“إحسان هوشمند” : لا يمكن نسيان “إقليم كُردستان العراق” !

“إحسان هوشمند” : لا يمكن نسيان “إقليم كُردستان العراق” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

هل تعني جولات “شمخاني” الأخيرة، تغييرًا جذريًا في نظام صناعة القرارات الاستراتيجية بالدولة ؟.. هل هجمات التيارات المتشّددة على “شمخاني”؛ خلال الأشهر الماضية، ترتبط بدور أمين “المجلس الأعلى للأمن القومي” الجديد ؟.. كيف ستكون الآفاق المتوقعة لتلك التغيّيرات الاستراتيجية في نظام صناعة القرارات الاستراتيجية بالدولة ؟.. هذه الأسئلة وغيرها، تدور في أذهان الكثير من الإيرانيين.

ويريدون فهم مغزى هذه التغييرات في هذا التوقيت، والأهم هل تستمر وتشمل مجالات أخرى أوسع ؟.. وفيما يلي يقدم “إحسان هوشمند”؛ المحلل السياسي، في حوار إلى صحيفة (اعتماد) الإيرانية المحسّوبة على التيار الإصلاحي، تصور عن العلاقات المستقبلية في إطار محاولة إعادة قراءة مجالات هذه التغييرات.

ويعتقد أن على “إيران” عدم تجاهل أو نسيان علاقاتها القديمة مع “إقليم كُردستان العراق”، في هذه المرحلة الجديدة من الخطط الاستراتيجية.

ويناقش في ذكرى هجوم نظام (البعث) العراقي على “حلبجه” بالأسلحة الكيماوية، الأبعاد المختلفة للتغيّير في نظام صناعة القرارات الإيرانية.

العلاقات “الإيرانية-العراقية”..

“اعتماد” : يبدو أن نظام صناعة القرارات الاستراتيجية للدولة بمحورية؛ “علي شمخاني”، قد طوى مسّارًا مختلفًا، هذا المسّار وإن كانت آثاره ملموسة في السياسة الخارجية، لكن يمكن مشاهدة النماذج العيّنية لذلك المسّار على صعيد السياسة الداخلية والاقتصادية.

“اعتماد” : من المقرر أن يكون آخر فصول سفريات “علي شمخاني” إلى “العرق”، ما هي أسباب أهمية هذه الزيارة ؟

“إحسان هوشمند” : بين “إيران” و”العراق” الكثير من المشتركات التاريخية، واللغوية، والدينية وغيرها.

والأصل أن نأخذ في الاعتبار لتلك المشتركات كأساس لتطوير العلاقات. في السّياق ذاته، اشتمل تاريخ العلاقات بين البلدين على حرب استغرقت 08 سنوات، وتسّببت في مقتل وإصابة مئات الآلاف وتشريد عشرات الآلاف من المواطنين في البلدين؛ بخلاف الخسائر المادية الكبيرة.

وبعد سقوط “صدام حسين”؛ توطدت علاقات البلدين، ولم تتخذ “إيران” أي خطوات بشأن مطالبة “العراق” بتعويضات باعتباره الباديء بالحرب. في غضون ذلك تحول “العراق” إلى شريك اقتصادي وتجاري هام لـ”الجمهورية الإيرانية”.

ويجب الاهتمام بعدد من الموضوعات خلال زيارة “شمخاني” إلى “العراق”، مثل: تثبّيت والحصول على اعتراف رسمي مجددًا بالقرار رقم (1975) بين “إيران” و”العراق”، تلك الاتفاقية التي سبق وأن مزقها “صدام” وأعلن الهجوم على “إيران”. ورغم تطور علاقات البلدين خلال السنوات الأخيرة، إلا أن الحكومة العراقية لم تعترف حتى الآن بتلك الاتفاقية.

وعلى “شمخاني” والوفد المرافق؛ ضرورة العمل على تذكير الطرف العراقي بتلك المسألة الهامة.

والموضوع الاستراتيجي الثاني بين “إيران” و”العراق”، هو موضوع خط سكة حديد: (شلمجه-البصرة).

وتنتظر “إيران”؛ منذ عشر سنوات، ربط “شلمجه” بدولة “سوريا” مرورًا بمدينة “البصرة” العراقية. ويبلغ طول هذا الخط حوالي: 30 كم؛ و”إيران” على استعداد لتحمل التكلفة. لكن الطرف العراقي ورغم التأكيدات السابقة؛ يتهرب من تنفيذ هذا الخط حتى الآن.

العلاقات “الإيرانية-الكُردية”..

“اعتماد” : أحد المواضع الهامة في العلاقات “الإيرانية-العراقية”؛ والتي كانت مذبذبة خلال السنوات الأخيرة، هي علاقات “إيران” مع “إقليم كُردستان العراق”.. لماذا لم تُعد هذه العلاقات بنفس الحرارة السابقة ؟

“إحسان هوشمند” : للمصادفة هذا هو الموضوع الثالث الهام في زيارة “شمخاني” إلى “العراق”؛ حيث ارتبطت “إيران”؛ طوال: (5 – 6) العقود الماضية بعلاقات استراتيجية عميقة مع سكان شمال “العراق”.

وقد تعرضت الحكومات الإيرانية سواءً قبل الثورة أو بعدها وكذلك الفصائل الكُردية، إلى ضغوط الحكومات العراقية؛ (سواءً البعث أو الشيوعية وأعني حكومة قاسم)؛ وكانت “إيران” تدعم الأكراد والفصائل السياسية الشعبية في كل الفترات.

وبعد الثورة؛ توطدت العلاقات وازداد الدعم، وجرى إحياء الحزب (الديمقراطي) العراقي الذي لعب دورًا هامًا في استعادة الأمن بشمال غرب البلاد؛ (محافظات كُردستان وأذربيجان الغربية)، وتكبدت هذه الفصائل؛ بقيادة “مسعود البارزاني”، خسائر كثيرة في مكافحة التنظيمات الانفصالية الإيرانية، وأعني (كومله) الديمقراطي.

وحافظت “إيران” على متانة العلاقات مع “إدريس ومسعود البارزاني”، ووفرت لهم الملاذ الآمن. وتوطدت العلاقات مع (الاتحاد الوطني الكُردستاني) والحزب (الديمقراطي)؛ الذي سّاند “إيران” من اللحظات الأولى للحرب مع “صدام”؛ بخلاف دوه في تحيّيد الانفصالين.

وفي النهاية؛ تمكنت “إيران” من مساعدة الأكراد على تأسيس “كُردستان العراق” بعد سقوط “صدام”.

وأنا أجدد التأكيد على اسم “إدريس البارزاني”؛ إذ يترأس “نيجيرفان إدريس البارزاني”؛ “إقليم كُردستان العراق” حاليًا. بينما يتولى “مسعود البارزاني”؛ زعيم الحزب (الديمقراطي) مع أولاده رئاسة وزراء الإقليم.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة