17 نوفمبر، 2024 11:46 م
Search
Close this search box.

محمد عباس يمتحن المالكي !

محمد عباس يمتحن المالكي !

هل تذكرون محمد عباس ..المدرب الرياضي الذي عاد من الغربة ليخدم بلده فداسته اقدام قوات سوات وسلبت منه عمره واحلامه وتاريخه ..من المؤكد انه سقط من ذاكرة  قراء الصحف ومتابعي القنوات الفضائية والفيس بوك لكثرة مايعترض طريقهم يوميا من قضايا واخبار وشخصيات ، اما نحن اقارب واصدقاء ومعارف محمد عباس فلا يمكننا تجاهل ملامحه حين يطل علينا من صفحات احبته وهو يصرخ بصمت ” بأي ذنب قتلوني ؟!”..
الحكم في قضية محمد عباس التي تولتها محكمة جنايات كربلاء لم يعد له اعتباره او يمحو بقع دمه الملتصقة بأرض ملعب كربلاء الرياضي فقد حكم على اثنين من قتلته بالسجن المؤبد وتم تبرئة عدد منهم واحالة الآخرين على المادة (331) التي تتضمن الاهمال في اداء الواجب في حين ان اوامر القبض صدرت وفق المادة 406 /31 وهي القتل العمد ..من يومها ، حاصر القلق اهل محمد وأحبته فالقضية خضعت لتاجيلات عديدة وتسربت اخبار اكيدة الى اهله تقول بأن احد المحكومين بالسجن وهو ضابط برتبة ملازم اول من اقارب المالكي فوالدته هي ابنة عم المالكي وهو موجود في بيته مايعد خرقا للقانون واهانة لدم الشهيد المغدور ..
في يوم الثلاثاء الفائت ، اصدرت محكمة التمييز الاتحادية قرارا جريئا وشجاعا قلب موازين قضية محمد عباس واسترد له كرامته حين نقضت المحكمة احكام السجن المؤبد والبراءة وحكمت بتشديد حكم المحكومين بالسجن المؤبد ومعاقبتهم بايقاع اقصى العقوبة بهم وهي الاعدام واعادة المبرئين من القضية والحكم عليهم بالسجن والاعدام لثلاثة منهم ..
الحقيقة اذن كالنور لايمكن اخفاؤها ، والحق ينام احيانا لكنه لايموت وفي قضية محمد عباس نام الحق طويلا حين حاول البعض تسويف حق المتهم واطالة أمد القضية وتبرئة اشخاص تلوثت ايديهم بقتل الشهيد عمدا ، لكنه عاد ليستيقظ ويحيا من جديد على يد محكمة التمييز التي نظرت الى القضية نظرة قانونية صرفة لاتخضع للعاطفة او ل( الواسطة ) فالقانون كما يقول ارسطو منطق خال من العاطفة ولاضير ان يخالف ذلك رغبة المسؤولين واولهم المالكي الذي يجب ان يتقبل خضوع قريبه لحكم القانون ..
المشكلة ان الضابط المقصود واثنين من المفرج عنهم والمحكومين بالاعدام حسب قرار محكمة التمييز لاذوا بالفرار الى جهة مجهولة منذ ان سمعوا بقرار محكمة التمييز ..ولأن العدل اساس الملك والمالكي يتشبث مؤخرا بكل مايديم له لقب ( راعي دولة القانون ) فينبغي عيه اذن ان يطبق القانون ويعمل على تسليم قريبه للعدالة ليثبت للعراقيين ان قائمته تسعى بالفعل لارساء اسس دولة القانون ..
انه امتحان عسير دون شك للمالكي وربما اكثر صعوبة من تورطه في حرب خاسرة حصدت الاخضر واليابس معا لكنه وسيلة ناجعة لكسب ثقة شعبه وورقة انتخابية يمكن له اللعب بها لتغطية اخطائه وعثراته التي لاتعد ولاتحصى فهل يطبق راعي القانون القرار القانوني المنطقي ام سيمارس المراوغة والبطش بمن وضعه في هذه الزاوية المحرجة ليخرج منها سالما ؟…حتى لو فعل ذلك فليتذكر دائما ان هناك نزاهة قضاء وعدالة اثبتت تفوقها عليه وان الفخر ليس في قهرالاقوياء بل في نصرة الضعفاء ..
نم يااخي محمد نومة هادئة ولتسكن روحك الهائمة لأن هناك من انصفك وانتظر معنا ماسيصدر عن المالكي وكيف سيجتاز امتحانك العسير ؟…

أحدث المقالات