انتهت ازماتنا السياسية ومآزقنا الاجتماعية وكوارثنا الاقتصادية ونظفنا بيتناً العراقي تماماً من الفساد المالي في دولتنا الهشة واستكملنا سيادتنا على يد رومانسكي ، لننشغل بقضية جديدة وغريبة وهي ، صلاة الشيخ خميس الخنجر في جرف الصخر أو النصر لافرق ، متى يصليها قبل العيد أو بعده في الاضحى أو الفطر وكيف يصليها وهل للصلاة ابعاداً سياسية أو انتخابية وهل ستودي هذه الصلاة المثيرة للجدل الى عودة النازحين من اهالي المنطقة ؟
بغض النظر عن كل هذه التساؤلات واختلاف الاجابات عليها بين الفرقاء والحلفاء معاً ، فانه من الغريب حقا ان يمنح فصيلا من الفصائل المسلحة المرتبطة بشكل من الاشكال بالاطار التنسيقي المتحالف مع السيادة بزعامة الخنجر ،مواطناً عراقياً ، بغض النظر عن موقعه السياسي او الاجتماعي ، يمنح نفسه حق منع الخنجر وغيره من العراقيين من الصلاة في منطقة جرف الصخر او النصر بأي داع من الدواعي ومبرر من المبررات !
في عز زمن المظلومية الشيعية بسنوات الدكتاتورية الصدامية كان الشهيد الصدر يقيم صلاة الجمعة في المسجد مرتدياً الكفن دون ان يستطيع الطاغية صدام حسين بكل جبروته من منعها ، واقصى ماعمله عمليات تضييق على جماهيرية الصلاة واعداد المشاركين الذين لم تسعهم بيوت الله ، والفترة الوحيدة التي منع فيها صدام صلاة الجمعة كانت عام 1999 وفي مسجد الكوفة تحديداً في مواجهة التجمّعات الّتي بدأت تحضرها أعداد كبيرة من المسلمين ( غالبيتهم من الشيعة )، بزعامة الشهيد محمد صادق الصدر، الّذي اغتاله النظام بعد انتهائه من أداء الصلاة في المسجد عام 1999 قبل اغلاقه.
ودينياً على معلوماتي المتواضعة فان منع أي مسلم من الصلاة في المكان الذي يختاره محرم بالنص لقوله ” ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه” و”أن المساجد لله” فليس للدول عليها ولاية منع وإغلاق ، وطبعا كان الخنجر سيصلي في المسجد الذي اوصى باعماره بعد الخراب الذي اصابه بسبب داعش الارهابي وعمليات التحرير ، وحسب علمي فان قوى مسلحة منعت اتمام اعمار المسجد !!
ان مطلب الصلاة في جرف الصخر رسالة سلام وتطمين ومحبة وتحقيقا للعدالة في عودة النازحين الى ديارهم بعد تطمينات شعبية وعشائرية وسياسية وتعهدات امنية ، وتأتي في سياق مجموعة مطالب وحقوق تم التوقيع عليها من قبل تحالف السيادة والاطار التنسيقي بوثيقة كتب فيها تحديداً منطقة جرف الصخر في سياق الاتفاق على غلق ملف النازحين نهائياً وتطبيق برنامج حكومة السوداني الائتلافية بهذا الخصوص ترابطاً مع اقرار وتعديل قانون العفو العام الخاص برفع المظلومية عن كل مظلوم داخل السجون، بغض النظر عن هويته الفرعية سنيا كان ام شيعيا عربيا كان ام كرديا مسيحيا كان ام مسلماً، بسبب فترة الفوضى وانعدام معايير تحقيق العدالة .
ان الحملة ضد الخنجر لأنه وعد النازحين بالصلاة في جرف الصخر ابعادها سياسية واضحة بارتباطها بخطاب تهديد وابتزاز وتحد ، وهي حملة على الاطار التنسيقي التصدي لها من خلال الالتزام بالوعود التي وقع عليها بوثيقة مكتوبة وهي التي اطلقت صفارة انطلاق قطار حكومة السوداني ، ومن شأن تنفيذ وعود الالتزام ان ترسخ الاستقرار في البلاد والانطلاق لحلحلة الازمات على مستوى العراق والتفرغ نهائيا لمشاريع الاعمار والبناء خدمة للمواطنين تحت شعار ” حكومة الخدمات” بمسؤولية تحالف ادارة الدولة مجتمعاً .