بغض النظر عن الاشخاص والشخوص فأن القدر كان ولازال عادلا القدر اسقى عبد الكريم قاسم بنفس الكأس الذي سقى فيه العائلة الملكية في عام 1968 قرر مجموعة من الضباط بمحاولة الانقلاب على عبد الكريم قاسم هذه المحاولة كانت ناجحة وفي مبنى الاذاعة والتلفزيون صورت عملية اعدامه بعد تنفيذ حكم محاكمة عسكرية مستعجلة ليصل حكم العراق الى عبد السلام عارف الذي فتح الابواب امام صدام حسين من القاهرة وطارق عزيز من سوريا وغيرهم من البعثيين اللاجئين بالخارج ولم يلبث عبد السلام عارف كثيرا في رئاسة العراق حتى سقطت طائرته في ظروف غامضة حكم ليأتي من بعده شقيقه عبد الرحمن عارف لمدة عامين حتى اجبر على الاستقالة بعد تحركات عسكرية فتحت الطريق امام احمد حسن البكر الذي قرب صدام وجعله نائبا للرئيس حتى انقلب عليه في حيلة لينتزع الحكم منه بعدها سقط صدام على يد امريكا لتأتي هذه المجموعة التي عاثت بالعراق بما يحلوا لها وفقا للقرأت التي تشير ان طبيعة المجتمع العراق تختلف عما يتصورها المسؤول فأن القاعدة الواسعة والجمهور العراقي المتحزب سيذاب بلمح البصر لتأتي وجوه جديدة كليا عما يحكم اليوم وتستمر المعادلة وفقا لمبدأ كل ساق سيسقى بما سقى … ومن مبدا كل امه تلعن من سبقها ومن يطلع على تاريخ العراق جيدا سيجد من الصعب جدا ان يعود حزب او مجموعة للحكم بعد ان ينتزع منه وعلى مدى التاريخ فان من يأتي بصيغة دموية ينتزع منه الحكم بصيغة دموية وهذا لا يعني عودة لما انتزع الحكم منه لا بل كل القرأت تشير ان من يحكم الان سيكون مصيره مثل عبد الكريم قاسم وصدام وان شعبيته ستتبدل وتميل اينما تميل القوة والمال وهذه حقيقة المجتمع العراقي ويجب ان يتقبلها من يحكم الان ومن يأتي بالبطش يبطش قبل ان يقتلع بعضهم يفهم المعادلة لذلك جاء يتقرب الى القوة الاقوى مرة بالتنازلات وتارة بالتصريحات لكن من هو مطلع ومراقب سيجد ان الورقة انتهت والعمر الافترضى في ايامه الاخيرة …