يخضع العالم باستمرار للتغيير ، سواء هيكليًا أو تقنيًا , وفي السنوات الأخيرة اصبح التحول الرقمي من اهم التحديات التي تواجه الشركات والموظفين على السواء . ويتوجب على كل العاملين استيعابها وادارتها بنجاح .
إن معرفة كيفية استخدام الأدوات الجديدة ومواكبة أحدث التقنيات لتلبية متطلبات الوظيفة تتطلب الحصول على تدريب احترافي ، وهذا يحقق مكسبًا ملموسًا في الإنتاجية وزيادة الاجر . وبالتالي فهي وسيلة لصمود الشركات امام المنافسة الشديدة والتفوق في سوق العمل .
مهما كانت المهنة التي تختارها ، فلابد من التدريب للنجاح فيها ، وهذا ينطبق على جميع التخصصات ، من الهندسة إلى الطب والمحاسبة والصناعة الرقمية والفنون الابداعية وغيرها، ذلك ان التدريب يعمل على تقوية قاعدة معارفنا ، ويعلمنا المهارات اللازمة للمضي قدما في تخصصاتنا .
وهكذا أصبح التدريب المستمر ضرورة للتقدم ومواكبة العصر المتغير باستمرار لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية ، ومنها المناخية والتكنولوجية والمهنية والفنية وغيرها .
وتشير التقارير العلمية الى ان 85٪ من وظائف عام 2030 ستكون جديدة ، اي غير موجودة في عالم اليوم .
مما يتطلب ايلاء الأهمية اللازمة لعمليات التدريب وتخصيص الموارد الكافية لها .
أنواع التدريب
هناك نوعان من التدريب :
التدريب المهني الأولي
والتدريب المهني المستمر.
التدريب المهني الأولي
مثل التلمذة الصناعية والتعليم الابتدائي اوالعالي ، وهذا يتعلق بالمتدربين الشباب وطلاب المدارس العادية او المهنية .
التدريب المهني المستمر
ويتعلق بالعمال والموظفين العاملين في الشركات والدوائر لاكتساب مهارات جديدة خلال حياتهم العملية من أجل الترقية ، او تغيير الوظائف لتحسينها .
وهناك عدة أشكال لهذا النوع من التدريب سواء داخل الشركة ،او تلك الموجودة في معاهد التدريب المختلفة .
طرق التدريب
يستند التدريب على عدة طرق ، مثل التدريب أثناء العمل
لتزويد الموظفين بالمعرفة والمهارات خلال عملهم اليومي ليكونوا بارعين .
وكذلك المحاكاة في التدريب اي استخدام مشبهات ويطلق عليه
simulation
ويـنصح به في بعض المجالات الخطيرة ، التي يصعب التدرب فيها على الاجهزة الحقيقية في موقع العمل مثل قيادة الطائرات او اجهزة ذات مخاطر معينة ، او تشغيل المكائن باهضة الثمن .
وإضافة إلى ذلك فهناك التدريب عن بعد . وقد مورس هذا النوع من التدريب على نطاق واسع بعد اجتياح الكورونا لمختلف إصقاع العالم .
يعتقد كثير من المتدربين ان الالتحاق بمراكز تدريب خارج الشركة أمرًا شاقًا . ويمكن لهؤلاء الأشخاص التدرب عن بعد ، بفضل التقدم التكنولوجي ، حيث توجد منصات على الإنترنت تمكن المتدربين من تقوية مهاراتهم في المجال الذي يختارونه ، وهناك حقائب تدريبية الكترونية في مختلف الاختصاصات ، تعتمد على اسلوب تفريد التدريب .
التدريب المختلط
وهو نوع من التدريب يمزج بين التدريب التقليدي والتعلم عن بعد . وقد حقق هذا النمط من التدريب نجاحًا متزايدًا لكونه يجمع مزايا كلتا الطريقتين ليوفر تدريبا مرنًا وعالي الجودة .
في الختام ، يعد التدريب المهني حقًا لكل من العاملين وأصحاب العمل او الشركات .
فبالنسبة للعاملين يتيح لهم اكتساب المهارات والمعارف اللازمة للتطوير وزيادة الاجر ، ويعمل على بناء الثقة في النفس والتحفيز .
وبالنسبة لاصحاب العمل والشركات يتيح لهم تطوير العمل والحصول على فوائد وارباح متزايدة نتيجة جودة الانتاج .
وبالتالي فهو استثمار حكيم يمكن أن يؤتي ثماره على المدى القصير والطويل لكلا طرفي الانتاج .