بعد 20 عامًا على الغزو .. “فورين بوليسي” تضع وصفة أميركية لقطع الطريق على إيران في العراق !

بعد 20 عامًا على الغزو .. “فورين بوليسي” تضع وصفة أميركية لقطع الطريق على إيران في العراق !

وكالات – كتابات :

اعتبرت مجلة (فورين بوليسي) الأميركية؛ أنه رغم أن الرؤية المثالية التي كانت متوقعة لـ”العراق”؛ فيما بعد العام 2003، لم تتحقق مثلما كان متوقعًا، إلا أن ذلك يجب ألا يكون المنظور الوحيد الذي يُنظر فيه إلى هذا البلد، داعية المجتمع الدولي إلى دعم “العراق” من خلال 03 خطوات لضمان تحقيق مستقبل أفضل أمام العراقيين وانخراطهم بالعملية السياسية.

وأوضح التقرير الأميركي؛ أن التحليلات حول “العراق” عادة ما تُركز إما على الاخفاقات الأميركية السابقة أو على كيفية تحول: “العراق الجديد” الدوران في فلك نفوذ “إيران”، وأنه بسبب هذه الرؤية المختّزلة من جانب الغرب، يتم النظر إلى “العراق” من خلال عدستين مبسّطتين: قدرته على أن يكون شريكًا موثوقًا به في الحرب على الإرهاب، واستعداده للتصدي لـ”إيران”.

مكامن القدرات الديمقراطية للعراق..

ولفت التقرير الأميركي؛ إلى أن الكثير من التحليل الغربي حول “العراق” يتجاهل مكامن القدرات الديمقراطية لـ”العراق”، حيث هناك مجتمع متنوع يؤكد نفسه بشكلٍ متزايد من خلال مواقفه المتحدية إزاء حكامه، ويسّعى بشكلٍ سّلمي إلى البحث عن وسائل لإصلاح النظام المُعّطل، من دون أن يُدرك بالضرورة كيف ومن أين يبدأ ذلك.

وبعدما اعتبر تقرير (فورين بوليسي) أن جزءًا كبيرًا من المجتمع يمّر حاليًا بعملية نضج سياسي بطيئة ويسّتفيد بشكل من عدد من المظاهر الديمقراطية التي أصبحت ممكنة بعد سقوط نظام الرئيس السابق؛ “صدام حسين”، إلا أنه قال إن: “الرؤية المثالية لعراق ما بعد 2003؛ لم تتحقق كما هو متوقع”، مضيفًا أنه: “ينبغي ألا يكون هذا هو الظاهر الوحيد الذي نحكم من خلاله على العراق الآن أو نقوم بحسّابات سياسة حوله في المستقبل بناءً عليها”.

وعّدد التقرير مجموعة من المظاهر والسّمات الديمقراطية القائمة الآن، حرية التعبير النسّبية التي مارسّها العراقيون ودافعوا عنها في وجه كل الصعاب، بما يمكنهم من انتقاد الحكومات والأحزاب. لكنه اشار أيضًا إلى الاستياء الشعبي والذي تمثل في انخفاض إقبال الناخبين على صناديق الاقتراع. وأشار أيضًا إلى النمو السكاني الكبير، بحيث أنه بالنسبة لغالبية العراقيين، فإن “صدام حسين” يُمثل ذكرى بعيدة وليست مرتبطة بهم؛ حيث لن ينشأ الكثير منهم في ظل استبداده. كما اكتشف العديد من العراقيين الذين تقل أعمارهم عن (25 عامًا)، يُشكلون حوالي: 60% من السكان، بعضهم البعض والعالم من خلال منصات وسائل التواصل الاجتماعي.

حراك شبابي يظهر ببطء..

وأشارت (فورين بوليسي) إلى أن هؤلاء الشباب يُريدون ما يُريده أقرانهم في كل مكان: تعليم لائق، وخدمات موثوقة، وفرص عمل، والحق في التعبير عن آرائهم وعيش الحياة التي يُريدونها.

وتابع التقرير؛ أن حركة تشرين، بالرغم من قمعها بعنف وشيطنتها سياسيًا من قبل النخبة الحاكمة والميليشيات المتحالفة معها؛ (بدعم إيراني)، فإن الحركة تقوم بتنظيم نفسها ببطء من خلال أحزاب سياسية للمشاركة في الانتخابات المستقبلية.

وخّلص التقرير إلى القول أن “العراق” في حالة تقّلب، حيث تجري معركة داخلية حول مستقبل الأمة وهويتها السياسية والترتيبات الرسّمية للسلطة فيها، وهو صراع يدور بين القوى الليبرالية والمحافظة. ولهذا دعا التقرير المجتمع الدولي، وتحديدًا بعثة “الأمم المتحدة” في العراق و”الولايات المتحدة” والدول الأوروبية، إلى عدم الوقوف مكتوفة الأيدي ومشاهدة هذه المعركة فقط والتعلق بنظرة الماضي.

واجبات على المجتمع الغربي القيام بها داخل العراق..

وفي المقابل؛ يتحتم على هذه الأطراف؛ بحسّب (فورين بوليسي)، أن تُحاول بدلاً من ذلك تشجيع العراقيين الذين يشّعرون بخيبة أمل عامة، على الانخراط في السياسة الانتخابية، وذلك من خلال ثلاث وسائل:

أولاً؛ من خلال الاستمرار في الاستثمار في “العراق” عبر المؤسسات الدولية وبرامج المانحين والاستمرار في التواصل مع رواد الأعمال الشباب والقادة الذين يفرضون التغيير برغم الظروف السياسية الصعبة.

ثانيًا؛ يتحتم على المجتمع الدولي عدم تجاهل سلوك الدولة والميليشيات الموالية لـ”إيران” ضد متظاهري تشرين، مضيفًا أنه برغم الوعود الرسّمية العديدة من الحكومة العراقية لمحاسّبة المسؤولين عن قمع المتظاهرين وقتل المئات منهم، لم يتم تقديم أي شخص إلى المحاكمة.

واعتبر التقرير أنه يجب ألا يشعر المسؤولون بالحصانة من التبعات القانونية والسياسية للقمع، مضيفًا أن هذه المسألة مهمة من أجل الحفاظ على الحوار السّلمي، محذرًا من أن الرد على الاحتجاجات السّلمية من خلال العنف سيؤدي إلى عزل المتظاهرين الغاضبين تدريجيًا ودفعهم للبحث عن حلول عنيفة خارج النظام.

ثالثًا؛ يدعو تقرير المجلة الأميركية؛ المجتمع الدولي، إلى العمل على ضمان مراعاة قواعد اللعبة الانتخابية واحترامها، مذكرًا بما جرى خلال الانتخابات الأخيرة، عندما تم منع الأغلبية من تشّكيل الحكومة.

وختمت (فورين بوليسي) تقريرها بالقول؛ إنه من السّهل رؤية “العراق” على أنها تُمثل قصة فشل كما ظهر في وسائل الإعلام الغربية لمناسبة إحياء ذكرى غزو العام 2003، إلا أنه يتحتم على المجتمع الدولي القيام بما هو أكثر من مجرد إعادة صياغة ما حدث قبل 20 عامًا، وأن يُنظر إلى العراقيين وهم يُكافحون من أجل بناء الديمقراطية.

وأكد التقرير على أهمية الاستثمار في مستقبل “العراق”، وخصوصًا في جيل الشباب الذي يُطالب بحكم ممثل لهم وخدمات وتوظيف، مع حماية التعددية.

وخّلص إلى القول أن المجتمع العراقي تبدل بشكلٍ كبير منذ العام 2003، إلا أن الآن يتعلق بما إذا كانت مؤسساته السياسية قادرة على مواكبة ذلك.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة