كلمة الأحرار بمفهومها العام تنطبق على الذين يرفضون الذل والعبودية والتبعية ويقفون بوجه كل فاسد ومنحرف ودكتاتور ظالم وجائر ويضحون بالارواح من اجل القيم والمبادئ الحقة ويقاتلون كل محتل يدنس ارضهم وينهب ثرواتهم، ولو اردنا ان نطبق هذه الصفات التي ذكرناها على جسد اي كتلة سياسية فلن نجد غير مقاسات كتلة الاحرار، هذه الكتلة التي ترتبط بمرجعية السيد الشهيد محمد الصدر (قدس سره) وهي الممثل السياسي للتيار الصدري الذي وقف بوجه النظام الدكتاتوري البعثي عندما كانت الكوفة عاصمة للشجاعة ومنطلق لثورة الاصلاح والتغيير، ولقد كان لهذا التيار بعد سقوط النظام صولات وجولات ضد الاحتلال الامريكي وتبنى المقاومة الوطنية التي كانت من نتائجها خروج المحتل من ارض العراق ليتجه بعد ذلك نحو المشاريع الثقافية لبناء جيل عقائدي متسلح بالثقافة والوعي وهي احدى الخطوات المباركة التي تحسب لسماحة السيد مقتدى الصدر (اعزه الله) الذي كانت لديه إستراتيجية لفرز العناصر السيئة وتخليص التيار من العوالق والمتسلقين والمنتفعين الذين ركبوا موجة التيار لمصالح دنيوية حيث لم يتردد لحظة في طردهم والبراءة منهم على العكس من جميع القادة الذين يدافعون عن اتباعهم بغثهم وسمينهم، نعم جميعهم لأننا لم نسمع اي قائد تبرأ من اتباعه المسيئين وما اكثرهم، اعود لعنوان مقالي فقد اثار انتباهي حملة منظمة تقودها مؤسسات اعلامية ومواقع ألكترونية وبعض الاقلام المتحزبة والتي تروج لموضوع يثير السخرية وهو ان ابناء التيار الصدري سيصوتون في الانتخابات البرلمانية القادمة لصالح قائمة (سين) او لأتلاف (صاد) وهذا الموضوع يدل على سطحية عقول المروجين له وسذاجة طرحه وكأن التيار الصدري لاتمثله اي كتلة سياسية وقد تغاضوا عن الاربعين نائباً بالبرلمان الحالي مع منصب محافظين كانا محل احترم وتقدير سماحة السيد ونواب محافظين واكثر من ستين عضواً وكلهم تابعين لكتلة الاحرار هذه الكتلة التي كان لها دورا كبيراً في الوقوف بوجه المشاريع الرامية لتمزيق وحدة العراق، وبالرغم من انني لا ادعي عصمتها وعصمة المنتمين لها لكننا لو قارنا بينها وبين باقي الكتل في المشهد السياسي سنجدها اكثر انضباطاً في الاداء والسلوك مع جل احترامنا لباقي الكتل السياسية، ومن الجدير بالذكر انها لازالت تمثل النبض الشعبي والوطني وتمتلك جمهوراً واسعاً وحتى بعد قرار سماحة السيد مقتدى الصدر (اعزه الله) برفع اليد عن تلك الكتلة وجعلها تعمل مستقلة سياسياً فان الصدريين لن يصوتوا إلا للأحرار الذين اتخذوا من هذا العنوان سلوكاً ومنهجاً، وتأسيساً على ذلك فعلى المؤسسات والمواقع التي تحاول خلط الاوراق وتشويش ذهنية الناخب ان تعي مسألة لا لبس فيها ان ابناء المدرسة الصدرية سيشاركون بالانتخابات البرلمانية بكل قوة تلبية لنداء قائدهم الذي اكد على ضرورة المشاركة الواسعة وان المتصيدين بالماء العكر سيخسرون رهانهم وسينتصر الصوت الوطني الذي رفض الاحتلال ونادى بوحدة العراق وسيقلب الصدريون الطاولة على المشككين وسيصوتون للأحرار والأحرار فقط.