خاص : كتبت – نشوى الحفني :
في محاولة لاحتواء الأزمة المتصاعدة، تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي عن إقالة وزير دفاعه؛ “يوآف غالانت”، الإثنين، فيما حّمل الحكومة السابقة؛ بقيادة “يائير لابيد”، بتعريض “إسرائيل” لخطر الهجمات.
وفي كلمة متلفزة، قال “نتانياهو”، الإثنين؛ إنه قرر إبقاء وزير الدفاع؛ “يوآف غالانت”، في منصبه بسبب الأزمة الأمنية المتصاعدة، ليعدل عن قراره السابق بإقالة الوزير.
وأضاف أنهما سويا خلافهما بشأن دعوة “غلانت” العلنية؛ الشهر الماضي، لوقف خطة التعديلات القضائية التي طرحتها الحكومة وأثارت انقسامًا واسّعًا، والتي قال “غالانت” إنها أصبحت تهديدًا لأمن “إسرائيل”.
وفي خطاب متلفز؛ قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن حكومة “يائير لابيد” جعلت “إسرائيل” عُرضة للهجمات، لافتًا إلى أن استعادة قدرة الردع الإسرائيلية تحتاج إلى وقتًا أطول: “ولكن سنفعل ذلك”، مؤكدًا بالقول: “سنتصدى لكل العمليات التي تستهدف أمن إسرائيل”.
وأضاف أنه: “إذا سمح نظام الأسد بإطلاق الصواريخ على إسرائيل من سوريا، سيدفع الثمن غاليًا”. ولن نسمح لـ (حماس) بإقامة بُنيّة تحتية إرهابية في جنوب “لبنان”.
خطاب هزيل لشخص غير مؤهل..
من جهته؛ رد زعيم المعارضة؛ “يائير لابيد”، على خطاب “نتانياهو”؛ قائلاً إن رئيس الوزراء يفّقد السّيطرة أمام الأمة. بدلاً من عقد المؤتمرات الصحافية وإلقاء اللوم على الآخرين في المشاكل التي سّببتها الحكومة المتطرفة والفاشلة في تاريخ البلاد، فقد حان الوقت له ولوزرائه أن يتوقفوا عن التذمر وتحمل المسؤولية.
كما وصف “نفتالي بينيت”؛ رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، خطاب “نتانياهو” بأنه: “خطاب هزيل”.
وقال “أفيغدور ليبرمان”؛ إن بيان “نتانياهو” الليلة يُثبّت أنه شخص غير مؤهل لشغل منصبه.
الشارع يتحرك..
وذكرت القناة (12) الإسرائيلية أن بعد كلمة رئيس الوزراء؛ “بنيامين نتانياهو”، يجري تنظيم نزول عفوي إلى “شارع كابلان”؛ بـ”تل أبيب”، الساعة العاشرة مساءً من قبل المعارضة.
محاولة لإقناع الإسرائيليين..
ويرى مراسل تليفزيون (العربي)؛ أن: “نتانياهو؛ يُمهّد لما هو مقبل من عمليات إسرائيلية”، لافتًا إلى أن: “رئيس الحكومة الإسرائيلية تحدث عن عملية سّرية جرت داخل الأراضي اللبنانية؛ ردًا على تفجير مفترق مجدّو”.
ويُشير المراسل إلى أن: “نتانياهو؛ يُحاول من هذا الخطاب إقناع الإسرائيليين بأنه قادر على التوجه إلى العمليات العسكرية، وأنه قادر على إعادة الهدوء إلى تل أبيب”.
ويوضح المراسل أن: “الخطاب نفسه يوضح الضعف الذي يعيشه نتانياهو اليوم، وتحديدًا بعد قراره التراجع عن عملية إقالة؛ غالانت”.
فشل حكومة “نتانياهو” في الملف الأمني..
وكان مطلب تحقيق الأمن؛ العلامة الأبرز في الخطابات الانتخابية التي أطلقها رموز حكومة “نتانياهو”، مثل وزير الأمن القومي؛ “إيتمار بن غفير”، ووزير المالية والوزير في وزارة الدفاع؛ “بتسلئيل سموتيرتش”.
وقال موقع (والا) الإسرائيلي؛ إن: “التصعيد متعدد المراحل يُشير إلى الفشل الكامل للحكومة اليمينية في مهمتها الأساسية، الأمن، ويتنصل بن غفير وسموتريتش من المسؤولية، وبمرور الوقت سيجدان صعوبة في التصالح مع السياسة المدروسة، والثمن الذي سيدفعه نتانياهو مقابل الشراكة معهم سوف يزداد”.
وأضاف: “الفشل الأمني جاء خلال فترة تميزت بأزمة داخلية وسياسية واجتماعية واقتصادية غير مسّبوقة، لكن التصعيد الأمني الواسع خلال عيد الفصح يُشير إلى فشل الحكومة في مهمتها الأساسية، والأهم على الإطلاق وهي الأمن، وقد يقرب من انهيارها”.
وتابع الموقع: “أطلق نتانياهو وشركاؤه وعودًا صارخة ضد الحكومة السابقة، وبعد ثلاثة أشهر من عودة نتانياهو إلى مكتب رئيس الوزراء، تدهور الوضع الأمني وأصبح أكثر تعقيدًا وخطورة مع تراكم التهديدات المتراكمة على العديد من الجبهات”.
وأوضح أن: “شركاء نتانياهو المتطرفين لهم دور كبير في التدهور الأمني الحاصل، لكن بدلاً من تحمل المسؤولية يلقونها جانبًا”.
وقال: “من المتوقع أن يؤدي التدهور الأمني والأزمات الداخلية الإسرائيلية إلى تسّريع وتيرة انهيار الحكومة وتقويض أساس الثقة والشرعية للحكومة الإسرائيلية”.
انهيار شعبية “نتانياهو”..
وأظهر استطلاع للرأي أجرته القناة الـ (13) الإسرائيلية، انهيار شعبية “نتانياهو” وحزبه (الليكود)؛ الذي يقود الحكومة، في مؤشر على فقدان ثقة الجمهور الإسرائيلي بالائتلاف الحكومي الذي يقوده “نتانياهو”.
وبحسّب الاستطلاع الذي أجرته القناة العبرية، فإنه إذا أجريت الانتخابات اليوم، فإن حزب (الليكود) سيحصل على: 20 مقعدًا فقط مقارنة: بـ 32 مقعدًا حصل عليها في الانتخابات الماضية.
وأشارت إلى كتلة الأحزاب اليمينية المكونة للحكومة الحالية ستخّسر بأكملها: 18 مقعدًا، وستحصد: 46 مقعدًا من أصل: 61 تلزمها للبقاء في الحكومة.
وقالت القناة العبرية إن: “المسّتفيد الأكبر هو: بيني غانتس، الذي يُضاعف حزبه معسكر الدولة قوته بأكثر من الضعف وحصل – وفق الاستطلاع – على: 29 مقعدًا، ليُصبح أكبر حزب”.
كما أن حزب “يائير لابيد”؛ سيُصبح ثاني أكبر الأحزاب في (الكنيست) وفقًا للاستطلاع، بحصوله على: 21 مقعدًا، في حين فقدت الصهيونية الدينية و(عوتسما يهوديت) ثلاثة مقاعد وحصلت على: 11 فقط بدلاً من 14 مقعدًا.
وبحسّب القناة؛ فإن: 25% فقط من المستطلعة آراؤهم يؤيدون استمرار ولاية الحكومة الحالية، و33% يؤيدون حكومة وحدة؛ و33% يؤيدون الذهاب إلى الانتخابات المبكرة.
كما أن: 20% فقط من المستطلعة آراؤهم اعتبروا أداء حكومة “نتانياهو” جيدًا، مقابل: 71% أجابوا بأن أداؤه ليس جيدًا، وقال فقط: 27% إنهم يثقون بالحكومة في كيفية التعامل مع موجة التصعيد الحالية.
تشكيل “غانتس” لحكومة برئاسته..
وحسب الاستطلاع الذي نشرته القناة (12) للتلفزيون الإسرائيلي، فإنه في حال إجراء انتخابات قريبة، سيخسّر (الليكود) نحو نصف قوته ويهبط من: 32 إلى: 20 مقعدًا، ويخسّر كل حلفائه بعض مقاعدهم، بحيث يحصل الائتلاف اليميني الحاكم على: 18 مقعدًا، من: 64 إلى: 46 مقعدًا.
ويرتقع العرب إلى: 15 مقعدًا، حتى لو لم يتحدوا في قائمة واحدة، حيث تحصل (الجبهة العربية للتغيير) برئاسة النائبين؛ “أيمن عودة” و”أحمد الطيبي”، على: 06 مقاعد؛ (يوجد لها: 05 اليوم)، وتحافظ القائمة الموحدة لـ (الحركة الإسلامية)؛ برئاسة النائب “منصور عباس”، على قوتها: 05 مقاعد، ويتجاوز حزب (التجمع الوطني)؛ برئاسة النائب السابق “سامي أبو شحادة”، نسّبة الحسّم ويحصل على: 04 مقاعد.
ويُصبح حزب (المعسكر الرسمي)؛ برئاسة “غانتس”، أكبر الأحزاب الإسرائيلية، ويُضاعف قوته نحو: 03 أضعاف؛ (من: 11 إلى: 29 مقعدًا)، يليه حزب “لابيد”، الذي يهبط من: 24 إلى: 21 مقعدًا.
وفي هذه الحالة؛ يستطيع “غانتس” تشكيل حكومة برئاسته، من: 64 نائبًا ممن كانوا يُشكلون الائتلاف السابق. ويكون هناك: 09 نواب عرب؛ (الجبهة والتغيير والتجمع)، خارج الائتلاف، ولكنهم ضمن الاحتياط لمنع عودة اليمين.
وقد توقع “عومر بارليف”، وزير الأمن الداخلي السابق، أن يكون سقوط حكومة “نتانياهو” أقرب من المتوقع، بنهاية السنة الجارية. وقال إن الاستمرار في المظاهرات ضدها من جهة والأزمة مع “واشنطن” من جهة ثانية، واستمرار “نتانياهو” في الخنوع أمام المتطرفين، سيُعجل حتمًا بالانهيار.