قال الخليفة عمر بن عبد العزيز ان الامام علي عليه السلام ازهد الزاهدين ، فيعقب الدكتور عدنان ابراهيم تعقيبا رائعا على هذه المقولة فيقول ماذا يعني ازهد الزاهدين فالخليفة الاول كان زاهدا وقد نبذ ملذات الدنيا ، الخلقة عمر كان قمة في الزهد في ملبسه وماكله ، فبماذا يمتاز الامام علي عنهم في الزهد ؟ انه اي الامام علي زهد بالخلافة وتركها لهم ان هذا قمة الزهد الذي لا يصل له احد .
يقولون العصمة غير موجودة وان الامام علي ليس بمعصوم ويقول احمد بن حنبل في مسنده فتشوا عن عيوبه او اخطائه فلم يجدوا شيء .
العالم باسره عندما يقرا عن الامام علي عليه السلام ينبهر بمزاياه فالذي يحب العلم ينبهر بعلومه والذي يحب الشجاعة ينبهر بشجاعته والذي يحب الكرم والجود ينبهر بكرمه وجوده والذي يحب البلاغة والفصاحة ينبهر بفصاحته وبلاغته ، وهكذا ، وتخيلوا لو ان حكام المسلمين وشعوبهم التزموا بوصايا امير المؤمنين عليه السلام لاصبحوا هم الدول الدائمة العضوية في الامم المتحدة ولهم الكلمة الفصل فيما يجري في العالم .
هنالك من يكتب عن محنة الامام علي عليه السلام وحقيقة الامر الذي كتب عن هذا الامر هو ايضا جزء من محنته ، فالذي يجعل من سيرة الامام علي عليه السلام علم للفلسفة والاستنتاجات التي تتبع ما يروم هو ان يصل اليه او يثبته فمن هؤلاء كثر واثروا في العقول الضعيفة.
ويقولون كم حاولت الدولة الاموية من اخفاء مزايا علي عليه السلام وقد اخفت اضافة الى ما دست وما بقي من تراثه ابهر العالم .
لا تحاولون التفلسف في يوم مقتله فهو يعلم لان من مثله يكون مستهدف من الاعداء الا يعلم كل رؤوساء العالم بانهم مستهدفون للقتل بدليل قوة الحماية التي تصطحبهم اينما ذهبوا حتى عند منامهم
الامام علي لا يحتاج الى مديح لقد اسسس مدرسة اسلامية بكل فروعها من سياسة وقضاء وعلوم واخلاق لا تشوبها شائبة ، مراحل حياته مليئة بالالام والفواجع ولو قراتم معركة صفين بكل حيثياتها فانها لا تقل ماساة عن معركة الطف لانها كانت تحتاج الى لحظات والعالم يعيش بسلام وحصل ما حصل ، للامام علي عليه السلام مناظرات قيمة وقمة في الحكمة والقوة ، منها هذا الشاهد في قضية فدك سال الامام الخليفة الاول لو قلت لك حديث عن السنة فهل انت مقر به ؟ قال نعم ، قال حديث البينة على من ادعى واليمين على من انكر اليس من السنة ؟ قال نعم انه من السنة ، فقال له فدك بيد فاطمة فانت من ادعيت وعليه انت من تاتي ببينة وليس فاطمة .
انا الذي يجعلني اتوقف عند محطات حياته مع اليهود كل الروايات تذكر تحدث الامام مع يهودي ، سار الامام مع يهودي ، سال يهودي الامام ، ولا يذكر اسم اليهودي لتكون الحجة ابلغ فمسالة جعل الطرف الثاني يهودي فقط هذا يجعل عملية وضع الحديث سهلة ، نعم طبيعة الحديث فيه علمية ولكن يجب ان يكون الطرف الثاني بالاسم وليس بالديانة .
رواية ان الامام علي عليه السلام صادفته ارملة فقيرة تبين ان زوجها استشهد في صفين ولم تاخذ حقوقها من بيت المال اتوقف عندها ، لان شهداء صفين مهما كان عددهم فهم معروفون على اقل تقدير عند دفنهم ، هذا من جانب ومن جانب اخر كان الامام علي ملجا الايتام والفقراء فهل يمكن ان يغفل عنهم وهم في مكان اقامته ؟
الكتابة عن الامام علي عليه السلام بحر بل محيط عميق لا نصل اليه اطلاقا بل اخذنا القليل منه .