وكالات – كتابات :
ذكرت صحيفة الـ (فايننشال تريبيون) الإيرانية؛ الصادرة بالإنكليزية، أن “العراق” خصص: 230 مليون دولار كخطوة أولى، لتنفيذ مشروع خط السّكك الحديد “البصرة-شلامجة”؛ الذي تم الاتفاق مع “إيران” على الشّروع به بعد نهاية شهر رمضان الجاري، مبينة أن هذا المشروع سيؤدي لتنشّيط الحركة التجارية بين البلدين، ويُشجع على ربط شبكة السّكك الحديدية الرئيسة في “إيران”؛ بـ”سوريا والأردن”، من خلال “العراق”.
ونقل التقرير الإيراني؛ عن نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون الاقتصادية؛ “مهدي سفاري”، قوله أن الخط سيكون بطول: 32 كيلومترًا من “شلامجة” إلى “البصرة”، وأن: “العراق خصص ميزانية تُقارب: 230 مليون دولار لخط سّكة الحديد، وهذا يحدث لأول مرة”.
اللمسّات النهائية..
وأشار التقرير إلى أن “سفاري” كان يتحدث بعد الزيارة التي قام بها وزير النقل العراقي؛ “رزاق محيبس السعداوي”، إلى “طهران”، حيث جرى وضع اللمسّات النهائية على الاتفاقيات والمشاريع الثنائية، بما في ذلك السّكك الحديدية العابرة للحدود.
ولفت إلى أن الوزير العراقي التقى نظيره الإيراني؛ “مهرداد بازرباش”، الذي قال أن المرحلة الأولى من العمل في المشروع ستشمل إزالة الألغام من المنطقة الحدودية التي ظل الوصول إليها منذ نهاية الحرب “العراقية-الإيرانية”؛ في العام 1988، متّعذرًا.
وذكر التقرير أن هذا العمل سيليه بناء جسّر متحرك بطول: 880 مترًا عبر “شط العرب” في “العراق”، من جانب مقاولين إيرانيين، وسيترافق مع وضع المسّارات الحديدية للقطار في الوقت نفسه، مع القيام بأعمال البُنيّة التحتية الاخرى التي ستقوم بها شركة السّكك الحديد العراقية، مذكّرًا بأن المتحدث باسم “وزارة الخارجية” الإيرانية؛ “ناصر كناني”، كان أعلن موافقة “إيران” على بناء الجسّر على “شط العرب” لربطها بـ”العراق”.
السّقف الزمني للمشروع..
وبحسّب التقرير؛ فإن التوقعات تُشير إلى أن استكمال خط السّكك الحديد، سيتطلب: 18 شهرًا، وهو سيُشجع حركة الركاب والبضائع بين البلدين، بما في ذلك السياحة الدينية، كما أن ربط “شلامجة” و”البصرة” سيؤدي إلى إكمال الحلقة المفقودة في المنطقة، أي الربط بين شبكة السّكك الحديدية الرئيسة في “إيران” مع: “سوريا والأردن” عّبر “العراق”.
وكان ربط “البصرة” و”الشلامجة”؛ قد كشفت تفاصيله في العام 2018، إلا أن الطرف العراقي لم يتمكن من بناء خط السّكة الحديدية؛ لذلك حتى الآن بسبب مشاكل اقتصادية ونقص في أموال، بحسّب ما أشارت إليه تقارير.
إلا أن وزير الطرق الإيراني السابق؛ “قاسم رستمي”، قال بعد زيارة إلى “العراق”؛ في أواخر العام 2021: “أجرينا منذ نحو 20 عامًا، العديد من المفاوضات مع العراق لتنفيذ خط سّكة حديد (الشلامجة-البصرة)، وكان هناك العديد من الاتفاقيات في فترات عدة، ولم تصل إلى النتيجة المرجوة”.
ربط الشرق بالغرب..
لكن التقرير أشار إلى أن الإيرانيين أنهوا من جهتهم، خط سّكة حديد “خرمشهر-شلامجة”؛ الذي يبلغ طوله: 17 كيلومترًا؛ في العام 2011، وذلك لربط خطوط السّكك الحديدية الإيرانية بمدينة “البصرة”.
ولفت التقرير إلى أن المسؤولين الإيرانيين شدّدوا دائمًا على أن استكمال خط السّكة الحديد سيخلق ممر عبور للسّكك الحديدية بين الشرق والغرب إلى شواطيء “البحر الأبيض المتوسط”، ويمر عبر “العراق” إلى “سوريا” وصولاً إلى “ميناء اللاذقية”، وهو ما سيُحقق العديد من الفوائد إلى الدول الثلاث.
وفي ظل حقيقة أن “العراق” هو أحد أكبر الشركاء الاقتصاديين لـ”إيران”، فقد ذكر التقرير أن هذا الارتباط السّككي قد يُتيح لـ”إيران” زيادة تجارتها مع “العراق وسوريا وأوروبا”، في وقتٍ ترتبط “إيران” بالعديد من الدول المجاورة، مثل “روسيا وتركيا وباكستان”.
وبالإضافة إلى ذلك؛ فإن خط سّكة حديد “الشلامجة-البصرة”، بالإضافة إلى ربط “العراق” و”إيران”، فإن “إيران” أيضًا سترتبط بـ”أفغانستان وباكستان والقوقاز وآسيا الوسطى والشرق الأقصى”.
وتابع قائلاً أن “العراق” مستقبلاً سيكون رابطًا على طريق عبور البضائع بين الجنوب والدول العربية في منطقة الخليج مع “آسيا الوسطى وروسيا”.