ذكرى الغزو الأميركي لـ”العراق” .. هل سلمت أميركا “بغداد” فريسة سهلة للنفوذ الإيراني !

ذكرى الغزو الأميركي لـ”العراق” .. هل سلمت أميركا “بغداد” فريسة سهلة للنفوذ الإيراني !

وكالات – كتابات :

خلال العقدين اللذين أعقبا احتلال “الولايات المتحدة”؛ لـ”العراق”، قد يكون التقرير الذي أصدرته “الكلّيّة الحربيّة للجيش الأميركيّ”؛ عن مسّار الحرب بين: 2003 و2011، أبرز إضاءة على الإخفاقات التي واجهت القوّات الأميركيّة في تلك الفترة.

التقرير الذي صُدر سنة 2019؛ تضمّن حكمًا قاسيًا على المجهود الحربيّ الأميركيّ: “تبدو إيران المتجرّئة والتوسّعيّة هي المنتصر الوحيد” في حرب “العراق”. أتى ذلك، بالرغم من تكبّد “واشنطن” نحو: 4600 قتيل في صفوف قوّاتها العسكريّة وما يقرب من تريليوني دولار على مستوى الخسائر الاقتصاديّة.

“بوش” المسّتعجل..

في مقابلة مع جامعة (تافتس)، قال العقيد المتقاعد؛ “فرانك سوبشاك”، الذي خدم في “العراق” وشارك في وضع التقرير على مدى خمسة أعوام، إنّه في بداية 2003، وحين كان الأميركيّون يُفكّكون نظام الرئيس الأسبق؛ “صدام حسين”، كانت “إيران” قلقة. لكن مع تعثّر “الولايات المتحدة” ومواجهة المشاكل، أدركت “طهران” أنّ ثمة فرصة لديها لتغييّر الحسابات ونجحت في ذلك.

أوضح “سوبشاك”؛ أنّ مقاطعة السُنّة للانتخابات في 2005؛ زعزعت توازن الحكم وأنتجت المزيد من التوتّرات الطائفيّة. ولفت النظر إلى أنّه كان ينبغي تأجيل الانتخابات بالنظر إلى أنّ خضوع أقلّيّة للقمع بشكلٍ مريع لم يُشكّل مناخًا ملائمًا لاستحقاق كهذا.

عوضًا عن ذلك؛ أيّد “سوبشاك”، بناء الديموقراطيّة بتمهّل من أسفل الهرم إلى أعلاه، ومن نطاق البلدة والمدينة إلى النطاق الوطنيّ، ممّا كان سيُسّاعد أكثر على إجراء المصالحة. لكن بما أنّ الرئيس الأميركيّ الأسبق؛ “جورج بوش الابن”، كان على موعد مع الانتخابات النصفيّة؛ في تشرين ثان/نوفمبر 2004، تمّ الإسّراع في إجراء انتخابات عراقيّة لإظهار أنّ التقدّم يتحقّق. “كان العراق قوّة موازنة لإيران، والآن لا نملك ذلك حقًا”، قال “سوبشاك”.

لم ترتكب “الولايات المتحدة” أخطاء في بناء الدولة العراقيّة؛ بعد إسقاط نظام “صدام” وحسّب. حتى التصوّرات المستقبليّة بشأن إعداد “بغداد” للتمّاشي مع مرحلة جديدة كانت خاطئة منذ البداية بحسّب البعض.

على هذا المستوى، يتقاطع تحليل “سوبشاك”؛ مع وجهة نظر أخرى لمدير مشروع (مبادرة العراق)؛ في (تشاتام هاوس)؛ “ريناد منصور”.

النظام منّحاز لمصلحتها..

كتب “منصور”؛ في مجلّة (فورين آفيرز)؛ الإثنين الماضي، أنّ “واشنطن” عملت منذ سنوات طويلة مع مجموعة من المنفيّين وموّلتهم لرسم “عراق ما بعد صدام”. في تلك الاجتماعات انكبّ هؤلاء على رسم تصوّر نظام حكم جديد يتخلّص من القديم ويحفظ مصلحتهم الخاصّة.

كان معظمهم من القوميّين الأكراد والأحزاب الشيعيّة الإسلاميّة في الغالب. إلى جانب شعور السُنّة بالتهميش، استفادت النخب الجديدة من تطهير نحو: 40 ألف موظّف مدنيّ وتنازعت على مصالح الدولة بالتوازي مع الإبقاء على ميليشياتها الخاصّة.

من جميع الشخصيّات السبع التي تبوّأت منصب رئاسة الحكومة العراقيّة؛ بعد سقوط “صدّام”، لم يكن سوى؛ “محمد شيّاع السوداني”، خارج دائرة المنفيّين العائدين إلى البلاد، بحسّب “منصور”.

استطاعت “إيران” الاستفادة من نظام الفساد والمحاصصة؛ لتعزّز سيطرتها أكثر على “العراق”. إلى جانب تقرير “الكلية الحربية للجيش الأميركي”، برز أرشيف مسرّب من البرقيّات التابعة لـ”وزارة الاستخبارات والأمن” الإيرانيّة؛ وقد نشرها حينها موقع (ذي انترسبت).

ففي 2015، كان ضابط استخبارات إيرانيّ يُعرف بين زملائه باسم: “بوروجردي”، يتحدّث إلى رئيس الوزراء العراقي الأسبق؛ “حيدر العبادي”. اتّفق المسؤولان على أنّ الظروف السياسيّة التي أنشأتها “الولايات المتحدة”؛ في “العراق”، ولّدت فرصة لـ”إيران” والنُخّب العراقيّة الحليفة لها من أجل: “الاستفادة من الوضع”.

لقد وثّق المسؤولون الإيرانيّون عملهم على ترسّيخ المصالح التجاريّة والأمنيّة في “العراق”؛ أثناء الحصول على عقود النفط والتنمية في المناطق الكُرديّة الشماليّة ومشاريع تنقية المياه في الجنوب؛ كما وثّقوا تقديم رشاوى بملايين الدولارات إلى أحد النوّاب.

اللافت أنّ تلك البرقيّات شملت الفترة بين: 2013 و2015 وحسّب. قياسًا على ذلك، يمكن تصوّر حجم النفوذ الأمنيّ والماليّ والسياسيّ الذي مارسّته “إيران”؛ منذ 2003 وحتى اليوم.

لقد استغلّت “إيران” أيضًا؛ وخصوصًا المجالات الثقافيّة والدينيّة، من أجل تعزيز ترسّخها في الفضاء العراقيّ العام.

يُظهر تقرير حديث لصحيفة الـ (نيويورك تايمز)؛ كيف أنّ الشركات الإيرانيّة استثمرت في بناء الفنادق والمطاعم في “العراق” لاستضافة ملايين الحجّاج الإيرانيّين. وكتبت أيضًا عن تدفّق مهندسي البناء والمستشارين السياسيّين والإعلاميّين الإيرانيّين إلى “العراق”، كما كانت “إيران” أوّل دولة تؤسّس سفارة لها في “بغداد”؛ بعد سقوط النظام.

“خطيئة أصليّة” أم “خرافة” ؟

لقد كان الغزو: “الخطيئة الأصليّة”؛ بحسّب الزميل البارز في أمن الشرق الأوسط التابع؛ لـ”المعهد الدوليّ للدراسات الاستراتيجيّة”، “إميل حكيّم”.

ويُضيف للصحيفة عينها: “لقد سّاعد (الغزو)؛ إيران، على تعزيز مكانتها من خلال كونها مفترسًا في العراق. إنّه المكان الذي أتقنت فيه استخدام العنف والميليشيات للحصول على أهدافها. لقد تسبّب بتآكل صورة الولايات المتحدة. لقد أدّى إلى تشظّي المنطقة”.

تعتقد غالبيّة من المراقبين أنّ إطاحة “صدّام حسين”؛ أطلقت توسّع النفوذ الإيرانيّ في الإقليم. لكنّ الباحث في “معهد المشروع الأميركيّ”؛ “مايكل روبين”، لم يكن جزءًا من تلك الغالبيّة. سنة 2018، أي في الذكرى الخامسة عشرة للغزو، كتب “روبين” أنّ الاعتقاد بهذه السّرديّة، أي أنّ إسقاط نظام “صدام” وحده سّاهم في الانفلاش الإيرانيّ عبر المنطقة، هو خرافة من الخرافات المتعلّقة بغزو “العراق”.

فمع اعترافه بتوسّع “إيران”، لفت إلى أنّ ما مكّن هذا الأمر ليس سقوط “صدام” بل مزيج من دبلوماسيّة أميركيّة ساذجة ورفض لردع التدخّل الإيرانيّ حين انتهكت “طهران” التزاماتها. إنّ بقاء “الولايات المتحدة” مُلتزمة بمسّاعدة “العراق” سيُعزّز تلك البلاد كدولة مستقلّة؛ بحسّب رأيه.

يمكن تلمّس على الأقلّ بعض الصواب في تحليل “روبين”؛ من خلال واقع أنّ (حزب الله) مثلاً تأسّس؛ في “لبنان”، حين كان “صدام” في الحكم، وتحديدًا حين كان من المفترض أن يُشتّت تركيز “إيران” عن المنطقة بواسطة الحرب التي دامت ثمانية أعوام بينهما. ولم يمنع وجود “صدام” في “العراق”؛ تحالفًا بين “دمشق” و”طهران” أو دعم “إيران” لوكلائها في المنطقة.

فبين: 1990 و2000، أرسلت “إيران” ما بين: 20 و50 مليون دولار سنويًّا إلى حركة (حماس)؛ على سبيل المثال.

من جهة أخرى، لم يكن واضحًا مدى وجود تجانس في نظرة “الولايات المتحدة” إلى الدور الإيرانيّ في “العراق” بعد الغزو.

ذكر المستشار البارز في “وزارة الخارجيّة” الأميركيّة خلال ولاية بوش الابن؛ “كريستشن ويتون”، مثلاً أنّ الرئيس الأسبق اعتقد بأنّ التعاون مع “إيران” كان ممكنًا في “العراق”. ربّما خلص “بوش” إلى هذه الفكرة بعد تعاونه معها في “أفغانستان”. بالفعل، عقد مبعوثون دبلوماسيّون أميركيّون وإيرانيّون ثلاثة اجتماعات في “بغداد”؛ سنة 2004، لكن من دون تحقّق خرق يُذكر. في السنوات اللاحقة، انهار التعاون بين الجانبين في “العراق وأفغانستان” معًا.

افتراضات أخرى..

لن يُحسم الجدل بشأن مدى مسّاهمة إطاحة “صدام” بتوسّع المشروع الإيرانيّ في المنطقة. هذه المسّاهمة أكيدة، لكنّ حجمها خاضع لافتراضات كثيرة. على سبيل المثال، اتّهم البعض وزير الدفاع الأسبق؛ “دونالد رامسفيلد”، بأنّه لم يُرسّل عددًا كافيًا من الجنود لإرساء الأمن في “العراق” معتقدًا بأنّ التركيز على الحملة الجوّيّة كان كافيًا كما حصل في “أفغانستان”.

أدّى ذلك إلى عدم الإمساك بالحدود بين “العراق” و”إيران”. لقد كانت أعداد القوات الأميركيّة؛ (150 ألفًا)، كافية لكسّب الحرب في فترة قصيرة، غير أنّها عجزت عن إحلال السلام، كما كتب “بوبي غوش”؛ في (بلومبيرغ).

تمّ تصحيح هذا الخطأ لاحقًا؛ في 2007، حين تمّ إرسال نحو: 30 ألف جنديّ إضافيّ. تحسّن الوضع على الأرض، وإن لم يُصبح مثاليًّا. في نهاية المطاف، استلم الرئيس الأسبق؛ “باراك أوباما”، وضعًا أفضل نسبيًّا سنة 2008. لكنّه لم يأخذ بخطّة العمل التي تركها سلفه لجهة الإبقاء على قوّة قوامها: 2500 جنديّ في “العراق”، ففضّل الانسحاب الكامل من البلاد سنة 2011.

ولّد ذلك الفراغ؛ تربة خصبة لانتشار (داعش)، الأمر الذي أعطى مجدّدًا “إيران” فرصة مسّاعدة العراقيّين على قتال التنظيم الإرهابيّ.

يمكن التساؤل في هذا الإطار عمّا إذا كانت قد أتيحت مثل هذه الفرصة لـ”إيران”؛ لو أبقى “أوباما” الجنود الأميركيّين في “العراق”. هذا على النطاق الضيّق؛ أمّا على النطاق الأوسّع فسياسة “أوباما”؛ تجاه “إيران” خصوصًا، وتجاه منطقة الشرق الأوسط عمومًا؛ عزّزت الانفلاش الإيرانيّ بشكلٍ أكبر. وهذا يُعيد تسّليط الضوء على فكرة “روبين”؛ التي تحمّل الدبلوماسيّة الأميركيّة: “الساذجة” المسؤوليّة الكبرى عن المكاسّب التي حقّقتها “إيران”. ففي مقال نشره موقع (واشنطن إكزامينر)؛ الإثنين، ذكّر “روبين” بأنّه حتى ولو تطح “أميركا” النظام العراقيّ الأسبق، كان يصعب توقّع أن يكون “صدام” المتقدّم في السنّ قادرًا على الوقوف بوجه الثورات العربيّة بعد 2011.

ويُضيف: “من أجل فهم ما كان سيكون عليه العراق بغياب تدخّل أميركيّ، تخيّلوا الحرب الأهليّة السوريّة. الفارق الوحيد هو أنّه بغياب الحضور الأميركيّ، لن يكون لإيران ضوابط لطموحاتها”.

انتصار مكلف..

اللافت للنظر؛ أنّ الانتصار الإيرانيّ في “العراق”، بصرف النظر عن حجمه ومسبّباته، لم يكن مجّانيًّا. لقد كان انتصارًا مكلفًا ولا يزال. في أيلول/سبتمبر 2021، كتب الباحثان في (المجلس الأطلسيّ)؛ الدكتور “عباس كاظم” و”باربرا سالفين”، أنّه بالرغم من الانتصار الإيرانيّ: “ليست طريق المضيّ قدمًا خالية من الألغام. ميزان القوّة راجح بشكلٍ كبير لمصلحة إيران من أجل (نجاح قيام) تحالف صحّيّ، وقطيعة إيران المتواصلة عن الولايات المتحدة تجعل عمليّة بغداد في إيجاد التوازن أصعب. ربما يستمتع الإيرانيّون بموقفهم المنتصر على المدى القصير، لكنّ التداعيات الطويل المدى قد تكون وخيمة”.

جاء تحليل “كاظم” و”سالفين”؛ بعد اندلاع انتفاضة تشرين أوّل/أكتوبر 2019؛ وقبل أسابيع على انتخابات مبكرة أعطت الحراك المدنيّ العراقيّ تقدّمًا كبيرًا على صعيد عدد المقاعد البرلمانيّة؛ ولو شهدت تلك الانتخابات مقاطعة كبيرة. وخسّرت الأحزاب الموالية لـ”إيران” عددًا بارزًا من المقاعد.

كان واضحًا أنّ النفوذ الإيرانيّ يُنتج تداعيات سلبيّة على المستوى البعيد. لم يكن الامتعاض من أداء المسؤولين العراقيّين المقربين من “إيران” محصورًا بالشقّ الأمنيّ أو السياسيّ وحسّب.

التوازن غير الصحّيّ في العلاقات بين “العراق” و”إيران” كان واضحًا حتى في العلاقات التجاريّة؛ حيث مثّلت الصادرات الإيرانيّة إلى “العراق” الجزء الغالب من تلك العلاقات. أدّى ذلك إلى تذمّر العديد من المزارعين ورجال الأعمال العراقيّين بسبب ما وصفوه بخنق “إيران” للصناعة والزراعة في “العراق” عبر ضخّ كمّيات كبيرة من السلع الرخيصة في “العراق”، بحسّب صحيفة الـ (نيويورك تايمز).

سنة 2008؛ غالطت “سوزان مالوني”؛ من معهد (بروكينغز)، إدارة “بوش” لأنّها راهنت على فكرة أنّ العراقيّين سيستاؤون من الطريقة الصلفة لتصدير “إيران”؛ “الثورة الإسلاميّة”.

فـ”إيران”؛ بحسّب رأيها، فضّلت التصرّف بشكلٍ حذر عبر دعم الإطار الديموقراطيّ الذي يُعطي الامتياز لحلفائها في “العراق”. ربّما صحّ ذلك في السنوات الأولى على إطاحة “صدام” من الحكم، لكن لاحقًا، وكما توقّع كُثر، انعكس التدخّل الإيرانيّ في الشؤون العراقيّة سلبًا على سمعة “إيران” نفسها بين العراقيّين. كان ذلك واضحًا في الهتافات التي أطلقها المتظاهرون كما في الانتخابات واستطلاعات الرأي.

على سبيل المثال؛ أجرى “المعهد المستقلّ لدراسات الإدارة والمجتمع المدني”؛ استطلاعًا سنة 2020، وجّد أنّ النظرة الإيجابيّة للعراقيّين تجاه “إيران” آخذة بالانخفاض. وقال رئيس المعهد؛ الدكتور “منقذ داغر”، في ندوة عقدها “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى”؛ إنّه: “على العموم، لا يُفضّل العراقيّون؛ إيران ولا الولايات المتحدة، لكن للمرّة الأولى منذ فترة طويلة نرى تفضيل الولايات المتحدة بين العراقيين (يبلغ) ضعف تفضيل إيران”. ووصف ذلك بأنّه: “ظاهرة جديدة في المسرح السياسيّ العراقيّ”. وبيّنت النتائج حينها أنّ: 15 في المئة فقط من العراقيّين قيّموا “إيران” بإيجابيّة مقابل تعبّير ما لا يقلّ عن: 33 في المئة منهم عن رأي إيجابيّ تجاه “الولايات المتحدة”. مثّلت النظرة الإيجابيّة للعراقيّين تجاه “إيران”؛ في 2020، انخفاضًا بنسّبة: 55 في المئة عن نتائج 2017. حينها كانت المعارك ضد (داعش) تبلغ مراحلها الأخيرة.

ووجد مركز (صوفان)؛ أنّ توازن القوى في “العراق” تحوّل بعيدًا من “إيران” بشكلٍ أكبر في أواخر 2022، مع فرض قادة أميركيّين وأوروبّيين عقوبات إضافيّة على “طهران” بسبب قمعها المحتجّين ولدعمها جهود “روسيا” الحربيّة في “أوكرانيا”. ورأى المركز أنّ سمعة “إيران” تلقّت المزيد من الضربات بين العراقيّين بسبب سلوكيّاتها الداخليّة والدوليّة خصوصًا؛ مع اعتبار غالبيّتهم أساسًا أنّ “إيران” كانت تستغلّ الاقتصاد العراقيّ وتُثير توتّرات طائفيّة. ولفت النظر أيضًا إلى رفض “السوداني” وضع جدول زمنيّ يُحدّد وجود القوّات الأميركيّة الاستشاريّة في “العراق”.

العراقيّون متمسّكون بالمستقبل..

لا يعني ذلك أنّ النفوذ الإيرانيّ في “العراق” بات بحكم المنتهي. لكنّ الأحداث تُشير إلى أنّ انتصار “إيران” بعد إطاحة “صدام” ليس نهائيًّا أو على الأقلّ يمكن ألّا يكون كذلك.

بعد عشرين عامًا على غزو “العراق”، تغيّرت الديموغرافيا كثيرًا. ولد نصف العراقيّين بعد إطاحة “صدام”؛ وبالتالي إنّ المقارنة بين ما قبل وما بعد ذلك الحدث قد لا يعني لهؤلاء الشيء الكثير. لقد بات إسقاط النظام الأسبق تطوّرًا من الماضي. بالرغم من الصعوبات، لا يزال الشباب العراقيّ يتطلّع نحو مستقبل أفضل تحكمه الأطر الديموقراطيّة؛ بحسب رؤية الآلة الدعائية الأميركية وتوابعها من وسائل إعلام ومراكز بحثية وحقوقية محلية.

لقد أظهرت استطلاعات رأي؛ أجريت في أوقات مختلفة بعد الغزو، أنّ القسم الأكبر من العراقيّين اعتبر أنّ الديموقراطيّة هي أفضل نظام حكم بالرغم من سوء تطبيقها في “العراق”. في الواقع، لا يزال العراقيّون، ومن بينهم السُنّة، “متفائلين” بمسّار بلادهم وفق استطلاع رأي جديد أجري في كانون ثان/يناير.

والفكرة نفسها تقريبًا خلصت إليها وكالة (آسيوشييتد برس)؛ بعد إجرائها مقابلات مع عدد من الشبان العراقيّين. بالرغم من العثرات التي تواجه العراقيّين، تبقى إمكانيّة التطلّع إلى المستقبل قائمة بعد 20 عامًا على إطاحة “صدام”. من شأن ذلك أن يخدم علاقات أكثر صحّة وتوازنًا لـ”العراق” مع جارته الشرقيّة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة