18 ديسمبر، 2024 1:05 م

هل ستحلق (السايبا) في سماء العراق قريبا؟

هل ستحلق (السايبا) في سماء العراق قريبا؟

على إثر قذيفة مدفع، إنطلقت في ليل أعمى في قرية تابعة لقضاء الكرمة في الفلوجة، أصيب الطفل أمير بجرح خطير في رأسه بعد إن سقط سقف الغرفة فوق سريره، وأجريت له عملية كبرى وتم إنقاذه بإعجوبة. أمير هو إبن لاحدى قريباتي، إبنة كربلاء التي أقترنت بإبن الرمادي لتنجب إبنا عراقيا. ورغم ان الجميع سمع في قنوات الاعلام عن فترة هدنة، الا ان اهل هذه القرية أكدوا على ان القصف وتبادل اطلاق النار بين الدواعش والجيش العراقي ماتوقف ليلا او نهارا. والغريب انه توقف لحظة صرخت ام أمير مستنجدة في الثالثة ليلا وهي تشاهد ابنها يغرق في دماءه. واثناء نقل الطفل الصبي الى المستشفى، قدم افراد الجيش العراقي يد المساعدة لتسهيل وصوله. على إثر هذه الحادثة، إشتد غضب أبناء هذه المنطقة، وقرروا هجرها بعد إن تحملوا الكثير خلال الفترة الماضية، ليس لهذا فقط، بل كي يرفعوا يدهم عن افراد الجيش الذين يتنقلون في تلك المنطقة تحت حماية الأهالي. وأكد الاهالي إن قوات الجيش فقدت عدد من الجنود اثناء محالوتها تطهير المنطقة وان جثثهم تم جمعها في بيت حتى انتشرت رائحة الجثث ولم يستطيع الجيش الوصول اليها حتى الآن بسبب كمائن المسلحين.

بين أمير، ذو الستة عشر عاما، وهؤلاء الجنود الشباب الذين قد لاتعلم حتى الآن عوائلهم باستشهادهم، وان علمت فلا تستطيع حتى استعادة جثامينهم الى ان تنتهي أزمة الرمادي والفلوجة، نتساءل، ماذنب كل هؤلاء من أبناء العراق؟ فكل يوم نسمع عن قرب نهاية أزمة الرمادي في الاعلام، دون أن نلمس ذلك على أرض الواقع. فمن يتابع مجريات الأحداثـ يشعر وكأن الرمادي أصبحت قارة وليس محافظة مهما كبرت مساحتها، حتى يأخذ تطهير كل حي سكني اسابيع، وفي بعض الأحيان تكون عملية التطهير مؤقتة، ليعود بعدها المسلحين، وغالبا يكون ابن الرمادي او الفلوجة هو الضحية التي وقعت بيت كماشتي داعش والجيش، فميله لأي جهة يعني مواجهة عداء الجهة الأخرى له، وبما ان العمل العسكري يدور كأنه كرّ وفر، يبقى المواطن مهددا من المسلحين، كما يكشف ذلك عن خبرات ضعيفة للكثير من الجنود، فيصبح تواجدهم إكمال عدد.

وسط اللغط الذي أثير حول صفقة اسلحة مع إيران، يخرج الينا السيد حسن السنيد باعتراف بعقد تسليح مع ايران بعد ان انكرت ذلك جهات حكومية عديدة ومنها وزير الدفاع؟؟ ويبرر السنيد ذلك بأن الصفقة هي ليست أسلحة ثقيلة وانما طائرات كشف؟؟ ومع حديث السنيد وغيره حوةل عقود تسليح مع اميركا وروسيا وكوريا، تتساءل الأسئلة، هل نحتاج الى ايران لاكمال تسليح الجيش العراقي؟ وهل تقدمت صناعة الطيران (الكاشف) في إيران الى هذا الحد لتنافس دولا كبرى؟

البعض يعلل ذلك على إنه ورقة ضغط على تأخر وصول الاسلحة وفق عقود التسليح مع اميركا وروسيا، فلم اذن استقبل الأميركان خبر عقد التسليح مع ايران بقلق، خوفا علينا من امتلاك اسلحة ايرانية (خطيرة) أم لانه كسر للحصار الاقتصادي على ايران بتزويدها بالعملة الصعبة؟

وسط كل هاي (الدوخة) سؤال قد يطرحه غالبية الناس ممن لايمتلكون خبرات عسكرية وميدانية (مثلي)، هل ان مايحتاجه الجندي العراقي هو مزيد من الاسلحة التي تستنزف ملايين الدولارات من ميزانية العراق التي يقال انها على ابواب عجز تام خلال السنوات الثلاث المقبلة؟ وهل تم تدريب الجنود العراقيين الذين يزجون بالالاف في حرب (غريبة) مع داعش يروح ضحيتها إخوة لهم من الابرياء سواءا من الجيش او من الاهالي؟

بعض المحللين ذكروا ان صفقة الاسلحة مع ايران هي ثمن (الولاية الثالثة)؟؟

وعلى أمل انتهاء أزمة الرمادي، لم يتبق لنا الا بانتظار وصول الطائرات الايرانية، التي اخشى أن يكون أيضا لونها (أصفر) لتزهو سماؤنا (بالاصفر) كحال شوارعنا التي صارت (السايبا) عنوانا لها، كونها أثبتت جدارة في إنها حققت أعلى الارقام في الحوادث المرورية التي تتحول فيها سريعا الى (تنكة). لااعلم ان كانت هذه الطائرات بطيار او بدونه، فان كانت بدونه، (فدوة) وان كانت بطيار، ليكن الله بعونه…

[email protected]