18 ديسمبر، 2024 6:59 م

العراق … نعي وطن طال احتضاره !

العراق … نعي وطن طال احتضاره !

قد تنعى عزيز لك والد او والدة او اخ او صديق رحل الى الدار الاخرة امر طبيعي فكلنا بشر وجميعنا راحلون وهذا قانون الحياة لكن ان تنعى وطن وحضارة وتاريخ وبلد كالعراق فتلك مصيبة وهذا امر مؤلم يستحق الحزن والبكاء حقا. رحل العراق ومعه رحلت ذكرياتنا واحلامنا والامنا ولم يعد سوى ذكرى جميلة في نظر البعض واليمة ربما لدى البعض الاخر.

لم يعد العراق عراقا ولا العراقيين عراقيون فالوطن تمزق روحيا وتشرذم الى مكونات تجادل وتناكف وتخاصم وتقاتل احداهما الاخرى بحثا عن مكسب هنا او ربح هناك وما عادت صفة الوطن غالبة ولها القدسية وما عاد الوطن امر يهم ابناءه فالكل يحمل مديته ويمزق في جسد العراق ويوغل في دمه من غير رحمة او شفقة على هذا البلد. كلنا مذنبون او مشتركون في قتل العراق وتدميره بتصريح او تعبير او سرقة او خصام او جدال وحتى بالانزواء والابتعاد الذي فضله البعض ياسا من نهوض العراق فتلك طعنة من الطعنات الكثيرة التي اشبعت جسد العراق. وطن ارهقته الخلافات والمشاكل والصراعات من اجل طموح افراد ينقصهم الشعور يالمسؤولية ما كان لهم اي وزن لولا الوطن الذي اشبعوه طعنا. 

تبنى الاوطان بعزيمة ابناءها وشعورهم بالمسؤولية تجاهها ابناء يجمعهم حب الوطن والارض التي ولدوا عليها وتربوا في كنفها يجمعهم الحب والتضامن والتعاون وروح الحفاظ على عنوانهم الاكبر وهو الوطن الذي يمثلهم امام الاخرين وبه تشمخ رؤوسهم فخرا وعزا قد يختلفون ويتجادلون ولكن تحت مسمى الوطن ومن اجله لا من اجل طائفة او عرق او مذهب او مصلحة شخصية او منصب او امتياز.

رحم الله العراق وعظم الله اجورنا في وطن رحل الى ذمة التاريخ.