23 ديسمبر، 2024 10:21 م

علاوي…… منقذا ؟!

علاوي…… منقذا ؟!

لم أوده يوما…ولم انتخبه ولم اشجع احدا على انتخابه ولا أي من  اعضاء قائمته بسبب موقف مبدئي ناجم عن مجيئه مع المحتل  وليس لأي سبب ا’خر.ومما زاد الطين بله هو ضعفه الواضح واستسلامه امام  السيد نوري المالكي عندما اخذ رئاسة الوزراء  منه عنوة وبالقوة وانخداعه كما خدع ابو موسى الاشعري في حادثة  التحكيم المشهورة في معركة صفين بين جيش الامام علي عليه السلام وجيش معاوية. ولم يحصل السيد علاوي الا على ورقة سميت اتفاقية اربيل ووعود شفهية من الرئيس الامريكي المبتلى اصلا بتركة ثقيلة من سابقه الاكثر رعونة بتاريخ الرئاسة الأمريكية الذي اورثه تبعات حربين وانهيار اقتصادي  اشبه بالكارثي  وليس عنده الترف  الكافي  ليفي بوعده لأياد علاوي لتنفيذ تلك الورقة البائسة اتفاقية اربيل.
مرت الاربعة سنوات وحصيلة النشاط السياسي لأياد علاوي توازي الصفر وها نحن على اعتاب الانتخابات البرلمانيةالجديدة  والعراق منهك و بائس لا لون لنه ولا طعم فيه تمر عليه السنون  وهو ينزلق الى الخلف وهو مهدد بالتقسيم والتفتت والتشظي وشعبه حائر كأنه تائه مسلما امره للأقدار لتفعل فعلتها بدون ان يكون له دور في رسم مصيره وقدره بنفسه.
عند استعراض القوى الفاعلة والناشطة من خلال العملية الانتخابية  لا نجد صعوبة باكتشاف انها  انعكاس لحالة التشرذم والانقسام  القومي والمذهبي والقبلي والعائلي في معظمه. عدا   حركة اياد علاوي وبعض القوى المدنيةواليسارية التي هي ضعيفة التأثير في خضم الاستقطاب الانف الذكر.
ان اياد علاوي ورغم ما تقدم من ضعف يمكن ان يكون  مع  توليفة وزاريه سانده منقذا للسنوات الأربعةالقادمة لوضع لبنات البناء الصحيح واصلاح جزء كبير مما افسده سابقيه  ونقول  اصلاح جزء كبير  لان الخلل الذي احدث جسيم جدا . السؤال المهم لماذا علاوي بالتحديد؟ والجواب لعوامل كثيرة  منها داخليه و منها خارجيه ومنها شخصي, فعلى الصعيد الداخلي يحظى الرجل بعلاقات متميزة مع جميع الاطراف المتناحرة  عدا  جزء كبير من ائتلاف دولة القانون واما على الصعيد الخارجي , يملك الرجل علاقات عامه مع  المحيط العربي والاقليمي والدولي وربما تنقصه العلاقات  عمل مع ايران ولكن علاوي على استعداد للعمل مع ايران والتعاون معها ولكن لا على قاعدة التابع والمتبوع وربما يذهب علاوي الى اعطاء  مكانة الجار والدولة المميزة كحد اعلى لهذا التعاون. أما على  المستوى الشخصي فان أ ياد علاوي  يتمتع بمقبولية شعبيه ويخلو الرجل من العقد كما انحداره من عائلة  ارستقراطية و تبنيه لليبراليةالوطنية يجعله  شخصيه سهله ومحببه وغير متعنته تبحث عن الحلول للازمات وليس الهروب منها الى ازمات جديده.
 السؤال المهم هنا هو كم من الناخبين العراقيين اللذين سيتوجهون لصناديق الاقتراع يهمهم ان يشافى وطنهم و يخرج من هذا الوضع البائس؟ كم منهم  سيخضعون طوعيا” للتوجيه الحزبي والطائفي والقبلي ؟ماهي درجة الاستعداد للتغيير؟
ان المؤشرات المستقاة من الشارع العراقي ليست في صالح الحزب الحاكم الان , الا ان التعبير عن هذا الرفض لم يفصح عن نفسه بالقدر المطلوب لحد الان من خلال الاحتجاجات والمظاهرات في العاصمة والجنوب العراقي وهذا ما شجع السيد نوري المالكي لان يصرح بان خصومه سيهزمون هزيمة نكراء في الانتخابات المقبلة؟!! هذا التصريح ينبغي ان لا يمر مرور الكرام فالرجل يسيطر على جميع الأجهزةالحساسة في الدولة من جيش وشرطة وامن واستخبارات ومخابرات وقضاء والمسائلة والعدالة وحتى مفوضية الانتخابات.أن هذا التصريح من رجل بهذا المستوى هو نية مبيته للتزوير واعلان صريح .. ما انطيهه.