برز دور المرجعيه الدينيه كقياده فعليه للامه الاسلامية بعد نهايه مرحله السفراء الأربعة لتدخل مرحله جديده ، الا وهي مرحله القياده الدينيه للمرجعيه الدينيه ، ومنذ ذلك الوقت سعت المرجعيه الدينيه ،وعملت بكل جهد من اجل وحده آلامه الاسلامية ، والحفاظ على دماء الشعوب ، فكانت لها مواقف مشرفه استطاعات فيها
ان تقف بوجه كل المخططات الرامية الى تمزيق آلامه الاسلامية او استغلال ثرواتها ،وسرقه حقوقها .
المرجعيه الدينيه في النجف الأشرف ، وفي مقدمتهم سماحه الامام السيد علي الحسيني السيستاني ، تلك الشخصية التي عاشت حقبتين مهمتين من تاريخ العراق الحديث ، الا وهي مرحله الطاغية المخلوع ، وكيف استطاعات برغم التحديات الكبيرة ان تقف لتحمي الشعب العراقي ، وتحمي وحده آلامه الاسلامية المستغلة من حكام الجور والديكتاتورية .
المرجعية الدينية ذلك الرافد المعرفي و الثقافي و الروحي يستقي منه المرء حاجته المعرفية و الروحية , و هذه المعرفة ليست من نسج الخيال و وحي الأوهام و التصورات الذاتية . بل على العكس من ذلك هي من معين القرآن العظيم و السنة المحمدية الأصيلة , و هذان المصدران كما هما لآخرة الانسان هما لدنياه كذلك , و من آخرة المرء و دنياه أن يتناغم مع نسيجه الاجتماعي الذي يعيش فيه بما يكفل مصلحة الجميع .
و بتعبير آخر فان المرجعية الدينية الصالحة هي وجه الدين و التهمة لها تصبح تهمة للدين , فهل الدين يهدم الاوطان و يضر بمصالحها أم هو ضلع هويتها الاساس .
واذا أشكل فقيل أن المرجعية عنوان عام تنطبق على من هو صالح ومن هو غير ذلك , قلنا ان الخطأ في الاختيار هو خطأ تطبيقي لا تلام فيه النظرية انما يلام فيه المتهجه نحوها بعنوان خاطئ . فيصبح شأن المرجعية الدينية شأن المرجعيات الأخرى من اقتصادية و فنية و رياضية و سياسية و طبية فالاخذ عن العالم المختص سمة عقلائية و حضارية لا يضر بها الخطأ في تشخيص المصداق و غير داخل فيها شرط تماثل جنسية المرجع .
بقي أن اذكر أن عزتنا في التفافنا بمرجعياتنا الدينية الصالحة و النهوض بها و معها في صناعة أمة واعية رسالية و متحضرة , تدعوا الى الله بالحكمة و الموعظة الحسنة و تحاور مختلف الأطياف و الأديان و المذاهب في شتى بقاع العالم بالتي هي أحسن بهدف نشر الخير و الصلاح و تعميم السلام و محاربة الجهل و التعصب و الانحراف .
ومنذ عشره أعوام كان سماحه السيد السيستاني ، واضح في المواقف ، وعندما اطلق مقولته المشهورة ، والتي اعتمدت ، وأصبح تقاعده يقولها الجميع ، مع فرق المراتب بالتأكيد ، ولكن مع هذه المقولة ” المرجعيه الدينيه تقف على مسافه واحده من الجميع ” فأي وقوف للمرجعيه ، وهل تقف بحسب قولها مع الصالح والطالح ؟
بالتأكيد السيد السيستاني لا يقف موقف واحد من الجميع ، لان هناك من كان صادقا مع المرجعيه ، وهناك من كان بوقا للتسقيف وأبعاد الجمهور عن اي دور توجيهي او إرشادي او نصحي للمرجعيه .
السيد السيستاني كان موقفه واضحا مع جميع القضايا ، فكان إعلانه “غلق الأبواب ” هي ابلغ وسأله عن عدم رضاه عن اداء حكومه الوكالة ، التي استنزفت مقدرات العراق ، وسرقت ثروته تحت يافطات كاذبه ، وسيطره الحزب الحاكم على مفاصل الدوله العراقيه المفترضة ، والتي منذ تشكيلها وهي تعاني الترهل ،والتراجع وفي كافه الملفات .
السيد السيستاني لم يقف يوما على مسافه واحده مع من حمل هموم شعبه ، ومن حمل هموم حزبه دون ان يراعي مصلحه شعبه ووطنه ، فالازمات كثيره والمشاكل اكثر ، ولا من حلول ،سوى الخروج بازمه والدخول في اخرى ، فلا علاقات طيبه مع الجيران ، ولا ثقه بين الكتل والقوى ، ولا بين التحالف الوطني نفسه يوجد هناك انسجام وتألف وموقف واحد ، لهذا لا نرى في أجنده الحزب الحاكم اي مفرده لاحترام ” المرجعيه الدينيه ” ، بمحاولات التقسيط كثيره ، والأبواق النشار التي حاولت ان تسيء الى مقام ومكانه المرجعيه الدينيه عند محبيها والشعب العراقي .
وعلى هذا الأساس لم ولن تقف المرجعيه الدينيه وسماحه الامام التي السيستاني على مسافه واحده ، بل ستقف مع الحق وأهله ، وأعلنته مرارا تكرارا ،سواء من خلال بياناتها او من خلال الخطبه الرسمية للمرجعيه في العتبه الحسينية المطهره ، لهذا يجب ان يعي شعبنا هذه المسالة ، وان يأخذ الاستفتاء الأخير الذي صدر على محمل الجد ، وان يكون هو خارطه الطريق للاختيار ، بعيدا عن الأهواء والمغذيات والتي سعى ويسعى اليها سياسيوا الصدفه من احل تكريس الديكتاتورية والتفرد بالسلطة .