24 نوفمبر، 2024 2:42 ص
Search
Close this search box.

المبادرة العراقية لزرع الأشجار .. “الأرض”: رئة العراق التي تنقذه من أخطار التصحر والتغير المناخي !

المبادرة العراقية لزرع الأشجار .. “الأرض”: رئة العراق التي تنقذه من أخطار التصحر والتغير المناخي !

وكالات – كتابات :

كشف تقرير لمنظمة (الأرض) الدولية غير حكومية، أن الطريق لا زال طويلاً أمام “العراق” لزراعة الملايين من أشجار النخيل لمواجهة التصّحر والتغييّر المناخي، وفيما أشادت بمبادرة “العراق” الزراعية؛ وقارنت بينها وبين مشاريع تشّجير أخرى حول العالم، أكدت أن المشروع سيواجه: “انتكاسات”، خصوصًا مع ارتفاع الحرارة بنحو: 05 درجات مستقبلاً.

وقالت المنظمة البيئية؛ التي تتخذ من “هونغ كونغ” مقرًا لها، في تقريرٍ لها، إن: “التغيير المناخي في العراق تسّبب بمشاكل بيئية واجتماعية واقتصادية ضخمة، فيما يُكافح البلد في التعامل مع الفيضانات والجفاف والعواصف الترابية التي دمرت البنية التحتية وأجبرت آلاف الأشخاص على النزوح”.

مبادرة زرع 5 ملايين نخلة وشجرة..

وأشار التقرير إلى أن: “مبادرة زرع الأشجار؛ التي تتضمن: 05 ملايين نخلة وشجرة، أثارت اهتمام وسائل الإعلام؛ حيث تتكتل جهود الحكومة والمجتمعات المحلية من أجل طرح استراتيجية جديدة لإنقاذ البلاد ومواردها”.

وحذر التقرير البيئي من أن: “15% من إجمالي مسّاحة العراق جرى تصّنيفها على أنها في حالة تصّحر، وهو مُعّرض لتأثيرات التغيّير المناخي بسبب احتياطياته النفطية الهائلة؛ حيث يتمتع بخامس أكبر احتياطي في العالم بأكثر من: 140 مليار برميل”، مشيرًا إلى أن: “البنك الدولي؛ يقول أن العراق يواجه تحديًا يتمثل في الابتعاد عن الاعتماد الكلي على النفط، إذا كان يُريد تحقيق مستقبل أكثر اسّتدامة”.

مشاكل العراق البيئية..

وتابع التقرير أن: “العراق؛ يُعاني منذ سنوات إلى موجات الحر الصيفية والجفاف المتكرر والتصّحر، الذي تتسّببت بها العواصف الرملية، والتي تتزايد في مدتها وحدتها بسبب الاحتباس الحراري”.

كما لفت التقرير إلى أنه: “وفقًا للأرقام الحكومية، فإن أكثر من: 07 ملايين شخص تأثروا بالتغير المناخي، وأدت الأحوال المناخية الحادة والكوارث الطبيعية إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص الذين يعتمدون على الزراعة والصيد من أجل لقمة العيش، بينما يستمر انخفاض احتياطيات المياه السّطحية وتكرار الجفاف وزيادة ملوحة المياه في المسّاهمة في انتشار التصحر، في حين أن التغيير المناخي يُهدد مستقبل نهري دجلة والفرات اللذين يوفران الكثير من امدادات المياه التي تُحافظ على الحياة في العراق”.

التغير المناخي يستنزف العراق..

ولفت التقرير أيضًا إلى أن: “تأثيرات الاحتباس الحراري تمسّ أيضًا الموارد المالية والمادية للعراق، ففي العام الماضي؛ اجتاحت عواصف ترابية بغداد، مما أجبر المدارس والمطارات على الإغلاق، وهو ما يؤثر على الاقتصاد المحلي، في حين أثارت العواصف الرملية مخاوف كبيرة على الصحة العامة، حيث صدرت تعليمات للسكان المحليين بالتزام منازلهم وتوفير الأدوية لمن يُعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي”.

وفي إشارة إلى مبادرة زرع الأشجار، ذكر التقرير بأن: “الأشجار تُسّاعد في مكافحة التصحر وتحد من تآكل التربة وتحافظ على موارد المياه، وهي مسألة مهمة بشكلٍ خاص فيما يتعلق بالدول التي تواجه حالات الجفاف المتكررة وشُح المياه مثل العراق”، موضحًا أن: “زراعة الأشجار تُعتبر طريقة مذهلة لمواجهة التصحر؛ لأن الأشجار تلعب دورًا مهمًا في منع تآكل التربة وتحسّين خصوبة الأرض”.

وبالإضافة إلى ذلك، قال التقرير إن: “الأشجار بإمكانها المسّاعدة في التخفيف من آثار التغيير المناخي من خلال امتصاص ثاني أكسّيد الكربون من الغلاف الجوي، بالتالي تُسّاهم الأشجار في تبريد المدن وتوفير مصّدات الرياح خلال العواصف الرملية”.

أهمية مبادرة زرع الأشجار..

وأوضح التقرير أن: “إطلاق الحملة الوطنية لزراعة: 05 ملايين شجرة؛ في آذار/مارس 2023، وهي مبادرة يدعمها رئيس الوزراء؛ محمد شيّاع السوداني، تستهدف التعامل مع مختلف القضايا البيئية والاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن التغيّير المناخي، بالإضافة إلى خلق وظائف خضراء وتوفير التدريب والتعليم للمجتمعات المحلية حول الممارسات الزراعية المسّتدامة”.

وأشار التقرير إلى: “أهمية أن المشروع حظي بتأييد العديد من المنظمات المحلية والدولية، بما في ذلك برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة (الفاو)”.

وبحسّب التقرير؛ فإن: “المشروع يتضمن زراعة الشتلات وإنشاء مشاتل وتقديم التدريب والتعليم للمجتمعات المحلية، كما تستهدف خلق وظائف خضراء وتعزيز الممارسات الزراعية المسّتدامة”، مشيرًا إلى أن الحملة تتم في عدة محافظات عراقية؛ منها: “بغداد والبصرة وديالى”، حيث سيتم زراعة الأشجار من قبل المزارعين المحليين والمواطنين بدعم من الخبراء والموارد التي تقدمها الحكومة والمنظمات الشريكة.

وقدم التقرير أمثلة على مشاريع تشّجير أخرى في العالم، من بينها: “مشروع سور الصين الأخضر العظيم”، الذي يستهدف إلى معالجة التصّحر الناجم عن عوامل التعرية بفعل الرياح، وخسارة المياه والتربة، والتملح، الناجم عن سوء إدارة المياه.

وأوضح التقرير إنه: “مع حلول الوقت الذي من المقرر؛ أن يكتمل فيه المشروع الصيني في العام 2050، سيكون قد تم زراعة نحو: 88 مليون فدان من الغابات”.

وبالإضافة إلى ذلك؛ هناك مبادرة تشّجير في “إفريقيا” باسم: “مبادرة الجدار الأخضر العظيم”؛ المُمّول من “الاتحاد الاوروبي والبنك الدولي والأمم المتحدة”، والذي يستهدف غرسّ نطاق عريض من الأشجار يغطي: 08 آلاف كيلومتر من الأرض عبر كامل عرض القارة، من “السنغال”؛ في غرب إفريقيا إلى “جمهورية جيبوتي” في شرق القارة.

وختم التقرير بالقول إنه: “على الرغم من أن المبادرة العراقية قد استقطبت اهتمامًا إعلاميًا واسعًا في كافة أنحاء العراق ودعمًا من المنظمات الدولية، إلا أن الطريق أمامنا طويل وستكون هناك العديد من الانتكاسات”.

وتابع التقرير أنه: “بالاستناد إلى سيناريو التغييّر المناخي، فإنه من المُرجّح أن تتزايد درجات الحرارة في العراق بما يصل إلى: 4.8 درجة مئوية بحلول العام 2080؛ مقارنة بمستويات ما قبل الحقبة الصناعية، ولهذا، يعتبر التقرير أنه يجب أن تكون لدى الأشجار المختارة للزراعة القدرة على البقاء في ظل هذا المستوى من درجات الحرارة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة