المثل العراقي يقول (من شب على شيء شاب عليه)وهناك امثلة كثيرة المقام لايتسع لذركرها لكنها معروفة في هذا المجال وهنا مثل عربي يقول (اذا شاب المرء شابت معاه خصلتان حب الدنيا وحب المال) الامثال هذه مقدمة لموضوع اعتقده مهم وهوان البعض من الذين يريدون تغير الكون يتمتعون بصفات لاتسجم مع تطلعاتهم بالتغير ومن هذه الصفات الانانية وحب الذات والتسلط والعنجهية وبخس حق الاخرين والتامر وهم ادعياء والقائمة تطول ، ويبدو ان هذه الصفات لازمتهم منذ سن مبكرة بسبب الظروف الموضوعية والذاتية التي تمت تربيتهم وفقا لها، فهل يستطيع هؤلاء تغير انفسهم قبل شروعهم بالنضال لتغير العالم؟
ان الاخلاص والتضحية لاي فكرة هو الطريق القصير الى قلوب الناس وان من اولويات الاخلاص هو الانقلاب على الذات والذي لايستطيع الانقلاب على ذاته لاتستطيع الانقلاب على الواقع وتغيره ، فالانقلاب على ياتي عبر نضال طويل وشاق فمكافحة النفس (الوامة)والنفس(الامارة بالسوء) للوصول الى النفس(المطمئنة)ليس بالامر السهل ومن خلال نفس مطمئنة اعيش نعيمهاادعوا الناس الذين يريدون تغير الواقع في العراق والامة الى تغير انفسهم اولا واستند في ذلك الى ماقاله مفكر عربي قومي جحد فكره البعض من العرب (ان الذي يتأهب لدخول معركة -التغيير- له صدق الاطفال وصراحتهم ، فهو لايفهم مايسمونه سياسة ، ولا يصدق ان الحق يحتاج الى براقع والقضية العادلة الى تكتم) ويقول ايضا( ان الصلابة في الرأي صفة من اجل صفاتهم فلا يقبلون في عقيدتهم هوادة ، ولايعرفون المسايرة ، فاذا رأوا الحق في جهة عادوا من اجله كل الجهات الاخرى ، وبدل من ان يسعوا لارضاء كل الناس اغضبوا كل من يعتقدون بخطئه وفساده ، انهم قساة على انفسهم ، قساة على غيرهم ، اذا اكتشفوا في فكرهم خطأ رجعوا عنه غير هيابين ولا خجلين ، لان غايتهم الحقيقة لا انفسهم ، واذا تبينوا الحق في مكان انكر من اجله الابن اباه وهجر الصديق صديقه)، انا اعتقد بما قاله هذا الرجل وادعوا بكل حب الذين يريدون التغير العودة الى ماقاله هذا المفكر الكبير وان لم يستطيعوا ذلك عليهم الجلوس في بروج عاجية لان الواقع والناس سيتصدون لهم بالمتاح.