تعد التربية الرياضية جزء حيوي من التربية العامة وهي ميدان تجريبي هدفه تكوين المواطن الصالح واللائق من الناحبة البدنية والنفسية والاجتماعية , مع إنني لا أريد إن أكثر أو أزيد من الكتابة عن الديمقراطية الرياضية الجديدة في عراقنا اليوم , لكنني اتفق مع الكثيرين أن تعبير الديمقراطية يعني ببساطة حرية التعبير عن الرأي , لكن لمن يوجه الرأي ومن يسمع الرأي وما نتائج التعبير والاستماع والتأمل هل ستكون النتائج مرضية للجميع أم أن كلامنا سيكون هواء في شبك وصيداً في الحجارة . نحن أمام معضلة مفادها أن الاستمرار باللهاث وراء ما طبق وما يطبق في من تجارب سابقة في المشاركات الغير مجدية في كافة البطولات والمشاركات الدولية والعالمية خلال السنوات العشرة ويزيد الماضية , لا بد أن تخضع هذه العملية إلى جراحة روحية ونفسية دقيقة كي تتقبل جماهيرنا الرياضية بلا استئذان بعد النجاحات الرائعة التي تحققت في تضييف دورات الألعاب الاولمبية والبطولات العالمية والقارية لمختلف الألعاب الرياضية والتي حظيت بها عدد كبير من دول العالم ، تبرز أمام الواجهة جهود مخلصة بذلت لإنجاح مثل هكذا حدث والتي تعد أكبر تظاهرة رياضية ووسط متابعتي لمجريات هذه الإحداث التي أبهرت العالم كله والتي تعد أضخم بطولات يشهدها العالم كان يطاردني سؤال بشكل دائم ما الفائدة التي ستعود من تضييف مثل هكذا بطولات , وبين هذا وذاك أعود إلى نفسي وأتساءل ، لم تذكرت عندما شارك وفدنا العراقي في دورة الألعاب الاولمبية في عام 1980 في موسكو , وشارك في هذه البطولة أضخم وفد رياضي مثل بلدنا العزيز في مثل هكذا بطولات حتى تم فسح المجال لعدد كبير من جماهير العراق , الذهاب مع الوفد العراقي المشارك بصفة مشجعين وبدعم من الاولمبية العراقية السابقة السؤال التالي ما قصة غدر الزمان والأيام الخوالي وحكاية شمسنا الرياضية التي غابت في وضح النهار في هذه الأيام بالطبع استطيع أن أسهل المهمة في تفسير العديد من الأسباب التي قد تكون كافية للإجابة . وما أكثرها في وسطنا الرياضي أن هذه البطولة هي صرخة لتعريف العالم بالمستوي الذي وصلت إليه الدول الكبرى في جميع المجالات باستثناء الرياضة أو نزيد القول من حجم التعريف بالدولة وتسهم في دعم القدرة السياحية لهذا البلد أو القول أننا جزء من هذا العالم ويجب علينا الإسهام الفاعل فيه … الخ , ومن هذه الأقاويل الجميلة .التي يتردد صداها بمناسبة أو بدون مناسبة وفي تقديري أن المعيار الحقيقي في تضييف بطولة اولمبية .أو عالمية أو قارية بهذا الحجم لا يخرج عن تحقيق واحد من هذه الأهداف .
أولاً .. أن الفوز في هذه البطولة ليس أمراً سهلا في ظل هذه المنافسة الاولمبية ولكن تضاعف من إضافة فرص جديدة إلي مركز متقدم !
ثانياً .. تحقيق الإفادة منها وليس شرطا أن تكون علي شكل أموال سائلة على الرغم من أن الفوائد تدر الملايين من حقوق النقل الخارجي للمحطات الفضائية والإفادة علي شكل تطوير البني التحتية !
وإضافة منشآت جديدة ومدن رياضية جديدة وملاعب حديثة وقاعات للألعاب رائعة , ولا أخفي أخيراً أن هذه البطولة تقام في تلك الدول تشهد نجاحا إقليمياً وسياحيا وحضاريا وتاريخا , أن الرياضة قد تصلح ما تفسده السياسة أحيانا لكن في عراقنا الجريح أن السياسة قد بدئت بفساد الرياضة , فقد أيقن الرياضيون العراقيون يقيناً أن تداعيات الأعمال والمشاركات غير المجدية لفرقنا الرياضية هي عمليات تغذيها وتملوها الجيوب الفارغة من أجل الراحة والاستجمام , وان جماهيرنا الرياضية تنظر بعين الاستغراب والدهشة من خلال متابعتها لمشاركة فرقنا الرياضية لمختلف الألعاب للأولمبياد لندن الأخير مجرد نزهه من اجل الراحة والاستجمام فقط ، بينما يبقي رياضيونا المنهكون المتعبون يحملون في حقائبهم منشطات ووصايا كاذبة وفارغة من هذه الجهة أو تلك ، تزيد من جراحات العراقيين دعوتنا نحن الرياضيين والإعلاميين والصحفيين إلى وضع النقاط على الحروف . وتأسيس مؤسسة رياضية تمثل الرياضة والشباب واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية وبناء منشآت رياضية وتأسيس معاهد رياضية وإعلامية ودعوة جميع الكفاءات العلمية من أصحاب الشهادات العليا للعمل في هذا المجال وان بلادنا العزيزة الطاهرة التي أنهكتها الفتن والتدخلات الخارجية وتأثيراتها في الداخل بحاجة شديدة وملحة ألى من يداوي جراحها ، ويجمع بين أبنائها ويعزز من أدوارها ونجاحاتها ومشاركاتها في جميع الميادين ، وخاصة في الميدان الرياضي الذي امتلك فيه العراق دورا مشرفا وحقق الكثير من النجاحات الباهرة فيه , ونحن في هذه الظروف نقف إمام ضرورة المشاركة في البطولات المقبلة من البطولات الدولية وان نكون فاعلين فيه وهذا ما يتطلع إليه الرياضيون العراقيون , وما ينبغي ان يتحقق والذي ينبغي أن تحشد كل الجهود لتحقيقه , نحن بأمس الحاجة الصادقة إلى كل قلب وعقل وإرادة لنشر العلم والتعلم والوعي والكلمة الصادقة بين أبناء عراقنا الصابر , وهنا أحب أن أشير إلى مباركة , والدعوة إلى وحدة الصف ووحدة المصير , وأخير أحب إن اهمس في إذن السيد وزير الشباب الرياضة والسيد رئيس اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية والقائمين على قطاع الرياضة والشباب في عراقنا الجريح , إن نبعد كافة الرياضيين العراقيين عن معترك السياسيين في الوقت العصيب , دعوتي إلى كافة الرياضيين في العراق بشكل عام يجب عليكم أن لا تكونوا أصوات انتخابية لم خذلكم , ولتكن رياضتنا العراقية بعيده عن السياسة , ولله – الآمر.