22 نوفمبر، 2024 7:15 م
Search
Close this search box.

هل تقع حربٌ عالميةٌ نوويةٌ ثالثةٌ..!!!

هل تقع حربٌ عالميةٌ نوويةٌ ثالثةٌ..!!!

سؤال يؤرق العالم، ويثير الكثيرمن التساؤلات والقلق والفزع،هل تحدث حرب نووية ثالثة، تكون ساحتها أوروبا ومنطقة الشرق الآوسط،أم هوتكتيك عسكري وسياسي وإعلامي وخدعة روسية ،وورقة يهدّد بها الرئيس الروسي بوتين خصومه ،لإخافتهم وكسب معركة غزو أوكرانيا الخاسرة، التي تتصّاعد حدّة المعارك في مدنها، مع تصاعد ألسنة التهديدات بالنووي المدّمر، والذي أقسم الرئيس البيلاروسيا الإسكندر لوكاشينكو، بأنها ستحصل حرب نووية عالمية ثالثة،هذا في وقت تستعد روسيا لتحويل القنابل النووية الى الأراضي البلاروسية،لتكون قريبة من أوروبا،والإجابة على هذا السؤال المستفّز والمخيف،لابد من قراءة المشهد السياسي،في عموم العالم، وهو أن امريكا تدير تحالفاً نووياً أوروبياً وعربياً، ضد التحالف الروسي – الصيني- الإيراني – السوري-البيلاروسي،ولكل دولة في هذه التحالفات لها أجندها ومصالحها الإستراتيجية في التحالف،وليس لسواد عيون(بوتين)أو (بايدن)،إذن المصالح الإستراتيجية هي من تتحّكم بنوعية التحالفات وأهدافها،فالصين تقود التحالف مع روسيا ،للضغط على إدارة بايدن في دعمها لتايوان وحربها الاقتصادية معها، فيما إيران تتحالف مع بوتين لضمان تواجد نفوذها في سوريا والعراق ولبنان واليمن،وهكذا تشكلّت هذه التحالفات على المصلحة، وليس على الأهداف العليا ، لفرض الأمن والسلام في العالم، وتجنيبه حروباً نووية لاتُبقي ولاتذر، تُمحى فيها دول بأكملها، ويموت فيها الملايين في أنحاء العالم، وأول مليون قتيل سيكون في روسيا وأوروبا وإيران ،إذن حرب عالميةٌ نوويةٌ سيكون الخاسر الاول،هو مَن يطلق ويفّجّر القنبلة النووية الأولى،وكأنما يفجرها على نفسه، وهذا (إنْ حصل لاسامح الله)، سيكون تحت شعار (عليَّ وعلى أعدائي)،في وقت تعاني روسيا من ويلات خسائرها وورطتها وفشلها في تحقيق (نصروهمي)، ولو جزئي في أوكرانيا ومستنقعها الآسن،فورطة بوتين ، إستفادت منها ايران للخروج من مآزقها التأريخي، الذي وضعته فيه أمريكا وحلفاؤها، وأقصد به الحصارالنفطي والاقتصادية والعسكري الأقسى في التاريخ، بسبب برنامجها النووي ،الذي تهدّد به العالم،وتدخلاتها في المنطقة من خلال أذرعها وفصائلها الولائية،والتي تهدف من خلالهم، الوصول الى تحقيق مشروعها الكوني الديني، وتحقيق الهلال الشيعي، الذي حذّر منه الملك الأردني عبد الله والرئيس المصري حسني مبارك،لهذا كانت فرصة تحالفها مع روسيا ،ذهبية وجاءت في وقتها، خاصة وأنّ روسيا فشل مشروعها في سوريا،كما فشل مشروع حزب الله وإيران هناك، بعد تواجد أمريكا عسكرياً وإقامتها قواعد عسكرية لدعم قوات (قسد) السورية ،بحجة مواجهة تنظيم دااعش الإرهابي وتنظيم النصرة، وهي أكذوبة دحظها الواقع على الأرض،إذ دعم إدارة بايدن للتنظيمات الإرهابية في المنطقة واضحة، ومنها حزب العمال وقوات قسد، وتنظيم داعش والنصرة،لتفرض نفوذها في الشرق الاوسط، وتبقي المنطقة في حالة إحتراب طائفي وقومي دائم، لتضمن تواجد أمريكي دائم،والدليل مايجري في العراق، بعد تراخي نفوذ إيران،وعقد هدنة غير معلنة ،مع فصائلها الولائية،وصولاً الى مشروعها العالمي (التطبيع مع الكيان الصهيوني) واقامة الشرق الاوسط الكبير،كل هذا يجري، على حساب مستقبل المنطقة وإستقرارها وإبعادها عن (الفوضى الخلاقة)،التي تؤججها أمريكا وإداراتها منذ عقود،ومنها غزو العراق وتدميره وحل جيشه الوطني،لهذا نقول أن فرصة الحرب النووية مازالت قائمة وبقوة/ وطبولها تدقّ في بيلاروسيا وموسكو،وهي حالة الهروب الى الأمام من قبل الرئيس بوتين،نعم تصاعد قوة الصراع الأمريكي- الروسي – الإيراني – الصيني،يهدّد بحرب نووية بلا شك،وأشعل هذه النوايا، هو الدعم الامريكي والاوروبي اللامحدود لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، وتزويدها بالمال وبالدبابات والصواريخ والطائرات الحديثة، والتي لاتملكها روسيا، جعل من الحرب الروسية، تتداعى وتتقهقر انتصاراته عن بداية الغزو،وفي الحقيقة يشهد العالم صراع من آخر هو الوصول من خلال التحالفات الانفة الذكر، الى قوة(القطب الأوحد) لقيادة العالم الذي بشّر به عراب السياسة الامريكية لعقود طويلة هنري كيسنجر، التي تسعى له أمريكا، كما تسعى له الصين، ومن هنا يبدأ القلق ، في السعي المحموم ،لإستخدام القوة النووية في أية معركة قادمة ،لايحقق فيها أحد الطرفان مايصبو له، وإزاء كل هذه التداعيات، والتصعيدات تبدو نزعة الحرب النووية، أقرب الى التنفيذ في أية لحظة حماقة، قد يفجرّها بوتين أوخصومه،اليوم الجميع على كفّ عفريت، إسمه حرب نووية عالمية، يتردّد صداها في أروقة القمم والإجتماعات الأممية،ومجلس الأمن الدولي،في ظلّ ضعف قوة قرارات الامم المتحدة ومجلس الأمن، الذي تهيّمن عليه أمريكا وحلفاؤها منذ عقود، والدليل ، ذهاب المجرم بوش الإبن الى غزو العراق وتدميره، وقتل شعبه دون تفويّض من الامم المتحدة ومجلس الأمن،والذي كان بقرار أمريكي للكونغرس ،الجميع الآن يلوّح ويهدّد بورقة الحرب النووية العالمية،إلاّ العقلاء ممن لايرّون في إستخدامها غير حالة جنون وإنهيار ،في منظومة القيم والمباديء الإنسانية، ولامبالاة لمصير شعوب العالم، فهل سنشهد حرباً عالمية نووية ثالثة، كلُّ الإحتمالات واردة الآن، وتتوّقّف على لحظة حماقة قادة وأمراء الحرب…لإنطلاقها وحلول الكارثة النووية المدمّرة للعالم ، ولن ينجو منها أحد، بمن فيهم أمراء الحرب…. 

أحدث المقالات