عضوٌ خالدٌ في مجامع لغةٍ عربيّة، وعالميّة، لكنَّه لسبب لم يُعلن لم يَحظَ بعضوية مجمع بغداد!
جاء المولود إبراهيم بعد عامين من ولادة الدولة العراقية الحديثة (1923م)، في إحدى حواضر السومريين ( العمارة)، بعدما يمَّم والده السامرائيّ شطرَ الجنوب طلباً للخير والبركة…
غادر الفتى إبراهيم ميسان نهاية الثلاثينيات لإكمال دراسته الجامعية في بغداد، وهي بوابة الحظ التي منحتْه بعثة وزارة (المعارف) إلى جامعة السّوربون…
كانت اللغة الوعاء الأكبر الذي استمد منه السامرائي القدرةَ في البقاء على قيد القمة طوال أربعين عامًا من الصبر والمثابرة.
هو كما قيل في حقه “فارس ميدانها ومُجْلي غبارها، وحائزُ قِدْحَها المُعَلّى، تنقطع دون إدراك مداه الظهور، وتنبهر قبل الوصول إلى أعاليه الأنفاس”.
تجاوزت مؤلفات الدكتور إبراهيم السامرائي أكثر من مئة كتاب، وأكثر من مئة وخمسين مقالاً…
السامرائي نحيفُ الجسد، متوسطُ الطول، سخيٌّ، حسنُ المزاج حليمٌ إلاّ إذا استفزّ فهو حينئذ كالأسد الجريح، وهو بعد ذلك وقبله أَبِّيُّ النفس، شديدُ الأنَفَة ما أنْ بلغه حديثُ المسؤولين في الجامعة الأردنية عن التقشف – وقد كان أحد هيأة التدريس فيها- حتى تقدَّم فورًا بطلب إعفائه من الوظيفة التي كانت مورد رزقه الوحيد…
عاش السامرائي حياته غير متحيز ٍ إلى طائفةٍ، أو قبيلةٍ، أو مدينة، زاهداً في المناصب، وقد كان بوسعه الظفرُ بأعلاها مرتبةً، ومنفعةً لو أنه سلك إليها غير سبيل الصالحين…
أحاله النظام السابق على التقاعد ولمَّا يبلغ بعدُ سنَّ الستين، ووافته المنيّة ظهيرة الأربعاء الخامس والعشرين من شهر نيسان سنة 2001م، ودُفِنَ غريباً في عمّان بعيداً عن أعين العِمِارة، وسامراء، وبغداد!