها كما ينبغي أو كما توقعت. وتشعر “سالي” بالحاجة إلى احتضان “هاري”، وبعد احتضانه يحدث انجذاب جسدي، ويمارس “هاري وسالي” العلاقة الحميمة.

ثم نرى “هاري” وهو مندهش وغير متجاوب مع “سالي” فور العلاقة الحميمة، وكأنه تحت تأثير الصدمة، وتنام “سالي” وهي مبتسمة ومطمئنة، لكن “هاري” يظل مفتوح العينين، ثم بعد أن تروح “سالي” في النوم يرتدي ملابسه استعدادا للرحيل، وتستيقظ “سالي” لتجده قد ارتدى ملابسه، ويتحجج بأنه لابد وأن يذهب إلى منزله لكي يستعد للذهاب إلى عمله.

ندم..

ثم في اليوم التالي لا يظهر “هاري” أي اهتمام، بل يحادث صديقه المقرب ليقول له أنه تسرع في الاقتراب منها، وتفهم “سالي” من عزوف “هاري” عن الحديث معها أنه ندم على اقترابه الحميمي منها، فتقرر أن تقول له أنها أخطأت في الاقتراب منه عند اول لقاء، وهو أيضا يقرر أن يقول لها ذلك، وتقول له هي ذلك عند الالتقاء على العشاء ويرتاح هو لأنها شعرت مثله بأن اقترابهما الحميمي كان خطأ.

ثم يحاول هاري إعادة التواصل بينهما وتعود الصداقة العميقة كما كانت، لكن “سالي” لا تستطيع فعل ذلك، وتقرر ألا ترد على مهاتفات “هاري”. من جانبه يشعر “هاري” بالسوء لأن علاقة الصداقة ب”سالي” قد فسدت، ويحاول حثها على إعادة تلك الصداقة، لكنها ترفض وتقول له أنها لا تريد ان تكون صديقته بعد ذلك.

الاعتراف بالحب..

ثم في ليلة رأس السنة تذهب “سالي” لتسهر مع صديقيها المتزوجين، ويحاولان تدبير موعد غرامي لها، لكنها لا تنسجم في الحفلة وتشعر بالوحدة، وتقرر الرحيل قبل الساعة الثانية عشرة، حتى لا تشعر بوحدة أكثر في موعد تبادل القبلات بين العشاق السنوي، وقبل الساعة الثانية عشر بقليل يفكر “هاري” أنه يحب “سالي”، وأنه بالفعل يتمنى قربها كفتاة يحبها لا كصديقة وفقط.

ويركب سيارة تاكسي ليذهب إلى الحفل المتواجدة به “سالي” ويفاجئها هناك، ولا تستجيب هي لرؤيته أو لإعلانه أنه يحبها، لكنه يعلن لها حبه بطريقة رومانسية ساحرة، معددا لها كل التفاصيل الصغيرة التي يحبها فيها، والتي يشعر بقربها من خلالها، وينتهي الفيلم على زواج “هاري وسالي” وعيشهما علاقة حب جميلة وساحرة.

الإخراج جيد وأداء الممثلين وأجواء الفيلم التي تنتمي الى أواخر فترة الثمانينات من القرن الفائت، كما يتخلل الفيلم مقابلات ما بين ثنائيات استطاعت أن تستمر لفترات طويلة، حيث أنهم من العجائز الذين عاشوا مع بعضهما البعض سنوات طويلة، وظلت علاقة الحب بينهما على قوتها وجمالها وسحرها.

الفيلم رومانسي ولطيف يقدم نموذج لصداقة جميلة بين العاشقين حيث يقتربان عقليا ونفسيا قبل أن يحدث بينهما الانجذاب والحب. وكأنه يوضح أن علاقة الصداقة الحميمة ممكن أن تتحول لحب كبير.

كما يشير إلى بعض الأشياء في المجتمع الأمريكي، حيث حرية العلاقات ما بين الجنسين وعمل علاقات طويلة بدون زواج، كما يرصد بعض تعقيدات علاقة الحب التي على رغم الحرية المتوفرة لها إلا أنها لا تخلو من تعقيدات مثل أية علاقات إنسانية شائكة، وربما بسبب تلك الحرية التي تسمح للرجل والمرأة بإقامة علاقات حميمية طويلة دون قيود زواج اجتماعي خانق يحدث أن تتعرف الفتاة أو الرجل على أكثر من شخص وتقيم علاقات عابرة أو سطحية أو علاقات لا يتحقق فيها شروط الحب العميق الى ان تجد الشريك، ذلك الشريك الذي تشعر معه أنه هو من تتمنى قضاء عمرها معه وقضاء سنوات طويلة دون ملل ودون نقصان من اشتعال الحب. ربما تمنح الحرية للافراد فرصة معايشة تجارب عديدة ومتكررة حتى يصلون الى الحب الحقيقي المشبع لهم.

الفيلم..

“عندما التقى هاري بسالي” فيلم من إنتاج 1989 إخراج “روب رينر” بطولة “ميغ ريان” و”بيلي كريستال”. العمل صنف كأفضل فيلم كوميدي رومانسي ممتع على الإطلاق في تاريخ السينما العالمية الأمريكية. الميزانية: 16 مليون دولار، الإيرادات: 92 مليون دولار.

أدوار:

بيلي كريستال بدور هاري بيرنز.

ميج رايان بدور سالي أولبرايت.

الجوائز:

حصد الفيلم العديد من الجوائز. فقد رشحت الكاتبة “إيفرون” لجائزة الأوسكار. كما حصلت على جائزة جمعية كتاب السينما في الولايات المتحدة. وجائزة الأكاديمية البريطانية للسينما. ورشح الفيلم لخمس من جوائز الغولدن غلوب. أفضل فيلم كوميدي. راينر أفضل مخرج. كريستال أفضل ممثل. “رايان” أفضل ممثلة. “نورا إيفرون” أفضل كاتبة سينمائية. وفي القائمة التي تصدرها جمعية أصدقاء السينما في الولايات المتحدة تحت عنوان أفضل 100 فيلم كوميدي في 100 عام جاء فيلم “هاري حين التقى سالي” في المركز 23. أما مجلة «إنترتينمنت ويكلي» فقد اختارته بين أفضل عشرة أفلام كوميدية أنتجت حتى الآن. وفي عام 2008 أصدر معهد السينما في الولايات المتحدة قائمة بأفضل عشرة أفلام في عشرة مجالات مختلفة، فجاء في المركز السادس بين أفضل الأفلام الرومنسية والكوميدية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة