18 ديسمبر، 2024 9:05 م

البيشمركة الفرسان

البيشمركة الفرسان

البيشمركة كلمة كردية ذات معنى حيث المقطع الأول البيش تعني أمام ومركة يعني الموت وتصبح في اللغة العربية أمام الموت. البيشمركة هي قوات حرس الحدود التابعة لكردستان العراق وكردستان العراق منطقة في شمال العراق تسكنها أغلبية من القومية الكردية تضم كلًّا من محافظة دهوك وسليمانية وحلبجة وأربيل (العاصمة) وأجزاء من موصل يسمى بسهل نينوى ذي أغلبية كردية وكركوك التي تعتبر المدينه المقدسة. الأكراد شعب كأي شعوب العالم، يحلمون ببناء دولة، يعيشون تحت ظل من يحكمهم من أبناء قوميتهم، يأخذهم بيده لبناء دولة وحضارة إنسانية تمجد الإنسان وتعترف بحريته. فهم قبل هذا اليوم بنو حضارة وتاريخًا عريقًا، ذلك التاريخ التي أتحدث عنه هو تاريخ أجدادهم الأيوبيين وعلى رأسهم صلاح الدين الأيوبي فاتح بلد المقدس (القدس) فهم من أمد التاريخ كانوا يسعون للحرية والدفاع عن مقدسات المسلمين، الأكراد قدموا للإسلام الغالي والنفيس من أجل رفع راية الحق والدفاع عنه. ومنهم ابن تيمية شيخ الإسلام هو من أب وأم كرديين من منطقة حران وأمثله كثيرة لمن أراد عن يعرف عن الأكراد وتاريخهم.متى ظهرت تسمية البيشمركة؟ يقول الدكتور محمد زايد أستاذ الشؤون الكردية بجامعة الأزهر الشريف إن أحد قوات البيشمرگه القدماء أخبره إنه في عام 1933م، على الأرجح كانت إيران تقوم بحملات عسكرية شديدة ضد الحركة الكردية التحررية، فتدارس زعماء الحركة الأمر، وتوصلوا إلى أنه لا بد من تشكيل جيش وقوات نظامية بهدف تنسيق النضال من أجل التحرر. وتدارس كبراؤهم الاسم الذي يطلق على هذه القوات، فبعضهم قال “الفرسان”، وبعضهم قال “المقاتلون”، وبعضهم قال “الفدائيون”، وبعضهم قال “المناضلون”؛ في أثناء ذلك كان الساعي أو العامل الذي يعد القهوة لهم، ويدعى أحمد دسمال، يستمع لما يقولون، فدخل القاعة حاملا صينية عليها فناجين القهوة لهم وطلب منهم أن يطرح عليهم تسمية لهذه القوات، في سمحوا له، فقال لهم: “بيشمرگه”؛ فنالت إعجابهم وموافقتهم، ومن هنا جاءت التسمية.البيشمركة هي أقدم قوات في العراق حيث يذكر المؤرخون أن تم تشكيلها في سنة ١٨٨٩ حيث كانوا في أول تشكيلهم مجرد قوات قبائل لحماية الحدود في الدولة العثمانية، وعند سقوط الدولة العثمانية أصبحت أكثر تنظيمًا واقوى وأكثر عددًا، شاركت البيشمركة في الكثير من المعارك من أجل راية الحرية وإعلان دولة مستقلة هي دولة كردستان العظمى، نجح في ذلك السعي ملا مصطفى البارزاني الأب الروحي للبيشمركة وقائدهم في جميع المعارك والحروب، نجح مع قاضي محمد في تأسيس أول دولة وهي دولة مهاباد في إيران وكان هو وزير الدفاع آنذاك لكن شاء القدر ألا تدوم الدولة أكثر من سنة حيث عاد بعدها إلى العراق بمدينة السليمانية.ملا مصطفى البارزاني والبيشمركة تاريخ قديم وحب رجل أثار الجدل وشغل المنطقة لنحو ربع قرن، يصفه الكرد بالزعيم الخالد، ويطلق عليه خصومه أوصافًا تبدأ بالدهاء ولا تنتهي بالخيانة، لكن أحدًا لا يستطيع أن ينكر إصراره وقدرته على المناورة السياسية وزعامته للحركة الكردية في العراق طوال عدة عقود بلا منازع، سمي بالملا لمكانة عائلته الدينية التي ورثها عن جده وأبيه، وبدأ في عمر مبكر رحلة العمل المسلح، فقد شارك على رأس قوة من مائتي مقاتل في حركة الشيخ محمود الحفيد عام 1919 بينما كان في السادسة عشرة فقط، وسافر عام 1920 إلى تركيا مبعوثًا من أخيه الأكبر أحمد البارزاني للتنسيق مع الشيخ سعيد بيران الذي قاد بعد ذلك حركة واسعة ضد حكم أتاتورك.وبعد ذلك بنحو عقد كان قد بدأ رحلة طويلة من التحرك المسلح ضد الحكومات العراقية حتى وفاتهِ، شارك مع أخيه في محاربة القوات العراقية مدعومة بقوات بريطانية عام ١٩٣٢، وكذلك شارك في معارك ١٩٤٥ في معارك ضد القوات العراقية مرة أخرى وتوجه بعدها الى مهاباد لتولي حقيبة الدفاع هناك، وشارك كذلك بثورة الاستقلال وتحول العراق من النظام الملكي إلى الجمهوري سنة ١٩٥٨ بعدها استقبلهُ عبد الكريم قاسم بحفاوة ومنحه امتيازات لكن عاد إلى إعلان الثورة من أجل إقامة الدولة الكردية سنة ١٩٦١. توفي في أمريكا متأثرًا بمرض السرطان سنة ،١٩٧٩ مات وانتقال إلى الرفيق الأعلى لكن لم تمت الغاية التي سعى من أجلها وبقيت في نفوس أبناء قومهِ وبقيت في أرواح شجعانهِ البيشمركة.