الإمارات تتحالف مع إيران .. العرب يعيدون النظر في العلاقات مع “إسرائيل” !

الإمارات تتحالف مع إيران .. العرب يعيدون النظر في العلاقات مع “إسرائيل” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

“الإمارات والبحرين”؛ من الدول الثرية جنوب الخليج، وقد أوجدت تغييرًا في سياساتها تجاه دعم الشعب الفلسطيني، بالتوقيع على “اتفاق إبراهيم” مع “الكيان الصهيوني”؛ آب/أغسطس 2020م.

وساد اعتقاد؛ آنذاك، أن “الإمارات” قد فتحت بهذا الاتفاق الطريق للشقيقة الكبرى؛ وأعنى “المملكة العربية السعودية”، واحتذاء سبيل الدول الأخرى وإجراء تغييّر على النواة الأساسية التي شكلت جوهر فكر الحاكم العربي في الخليج؛ بحسّب “كمال خلف”؛ المحلل العربي، في تقريره المنشور على موقع (راهبرد معاصر) الإيراني.

برغم “الاتفاقيات الإبراهيمية”..

في غضون ذلك؛ لم تُعلن “الإمارات” التي كانت ضمن نادي حلفاء “السعودية والبحرين”، التحالف الكامل مع “الكيان الصهيوني”، بل أكدت عزمها حلحّلة الخلافات مع الطرف الإيراني، للإبقاء على انفتاح مسّار العلاقات المتوازنة؛ كما في الماضي.

علاوة على ذلك، ورغم “العقوبات الأميركية” والغربية بشكلٍ عام على “دمشق”، سّارعت “الإمارات” لبناء علاقات مع “سوريا”. وقد كان الاعتقاد الإماراتي الراسّخ أن تكون مثل “سويسرا” بمنأى عن الصراعات والتهديدات في المنطقة.

ورغم الدعاية “السياسية-الإعلامية” أثناء التوقيع على “الاتفاق الإبراهيمي”، سقطت بعض وسائل الإعلام الإماراتية في التعريض بالفلسطينيين والتشكيك الكامل في مسألة الدفاع عن “فلسطين”، لكن سرعان ما سيطرت “الإمارات” على هذه الأوضاع الفوضوية، ووقف الكثير من المنصات التي تقدم تقارير ضد الشعب الفلسطيني، وتبنت “أبوظبي” خطابًا إعلاميًا موات في إطار سياساتها القائمة.

مشاكل الداخل الإسرائيلي..

والآن وبعد التغييرات التي طرأت على الأجواء السياسية الإقليمية، كان على دول الخليج التفكير في إعادة النظر بسياساتها القديمة. وأول مواضع هذا التغيّير هو الأوضاع الداخلية لـ”الكيان الصهيوني” والصراعات الداخلية بين الصهاينة والفلسطينيين.

وتعترف القيادات الصهيوني أن أزمة “الإصلاح القضائي”؛ داخل الأراضي المحتلة، كانت سببًا في خلق فجوة عميقة بين الشخصيات السياسية والصهيونية، ويبدو أن الوضع كارثي.

ويُسّيطر المتطرفون الفاشيون على الحكومة، ويتبعون نفس سلوكيات المجرمين الدوليين لدرجة أن “الولايات المتحدة”؛ مصابة بالحيرة من كيفية التعامل مع هذا الوضع. أضف إلى ذلك اقتران الأزمة الداخلية لـ”الكيان الصهيوني” بارتفاع وتيرة عمليات المقاومة في “الضفة الغربية”، وزيادة دعم المجتمعات العربية والإسلامية للشعب الفلسطيني.

وأول إشارات “الإمارات”؛ (على صعيد تغيير السياسات)، إعلان وقف صفقة شراء منظومة دفاعية من “الكيان الصهيوني”؛ بسبب تصريحات وإجراءات وزيرين بحكومة “بنيامين نتانياهو”؛ رئيس الوزراء، الذي يُسّطر في الغلب على مواقف أعضاء حكومته.

ويبدو أن هذه الإشارات إنما تعني وقف تطوير العلاقات الإماراتية مع “الكيان الصهيوني”. كذلك من الممكن أن تتخذ خطوات ضرورية في إطار إعادة تقييم “الإمارات” للتطورات الحالية في المنطقة والعالم، فالإماراتيون لا يميلون إلى التغطية على فضائح الصهاينة.

تأثيرات التقارب “الإيراني-السعودي”..

والاتفاق الأخير بين “السعودية وإيران”؛ في “بكين”، من العوامل الأخرى الهامة في إعادة النظر الإماراتية بسياساتها القديمة.

وقد رحبت “أبو ظبي” رسميًا بهذا الاتفاق واعتبرته ضمانة لاستقرار المنطقة وازدهارها، ويسعى صاحب القرار الإماراتي إلى تقوية مواقفه في هذا الصدد. فلم تتبع “المملكة العربية السعودية” نفس مسّار “الإمارات” فيما يخص “الاتفاقيات الإبراهيمية”، بل على عكس المتوقع، اتخذت قرارًا بتنظيم سياساتها وفق التفاهم مع “إيران” والتقارب مع “الصين”.

ووصف الاتفاق “الإيراني-السعودي”: بـ”الزلزال في المنطقة”؛ هو دقيق، لأن هذا الاتفاق قد يُغير المخطط المستقبلي للمنطقة ومراكز القوة مصالحة بين البلدين بما لكلاهما من نفوذ دولي، وذلك بنفس مؤشر التغييرات الجذرية ذات الطبيعة التاريخية والاستراتيجية.

ونحن لا نشك في أن “الإمارات” تنظر بشكلٍ عميق وبلغة دبلوماسية مقبولة للاتفاق “الإيراني-السعودي”، لأنه سوف يحل الأزمة اليمنية مستقبلًا ويؤثر على التطورات السياسية في هذا البلد.

ونعتقد أن “الإمارات” تمتلك الآن فرصة قيمة، ويجب أن تستغلها، والخروج بسياساتها الجديدة من تحت وطأة الحكومة الفاشية المتطرفة الصهيونية المنبوذة على الصعيد الدولي، بل وحتى على الصعيد الداخلي. وقد أثبتت قيادات أبو ظبي قدرتها على المرونة في التحرك وسرعة العمل واتخاذ القرارات الهامة، والفهم الجيد للمتغيرات المتتالية. وكذلك تستطيع التقدم بقوة في تأمين مصالحها، وتغيير سياساتها القديمة الخاطئة بهدوء وثبات والتحول إلى سياسات مؤثرة في المنطقة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة