خاص: إعداد- سماح عادل
نكمل الحديث عن العائلات التي تحاول استعباد باقي البشر على الأرض.
مؤسسات دولية..
يواصل الصحفي الأمريكي “مايكل سنايدر” الحديث عن تلك العائلات ونفوذها في مقالاته قائلا إن هذه الطبقة شديدة الثراء الصغيرة لعبت دورا كبيرا في تأسيس العديد من الكيانات الدولية مثل الأمم المتحدة، صندوق النقد الدولي، البنك الدولي، منظمة التجارة العالمية، ذاكرا معلومة أن الأرض الذي بنيت عليها الأمم المتحدة في نيويورك هي تبرع من جانب رجل الأعمال الأمريكي جون دى روكفلر، مؤسس شركة ستاندر للصناعات النفطية، والتي تحولت فيما بعد إلى عدد من الشركات الضخمة التي تسيطر على صناعة النفط في مختلف أنحاء العالم.
ومن خلال المنظمات الخيرية المختلفة نجحت هذه الطبقة في السيطرة على أنظمة التعليم سواء في الولايات المتحدة أو في مختلف أنحاء العالم، مثلا تتحكم عائلة روكفلر في تمويل منظمة رابطة اللبلاب التي تضم مجموعة من أعرق وأقدم المدارس والجامعات الأمريكية وتخرج فيها 4 من رؤساء أمريكا، وعلى رأس هذه الجامعات تأتى جامعة هارفاد التي يتخرج فيها أهم رجال الاقتصاد والسياسة في مختلف أنحاء العالم.
تمتع هذه الطبقة بقدر لانهائي من النفوذ من خلال مجموعة من الجمعيات السرية، غير المعلنة، ومنها بونز، فرى ماسونز، وغيرها من الجمعيات السرية التي تضم أعضاء هذه الطبقة الذين يحرصون على حماية مصالحهم، ومن أهم مصادر نفوذ هذه الطبقة مجموعة من المراكز البحثية الهامة على مستوى العالم والتي تصدر التقارير والدراسات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تصب في مصالح هذه الفئة الصغيرة ومنها مجلس العلاقات الدولية.
كما تدير هذه الفئة مصالحها من خلال شبكة واسعة من الجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية من منظمة فورد، الصندوق العالمي لحماية الحياة البرية، مؤسسة روكفلر.
وسائل الاعلام..
كما أشار الصحفي الأمريكي إلى أن نفوذ هذه الطبقة الصغيرة يمتد ليشمل مختلف وسائل الإعلام، فهناك 6 شركات فقط هي التي تملك أغلب شركات الإنتاج السينمائي والمحطات التليفزيونية المختلفة التي تصنع الرأي العالم العالمي بشكل عام والأمريكي بشكل خاص في ظل عصر الإنترنت الذي جعل من القنوات الأمريكية متاحة لجميع المواطنين في كل مكان في الدنيا. ويتعرض المواطن الأمريكي العادي لما يعادل 153 ساعة في المتوسط من البث التليفزيوني الذي تتحكم فيه 6 شركات فيها ومن ضمنها تايم وارنر، والت ديزنى، سى بى إس، إن بى سى.
الحكومة الامريكية..
وأشارت دراسة تحليلية نشرت على موقع جلوبال ريسرش الكندي تحت عنوان «من يحكم العالم؟» إلى ما كتبه الرئيس الأمريكي روزفلت في نوفمبر 1933، بأن عناصر اقتصادية هي التي تتحكم في الحكومة الأمريكية منذ عصر اندرو جاكسون الذي شغل منصب رئيس الولايات المتحدة في الفترة من 1829 إلى 1837.
في كتابه «النفط الكبير ورجال البنوك في الخليج الفارسي: الفرسان الأربعة، العائلات ثمانية واستخباراتهم الدولية…» أشار المحلل السياسي دين هندرسون، إلى أن الفرسان الأربعة تضم 4 مؤسسات اقتصادية وهى بنك أوف أمريكا، جى بى مورجان، سيتى جروب، وويلز فارجو، ويتسع نفوذ هذه المؤسسات ليتحكم في العديد من الصناعات التي يقوم عليها اقتصاد العالم وفى مقدمتها الصناعات النفطية.
وفى عام 2009، من ضمن 100 أكبر مؤسسة اقتصادية في العالم، كان هناك 44 شركة تسيطر عليها عائلات معروفة بأكثر من 10% من أسهمها، ثروات هذه العائلات أكبر من اقتصاد دول بأكملها، وليس المقصود دول صغيرة ولكن المقصود دولا كبرى.
ويصل إجمالي الدخل القومي العالمي إلى 77 تريليون دولار، ويصل إجمالي دخل أمريكا إلى 18 تريليون دولار، بينما تشير بعض التقديرات إلى أن ثروة عائلة مثل عائلة روتشيلد الألمانية تصل إلى 500 تريليون دولار، ولهذه العائلة الألمانية فروع في بريطانيا، وفرنسا.
تفاصيل العائلات..
وكانت “كارين هوديز” المحامية الأمريكية التي عملت من قبل في الإدارة القانونية للبنك الدولي، نشرت تقريراً تضمن أسماء أهم 13 عائلة تتحكم في اقتصاد العالم وأتى بالطبع اسم عائلة روتشيلد على قمة هذه القائمة، ومن ضمن هذه العائلات، عائلة بروس وهى من أصول اسكتلندية وحكم عدد من أفرادها اسكتلند، وعائلة كافنديش وهى عائلة بريطانية وتعد من أكثر العائلات البريطانية ثراء وتصل ثروة اندرو كافنديش دوق ديفونشاير إلى 800 مليون دولار، وعائلة دى ميديسى الايطالية وأسست هذه العائلة بنك ميديسى، وكان أكبر البنوك الأوروبية.
وتضم القائمة عائلة هانوفر وهى عائلة ملكية ألمانية حكمت إقليم هانوفر، وحكمت بريطانيا منذ القرن الـ18 إلى بداية القرن العشرين، ولايزال أفرادها يلعبون أدواراً سياسية واقتصادية هامة في مختلف أنحاء أوروبا، بجانب عائلة هاسبورج في النمسا، ويشار إلى هذه العائلة باسم آل النمسا، نظراً لنفوذ وثروة هذه العائلة التي حكمت النمسا على مدار التاريخ، فضلاً عن عائلة كروب الألمانية التي ارتبط اسمها بعالم إنتاج الصلب وتصنيع المعدات بالعسكرية، وفى عام 1999 اندمجت شركة عائلة كروب مع شركة ثايسن لتحمل اسم شركة ثايسنكروب التي تعد واحدة من أكبر شركات إنتاج الصلب في العالم.
أما عائلة لانتاجينت، وهي أسرة من أصول فرنسية فحكمت إنجلترا بين عامي 1154 إلى 1485، ولها العديد من الأفرع مثل عائلة يورك وعائلة لانكاشير، وينحدر من هذه السلالة عائلة بوفرت.
ولا تخلو هذه القائمة من اسم العائلة الأمريكية الشهيرة، روكفلر، التي أسست صناعة النفط في الولايات المتحدة ولها أذرع ممتدة في عالم البنوك والسياسة الأمريكية، ويقدر صافي ثروة ديفيد روكفلر كبير هذه العائلة بمفرده بـ3 مليارات دولار، أما ثروة العائلة فتقترب من الـ500 مليون دولار.
تضم القائمة عائلة رمانوف الروسية وهى العائلة التي حكمت روسيا لعقود من الزمن ولم يتبق من العائلة سوى الأمير ديمتري والذى يعد من كبار رجال الأعمال الروس وتجمعه صداقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتضم القائمة أيضاً عائلة سنكلير في اسكتلندا، عائلة ويربرج الأمريكية، وتقدر تقارير صحفية ثروة هذه العائلة التي تعمل في مجال البنوك والصناعة بما يقرب من 100 تريليون دولار، وأخيرا عائلة وندسور المالكة في بريطانيا، جميع هذه العائلات، وأغلبها من أوروبا، يلعب أفرادها دور البطولة في معظم الكيانات الاقتصادية الكبرى التي تتحكم في اقتصاد العالم، كما يتحكمون من خلال التبرعات والدعم المالي في رسم سياسات الدول، وأخيرا يرسمون معالم الرأي العام الدولي سواء من خلال المراكز البحثية والمنظمات غير الحكومية أو من خلال التحكم في وسائل الإعلام والترفيه.
وتشير “كارين هوديز” إلى أن من بين 37 مليون شركة ومستثمر في مختلف أنحاء العالم هناك 147 شركة فقط تسيطر على 40% من اقتصاد العالم، وهذه الفئة الصغيرة يمكن بالتأكيد وصفها بالإقطاع الجديد.